part 7 : بداية النهاية !!

378 31 53
                                    

ارسلت تلك الملكة المغرورة جنودها المرصعين بالذهب ليخترقوا حشود جيش السواد و يحاربوهم بضراوة ليستعيدوا عرش ملكتهم و يهرب الامير الرمادي الوسيم مع راقصته الصفراوات و يتركوا عرش السماء للتتربع عليه تلك الملكة التي رغم غرورها تملئ العالم بدفئها ..

و هناك حيث الاشجار الشامخة المتشابكة التي تخللت الشمس من بين اوراقها و اغصانها المتفرعة تلك التي كانت منذ الازل موطن اعشاش الطيور .. تمشى شاب طويل القامة نحيل الجسد لا يفرق الناس بين اصفرار عينيه و خيوط الشمس كلاهما يمتلكان رونقا يسحر الانظار ..

لتوه عاد من زيارة اولئك الذين استقلوا قطار الموت ذلك القطار الذي لا يعود راكبوه .. و للان ورغم مضي اربع سنوات ما زال يذهب كل يوم لزيارتهم لعل شعور الذنب يخف لديه ..

هو يؤمن انه السبب بموت اربعين رجلا من جنود قريته .. لو لم اكن ضعيفا لما ماتوا .. لو لم اكن جبانا لما خطفهم الموت هو دائما يؤنب نفسه بهذه الكلمات .. رغم كل محاولات ليث و امير لأقناعه انه ليس السبب لكن شعور الذنب يأبى مفارقته ..

عاد بذاكرته الى تلك الليلة المشؤمة يوم ترددت ضحكات الموت حوله .. يوم احس ان الموت يهمس بأذنه انها النهاية ..

في ذلك اليوم كانت السماء تثلج بغزارة .. كان امير و جنوده بالكاد يتحركون تحت ذلك الثلج .. و حينما وصلوا الى نقطة المعركة لم يصدقوا انه المكان فالثلج تستر على بشاعة المنظر .. كل تلك الدماء غطاها الثلج .. تلك الجثث تول الثلج تكفينها  .. كما لو ان السماء لم تشاء رؤية هذا المنظر فارسلت الثلج ليغطيه ..

بعرباتهم نقلوا الجثث اما امير فلم يشاء العودة بلا ذاك المراهق فهو عزيزا على قلبه و يعلم ان صديقه يعتبر هذا المراهق اخا له .. لذلك استمر بالبحث رغم غزارة الثلج و برودة الجو و صعوبة الحركة ..

كان من الصعب عليه التمييز فكل شيء تزين بالبياض .. توقف الثلج بعد ما يقارب الساعتان و خلالهما انهك التعب امير لكنه لم يشاء العودة و بين كل ذلك الثلج رأى قطعة قماش بنية ظهرت من كومت ثلج مجتمعة رفرف قلبه بسعادة و الى الكومة اتجه ابعد الثلج ليرى جسدا صغيرا ازرق من البرد ..

حمله بسرعة و الى القرية اتجه و هو يلعن هذه الليلة المشؤومة ...

عاد سراج الى الحاضر حينما لاحت له تلك الجدران الخشبية .. ابتسم و كيف لا يبتسم وهو يعتبر هذا المكان موطنه حيث اهله و احبابه .. حياه حراس البوابة و بادلهم التحية و هكذا كان الامر مع كل سكان القرية الذين لاقاهم ..

الجميع بات يعرف سراج كما يعرف ليث .. يعرفونه بأنه الشجاع الذي يقود كل حملة لا يقودها ليث .. الشجاع الذي يحارب بضراوة في كل معركة .. ببساطة سراج لم يعد كما كان ..

وصل سراج الى منزل بأطراف القرية .. منزل صغير خشبي ظللته اغصان شجرة عملاقة زرعت بجانبه ..

الراقصة و الخباز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن