الفصل 21+ 20

3.8K 125 7
                                    

الفصل العشرون

كبرياء السيد دارسي

كانت إليزابيث جالسة بمفردها في الصباح التالي تكتب إلى جاين, بينما خرجت السيدة كولينز وماريا إلى القرية. سمعت قرعا على الباب وكانت تضع الرسالة جانبا عندما فتح الباب, ولدهشتها العظيمة, دخل السيد دارسي الغرفة.

بدا مدهوشا أيضا حين وجدها بمفردها, فاعتذر قائلا أنه اعتقد أن كل السيدات في المنزل.

ثم جلسا وبدا لهما خطر الصمت التام. فكان من الضروري جدا التفكير في شيء ما يقولانه. وأخيرا قالت إليزابيث: "كم كانت مغادرتكم نذرفيلد مفاجئة في تشرين الثاني(نوفمبر), يا سيد دارسي. آمل أن السيد بنغلي وشقيقتيه كانوا على ما يرام عندما غادرت لندن".

"أنهم في أفضل حال ـ شكرا لك".

لم تتلق أي جواب آخر ـ فأضافت بعد توقف قصير: "سمعت أن السيد بنغلي لن يعود إلى نذرفيلد ثانية".

"لم أسمعه أبدا يقول ذلك. لكن من المحتمل أن يمضي وقتا قصيرا هناك في المستقبل, لن أستغرب إن هو ابتعد عنها".

وعندما لم يكن لدى إليزابيث ما تقوله, فقد صممت على أن تترك له مشقة البحث عن موضوع. ناقشا موضوع الرحلة من لونغبورن. وانتهى النقاش بدخول شارلوت وشقيقتها. أدهشهما وجود دارسي بمفرده مع إليزابيث. فشرح السيد دارسي الخطأ الذي ارتكبه, ثم غادر بعد أن جلس لدقائق قليلة من دون قول الكثير لأحد.

قالت شارلوت عندما رحل: "ماذا يمكن أن يعني ذلك؟ لا بد أنه واقع في حبك يا عزيزتي إليزابيث, وإلا لما قام بالزيارة على هذا النحو".

لكن عندما تحدثت إليزابيث عن صمته لم يبد ذلك محتملا. وبعد عدة تخمينات اتفقن أخيرا على أنه أتى لأن ليس لديه ما يقوم به. فالرجال لا يمكنهم ملازمة البيت دائما. كان من الواضح لهن أن الكولونيل فيتزوليم أتى لأنه استمتع برفقتهن. ذكرت إليزابيث بالشاب المفضل لديها سابقا, جورج ويكهام. كان أقل جاذبية من ويكهام, لكنها شعرت بأنه يتمتع بذكاء أفضل.


أما مجيء السيد دارسي المتكرر إلى البيت فكان من الصعب أكثر فهمه. لا يمكن أن يكون بسبب رغبته في الرفقة, طالما أنه غالبا ما جلس هناك لمدة عشر دقائق من دون أن يفتح فمه. إنه نادرا ما بدا أنه يمتع نفسه. وقد سخر منه الكولونيل فيتزوليم وقال أنه لم يكن متبلد الحس عادة. ومالت السيدة كولينز إلى الاعتقاد بأنه يحب إليزابيث, لكنها لم تستطع أن ترى أية إشارة على ذلك على الرغم من أنها راقبته عن كثب. فقد نظر طبعا إلى صديقتها كثيرا, لكن غالبا ما ساورها الشك بوجود أي إعجاب في نظرته.

وأكثر من مرة التقت إليزابيث السيد دارسي صدفة أثناء تنزهها في المنتزه. بدا من سوء الحظ أن يظهر دائما, وحاذرت أن تدعه يدرك أنه مكانها المفضل. لذلك كان غريبا أن يحدث ذلك مرة ثانية, وحتى مرة ثالثة. لم يقل الشيء الكثير, ولا هي تحملت مشقة الكلام أو الاستماع إليه.

رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن