الفصل 12 +11

5.2K 150 3
                                    

الفصل الحادي عشر

خطة ممتازة

لم يكن السيد كولينز رجلا سريع البديهة ولم يسعف قلة ذكائه التعليم أو المجتمع الراقي. لقد قضى معظم حياته تحت إشراف أب جاهل وبخيل. وهذا ما جعله أساسا متواضعا تواضعا عظيما في سلوكه, لكن ترقيته إلى منصب الموجه في هانسفورد غيره كثيرا. فاحترامه للطبقة الراقية التي تنتمي إليها الليدي كاثرين دي بورو ورأيه الجيد بنفسه جعلاه مزيجا من الكبرياء والخنوع, من الشعور بالأهمية والتواضع.


وبما أنه يمتلك الآن منزلا جيدا ودخلا, فقد نوى أن يتزوج, وكان هدفه اختيار واحدة من بنات السيد بنيت كزوجة له. وقد ظن أن هذه خطة ممتازة, نبيلة جدا وغير أنانية.

لم تتغير خطته عندما شاهد البنات. فوجه جاين بنيت الجميل جعله يحسم الأمر. كانت لحسن الحظ الابنة الكبرى, وكانت خياره في الأمسية الأولى. وفي الصباح التالي كان له حديث مع السيدة بنيت. فكانت مستغرقة في الابتسام والتشجيع, لكنها حذرته من اختيار جاين. حذرته من احتمال إتمام خطوبة جاين في القريب العاجل. لكن البنات الأخريات, على ما تظن, متحررات من أي اهتمامات أخرى. فتحول السيد كولينز من جاين إلى إليزابيث عندما كانت السيدة تقلب النار .

أملت السيدة بنيت في أن يصبح لديها ابنتان متزوجتان قريبا, والرجل الذي لم تستطع التحدث عنه بالأمس صار يتمتع برضى كبير.

في ذلك الصباح قررت أربع من الأخوات السير على مريتون لزيارة خالتهن, فذهب معهن السيد كولينز. كانت المدينة تعج بالضباط, ولم تستطع الفتيات الصغيرات النظر إلى شيء سواهم, باستثناء إن كان ذلك الشيء قبعة أنيقة حقا, أو ثوب موصلين جديد حقا في واجهه محل.

لكن انتباه كل سيدة انجذب إلى شاب لم يسبق لهن أن شاهدنه أبدا. كان يمشي مع ضابط تعرفه ليديا. وقد تأثرن جميعا بمظهر الغريب النبيل, وتسائلن جميعا عمن يكون. عبرت البنات الصغيرات الطريق للنظر إلى شيء في واجهة محل ولحسن الحظ وصلن إلى الرصيف لدى مرور السيدتين. تحدث الضابط إليهن وقدم صديقه, السيد ويكهام, الذي أتى لتوه من لندن ليصبح ضابطا في فوجهم. كان الشاب يحتاج فقط إلى بزة رسمية لتجعله ساحرا تماما. كان له وجه وسيم وقوام متناسق وأخلاق رفيعة. كانت المجموعة بكاملها تقف معا, تتحدث بفرح شديد, عندما لفت انتباهها صوت جياد, ثم شوهد دارسي و بنغلي منطلقين في الشارع. ولدى رؤية السيدات, أتى السيدان إليهن, وأخبر بنغلي جاين أنه كان في طريقه إلى لونغبورن للسؤال عن صحتها. انحنى السيد دارسي, وكان مصمما على أن لا ينظر إلى إليزابيث حين وقع نظره على الغريب. كانت إليزابيث مذهولة بتأثير اللقاء. تغير لون كل منهما, فبدا الأول شاحبا والثاني محمرا. وبعد لحظات قليلة لمس السيد ويكهام قبعته وهز السيد دارسي رأسه.ماذا يمكن أن يكون معنى ذلك؟ كان من المعتذر تصوره, وكان من المعتذر عدم الرغبة في معرفته.

رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن