part 6

331 29 46
                                    

سقط الاسد و سقطت معه عزائم الجنود و تهاوت شجاعتهم ارضا .. الخوف داس فوق قلوبهم فنمذ متى و هذا الاسد يسقط .. منذ متى و هذا المحارب يهزم ..

استغل اعدائهم انشغالهم بالنظر الى قائدهم ليفتكوا بهم و يسقطوا الكثيرين ارضا .. ذلك البياض النقي تحول الى سجاده حمراء طرزتها دماء الموتى .. في ذلك المكان لم تكن تسمع غير تصادم السيوف و بعض الصرخات التي تعلو هنا و هناك ..

سراج ذاك الذي كان قبل اشهر طفلا يخاف حمل السيف و اليوم هو جالس وسط دوامة الحرب ملطخ بدم من اعتبره اخوه  .. ضامن رأس ليث الى صدره و يبكي بحرارة .. يؤنب نفسه لأنه كان السبب في سقوط اخاه .. كان في عالم اخر لا يشاهد به غير ليث .. لدرجة انه لم يعرف ان الكثيرين ارادو البطش به لو لا دفاع امير عنه .. امير الذي اعتبره ليث ذراعه الايمن ..

لاحظ امير انهم على وشك الخسارة لذلك صرخ بالجنود بصوته العالي الذي تردد لاذان الجميع " بيرو " صرخ بها وتوجه الى ليث و سراج ... لم يفهم الاعداء تلك الكلمة فهي لا معنى لها لكن جنود ليث فهموها فهي كلمة اتفقوا عليها بمعنى الانسحاب ..

من استطاع منهم الفلات هرب لداخل الغابة و من لم يستطع صرعه الاعداء جثة هامده .. بين تلك الاشجار التي ما زالت تحارب قسوة الشتاء هربوا .. هم لم يتوقعوا انهم سيستخدمون هذه الخطة ذات يوم لكن هذه الحياة كل يوم تفاجئك بشيء ..

هم يعرفون الغابة جيدا لذلك استطاعوا تضييع الاعداء .. امير تولى حمل ليث و الهرب به .. لكن لو تسئلون عن سراج فسأخبركم انه ضيع امير عند هربهم و ها هو يركض بين الاشجار و دموعه لا تتوقف عن الانسياب ..

رغم برودة الجو لكن البركان الثائر داخله انساه ذلك البرد .. كان يلوم نفسه على ما حدث .. يلوم نفسه على كل جثة سقطت هناك .. كره نفسه وهو يتخيل اهل القرية وهم يبكون على حاميهم .. كره نفسه وهو يتخيل زمرد و كيف ستكون حالها حينما تعلم بالامر ..

اما امير ولكونه عاش في هذه الغابة لسنوات مع ليث فلم يكن من الصعب عليه العودة للقرية .. وصل لجدران القرية وهو يلهث من التعب .. ابتسم بنصر حينما وصل فالحياة لم تستطع الانتصار عليه هو ما زال يحس بأنفاس ليث لذلك يوجد امل ..

الجنود الذين كانوا يحرسون الجدران بمجرد ان لمحوا امير فتحوا له باب القرية الحديدي ليدخل و يستقبله الحراس .. صرخ بهم ليحضروا له عربة و لبوا ندائه رغم ارتباكهم و خوفهم وهم ينظرون لليث الذي لا يتحرك لا تلومهم فهم منذ جاءوا الى هنا لا يرونه الا وهو مفعم بالحياة ..

توجه امير بالعربة لمنزل حكيم القرية وهو يتمنى من كل قلبه ان يكون صديقه بخير .. رغم ان الخوف لم يتغلب عليه للان لكن رؤية وجوه الناس الذين يمر عليهم بطريقه جعل الخوف يتربع على قلبه .. وجوه مصدومه خائفه حزينة باكية ..

الراقصة و الخباز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن