الفصل 14

3.8K 140 4
                                    

الفصل الرابع عشر

أمل فوق العادة


في اليوم التالي أعلن السيد كولينز قراره. فقال للأم بعد أن وجد السيدة بنيت وإليزابيث وكيتي معا بعد الفطور: "آمل يا سيدتي أن تسمحي لابنتك الجميلة إليزابيث برؤيتي على انفراد خلال الصباح؟"

وقبل أن تتمكن إليزابيث من فعل شيء سوى الاحمرار من الدهشة, أجابت السيدة بنيت في الحال: "أوه يا عزيزي, نعم ـ بالتأكيد! أنا متأكدة من أن إليزابيث ستكون سعيدة جدا ـ تعالي يا كيتي, أنا بحاجة إليك في الطابق العلوي".

كانت تغادر الغرفة عندما نادت إليزابيث: "أمي العزيزة, لا تذهبي! أرجوك لا تذهبي! أن السيد كولينز سيسامحني. لا يمكن أن يكون لديه ما يقوله لي على انفراد. أنا من سيرحل".

ولكن قبل أن تتمكن من الهروب, قالت أمها: "لا, لا. هذه سخافة! أنا أصر على بقائك يا إليزابيث".

لم يسع إليزابيث مخالفة مثل هذا الأمر ـ وقد جعلتها لحظة من التفكير تدرك أن من الأفضل إنهاء الأمر بأسرع ما يمكن.

جلست ثانية, وحالما خرج الآخرون, قال السيد كولينز:

"صدقيني يا عزيزتي الآنسة إليزابيث أن تواضعك يزيد في كمالك. كدت تكونين أقل جاذبية بالنسبة إلي لو لم تظهري هذه المعارضة الضعيفة. قلما تستطيعين الشك بنواياي. فما أن دخلت هذا المنزل حتى اخترتك شريكة لحياتي في المستقبل. لكن قبل أن أترك مشاعري ترحل معي, دعيني أخبرك عن أسباب الزواج, فهي: أولا, أنا أعتقد أن كل شخص ينبغي أن يكون قدوة لغيره من خلال الزواج. ثانيا, أنا مقتنع بأنه سيزيد من سعادتي. ثالثا, لقد نصحتني بذلك السيدة النبيلة جدا التي هي راعيتي. قالت لي: ابحث عن سيدة من النوع النشيط والمفيد. عد بها إلى هانسفورد وأنا سأقوم بزيارتها.


هذه هي الأسباب التي جعلتني أقرر الزواج. ينبغي الآن أنأخبرك لماذا قررت البحث عن زوجة في لونغبورن بدلا من البحث عنها بين جيراني. الحقيقة هي بما أنني سأرث هذه المزرعة بعد وفاة والدك, إذن أرغب في أن أختار زوجة من بين بناته. هذا هو هدفي يا ابنة عمي العزيزة, وأنا واثق من أنه لن يقلل من احترامك لي. لم يبق الآن شيء سوى التأكيد على شدة الحب لك. فأنا لست مكترثا للمال ولن أطلب أي منه. كل ما يمكنك توقعه هو ألف جنيه بفائدة 4% تستلميه إثر وفاة والدتك. سوف ألبث صامتا حيال هذا الأمر, ويمكنك أن تتأكدي من أنني لن أقوم بأي توبيخ مهين بشأنه عندما نتزوج".



كان من الضروري وضع حد له. فصاحت به:

"أنت متسرع جدا يا سيدي. دعني أعطيك جوابي في الحال. أشكرك على الشرف الذي تمنحه لي, لكن يستحيل علي القبول به".

لوح السيد كولينز بيده وقال: "أفهم أن السيدات الصغيرات يرفضن غالبا مثل هذا العرض في بداية. لذلك فأنت لا تثبطين همتي. إنني ما زلت أتطلع بأمل إلى زواجنا".

صاحت إليزابيث: "ذلك أمل غير عادي يا سيدي. فأنا لست واحدة من السيدات الشابات اللواتي يخاطرن بسعادتهن أملا في أن يسألن مرة ثانية! أنا أعني ما أقول. لا يمكنك أن تجعلني سعيدة وأنا متأكدة من أنني لن أستطيع أن أجعلك سعيدا. لو كانت صديقتك الليدي كاثرين تعرفني فأنا متأكدة من أنها ستوافق على أنني غير مناسبة لأكون زوجة لك".



إن كل ما استطاعت إليزابيث قوله لم يقتنع السيد كولينز بأنها جادة بدا له من المستحيل أن ترفض عرضه. فأوضح ثانية أن الزواج أمر مرغوب فيه كثيرا. وبصرف النظر عن مركزه الاجتماعي الرفيع, أخذ يذكر إليزابيث بضعفها. فمن ميزاتها الساحرة الكثيرة. إن المبلغ الضئيل الذي سترثه سيثبط همم الرجال الآخرين. لذلك كان مقتنعا بأن رفضها كان مفتعلا ويهدف إلى جذبه أكثر. أخيرا, وبعدما فشلت في إقناعه, غادرت إليزابيث الغرفة, وقد أسكتها الغيظ.

اندفعت السيدة بنيت لتهنئ السيد كولينز حالما رأت ابنتها تتركه. تقبل السيد كولينز تهانيها بفرح مماثل ثم أخبرها بتفاصيل حديثهما.

أدخلت معلوماته الذعر إلى قلب السيدة بنيت. لم تستطع أن تصدق أن ابنتها قصدت فقط إلى تشجيعه من خلال رفضها. لم تقدر على البوح بذلك. فأضافت: "لكن لا تقلق يا سيد كولينز. سأتحدث إليها بنفسي مباشرة. إنها فتاة غبية ولا تعلم ما هو الأفضل لها. لكنني سأجعلها تعرفه!".

لم تمنحه الوقت للرد. بل هرعت إلى زوجها مستنجدة وهي تدخل غرفته. "أوه, يا سيد بنيت, أنت مطلوب في الحال! نحن جميعا في اضطراب. عليك أن تأتب لتحمل إليزابيث على الزواج بالسيد كولينز, فهي تقسم بأنها لن تتزوجه, وإذا لم تسرع فهو سيغير رأيه ولن يتزوجها!".

أبعد السيد بنيت نظره عن كتابه عندما دخلت وأخذ يراقبها بهدوء, ثم قال: "أنا لا أفهمك,عما تتحدثين؟ ماذا يسعني أن أفعل بشأنه؟".

"خاطب إليزابيث بشأنه. أخبرها بأنك تصر على زواجها به".

"استدعها. سأعلمها برأيي".

دقت السيدة بنيت الجرس واستدعيت الآنسة إليزابيث إلى الغرفة.

صاح والدها عندما ظهرت: "تعالي يا ابنتي, لقد أرسلت في طلبك لأمر مهم. أصحيح أن السيد كولينز قدم لك عرضا للزواج؟".

أجابت إليزابيث أنه فعل. "وهل رفضت ذلك؟" ردت إليزابيث بنعم. "حسنا. لقد وصلنا الآن إلى صميم الموضوع. إن أمك تصر على قبولك. أليس كذلك يا سيدة بنيت؟"

"أجل, وإلا لن أراها ثانية".

"أمامك خيار غير مرض يا إليزابيث. فمن هذا اليوم ينبغي أن تكوني غريبة بالنسبة إلى واحد من والديك. إن والدتك لن تراك ثانية إن لم تتزوجي السيد كولينز, وأنا لن أراك ثانية إن فعلت!"

لم تستسلم السيدة بالرغم من خيبة أملها. تحدثت إلى إليزابيث مرارا وتكرارا, متوسلة تارة أخرى. لكن إليزابيث بقيت ثابتة.

في تلك الأثناء, أخذ السيد كولينز يفكر منفردا في ما حدث. لم يستطع أن يفهم لماذا رفضته ابنة عمه. لم يكن لديه أي تعلق صادق بها, وقد حال هذا النموذج عن قوة إرادتها دون شعوره بأي أسف. شعر بأنه محظوظ لأنه اكتشف شخصيتها الحقيقية قبل فوات الأوان. لم يقم بأية محاولة لاختصار زيارته, لكنه أبدى استياءه عبر الصمت وخشونة الطبع. ولحسن الحظ, أتت الآنسة لوكاس لتمضية النهار, فتمكن في ذلك اليوم وفي أيام تالية من أن يكرس نفسه لها. وقد منح صبرها أثناء الإصغاء إليه الارتياح للجميع.

رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن