الفصل 19 + 18

3.9K 129 12
                                    

الفصل الثامن عشر

حديث الليدي كاثرين

نادرا ما جرى الحديث طوال النهار أو في الصباح التالي عن أي شيء سوى زيارتهم إلى روزينغز. حدثهم السيد كولينز بدقة عما يتوقعون رؤيته, كيلا يصدمهم منظر الغرف الكبيرة وعدد الخدم الكبير والعشاء الفاخر جدا. وعندما ذهبت السيدات ليحضرن أنفسهن, قال لإليزابيث: "لا تهتمي كثيرا يا ابنة عمي العزيزة بشأن ثوبك. فالليدي كاثرين لا تتوقع منا إظهار الأناقة المماثلة لأناقتها أو أناقة ابنتها. إنها تحب المحافظة على الفوارق الطبقية".

وبينما كن يرتدين ثيابهن, أتى عدة مرات إلى أبوابهن طالبا منهن الإسراع لأن الليدي كاثرين تستاء جدا من الانتظار. وبما أن الطقس جميل, كانت لهم نزهة ممتعة عبر المنتزه. شاهدت إليزابيث الكثير مما أفرحها في روزينغز, مع أنها لم تتمكن من أن تشاطر السيد كولينز فرحته أو أن تكون مهتمة كثيرا بمعلوماته عن عدد النوافذ وكلفتها الأصلية.

ازداد هلع ماريا, وحتى السير وليم لم يبد هادئا تماما عندما وصلوا إلى الدرجات المؤدية إلى القاعة. لكن الشجاعة لم تخن إليزابيث. لم تسمع أي شيء عن الليدي كاثرين يظهر مقدرتها غير العادية أو فضيلتها. شعرت بأنها تستطيع من دون خوف مواجهة العظمة في الثراء والمستوى الاجتماعي.

تبعوا الخدم عبر قاعة المدخل وغرفة أخرى إلى الغرفة حيث الليدي كاثرين وابنتها والمعلمة, السيدة جنكينسون. نهضت سيادتها بتعطف عظيم لمقابلتهم. كانت الليدي كاثرين امرأة طويلة ضخمة ذات وجه كان على الأرجح ذات يوم جميلا. لم يكن تصرفها لائقا حيث استقبلتهم بالطريقة التي تذكر زائريها بطبقتهم الاجتماعية الأدنى. وكان كل ما قالته منطوقا بنبرة آمرة أظهرت اعتدادها بنفسها.

لم تكن الابنة مثلها. كانت شاحبة سقيمة وغير مثيرة للاهتمام. وقد تحدثت قليلا إلى غير رفيقتها السيدة جنكينسون.

كان العشاء فاخرا وكان هناك كل الخدم وكل العجائب التي وعد بها السيد كولينز. اتخذ مقعدا له عند طرف المائدة وبدا وكأنما الحياة لا يمكن أن تأتي بشيء أعظم. كان أول من امتدح كل طبق, وتلاه في ذلك السير وليم بإسراف شديد حتى أن إليزابيث استغربت كيف تستطيع الليدي كاثرين الاستماع. لكن الليدي كاثرين منحت الابتسامات الأكثر سخاء.

عندما عادت السيدات إلى قاعة الاستقبال كان هنالك القليل مما يقمن به باستثناء الإصغاء إلى كلام الليدي كاثرين. عبرت عن رأيها بكل موضوع بأسلوب قاطع أظهر أنها لم تعتد على التكذيب. أعطت شارلوت فدرا كبيرا من النصح حول كل تفصيل من تدبيرها المنزلي. لم يكن أي شيء غير مهم جدا لتمليه هذه السيدة العظيمة على الآخرين. وعندما أخبرت شارلوت عن كيفية إدارة منزلها, سألت إليزابيث عن عائلتها بتفصيل دقيق. سألت كم أخت لها, إن كن أكبر أو أصغر منها, إن كانت إحداهن توشك على الزواج, إن كن جميلات, أين تلقين علومهن, كم عدد العربات التي يملكها والدها. أحست إليزابيث بوقاحة أسئلتها, لكنها أجابت بأدب.

رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن