الفصل الأربعون
الشرف والمصلحة الشخصية
في صباح يوم, بعد أسبوع تقريبا من خطبة بنغلي وجاين, كانوا جميعا جالسين في غرفة الطعام عندما اتجهت عربة إلى الباب. تساءلت السيدة بنيت وإليزابيث وكيتي عن من تكون زائرتهن عندما فتح الباب ودخلت. إنها الليدي كاثرين دي بورو.
كانت إليزابيث أكثر دهشة من أمها وشقيقتها, اللتين كانت الليدي كاثرين مجهولة بالنسبة إليهما. دخلت الغرفة بطريقة فظة أكثر من المعتاد. ولم ترد على ترحيب إليزابيث بها إلا بإيماءة خفيفة من رأسها وجلست من دون أية كلمة. قدمتها إليزابيث إلى والدتها, التي شعرت بالزهو لاستضافتها مثل هذه الزائرة ذات المكانة العالية. وبعد بضع كلمات غير ودية, اقترحت الليدي كاثرين على إليزابيث أن يتمشيا في الحديقة.
عقدت إليزابيث العزم على ألا تبذل أي جهد للتحدث إلى إمرأة عديمة اللياقة تماما. وما إن دخلتا الغابة حتى بدأت الليدي كاثرين الحديث قائلة:
"أنت تدركين بلا شك, يا آنسة بنيت, سبب رحلتي إلى هنا. إن قلبك وضميرك لابد أن يوحيا لك بالسبب الذي حدا بي إلى المجيء".
نظرت إليزابيث إليها بدهشة. "أنت حقا مخطئة يا سيدتي. فأنا لا أستطيع أن أدرك في أية حال سبب هذا الشرف".ردت سيادتها بصوت غاضب: "آنسة بنيت, مع أنك قد تكونين غير صادقة, لن أكون كذلك. إن شخصيتي كانت مشهورة دائما بالصدق والصراحة. لقد وصلتني أخبار مرعبة منذ يومين. إذ لم أسمع فقط أن شقيقتك على وشك تحقيق زواج ممتاز, بل سمعت أيضا أنك أنت الآنسة إليزابيث بنيت, سوف تتزوجين على الأرجح بعدها بقليل ابن أختي السيد دارسي. ومع أنني أعلم أن الأمر لا بد أن يكون كذبة فاضحة, ومع أنني أحترمه جدا بحيث لا أعتقد بأن من الممكن أن يكون ذلك صحيحا, فقد قررت على الفور أن آتي إلى هنا حتى أطلعك على آرائي".
قالت إليزابيث بدهشة واحتقار:"إذا كنت تعتقدين بأن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحا, فأني دهشة من تجشمك مشقة قطع هذه المسافة".
"لقد جئت لألح بإصرار على الحصول على تقرير ينفي صحة الخبر".
قالت إليزابيث ببرود: "إن مجيئك إلى لونغبورن لرؤيتي ورؤية عائلتي سيؤكد ذلك بدلا من أن ينفيه, لو كان هناك بالفعل مثل هذه الإشاعة"."هل تنكرين ذلك؟ ألم تبدئي ذلك بنفسك؟ ألا تعرفين شيئا عنه؟"
"لم أسمع به أبدا"
"هل يمكنك أيضا أن تعلني أن لا أساس له من الصحة؟ هل قدم لك ابن أختي عرضا للزواج؟""سيادتك أعلنت أن هذا مستحيل".
"هذا ما ينبغي أن يكون. هذا ما يجب أن يكون ما دام سليم العقل. لكن حيلك ربما جعلته ينسى واجباته نحو عائلته. وربما أوقعته في شراكك".
"لو فعلت هذا, فمن المحتمل ألا أعترف به".
"آنسة بنيت, هل تعرفين من أكون؟ إني غير معتاد على أن يحدثني الآخرون بهذه الطريقة. إن من حقي أن أعرف كل شؤون ابن أختي الخاصة".
أنت تقرأ
رواية كبرياء وتحامل العالمية
Romanceكبرياء وتحامل Pride and Prejudice : رواية إنجليزية من تأليف الكاتبة جاين اوستن ، نشرت لأول مرة في عام 1813 ، وتعتبر من أشهر الروايات التي قدمتها الكاتبة ومن أفضل الروايات الرومانسية في تاريخ الرواية العالمية ، كما أنها تحمل طابع الكوميديا الرومانسية...