*الحفلة - تذكر الماضي ج1 *

716 46 6
                                    

اوقف عجلات سيارته السوداء بعد مدة دامت عن تحركيها حوالي نصف ساعة ... نزل منها ... وهو يتمايل مخمولاً من رائحة القمر التي تجلس جانبه ... توجه نحو باب مقعدها ... فتحه ليمسك يدها الملساء و يساعدها بالنزول بما انها ترتدي كعب عالي جداً .... و عاد يشتم لتلك الرائحة التي ثمل بها منذ دقائق... وفور ان وقفت جانبه ... تأملا باب القاعة المزخرف البعيد عنهم تقريباً .... و السجادة الحمراء امامهم التي تصل لباب قاعة الحفلة ... افلت يدها و حرك يده و هو ينظر لها مبتسماً لتتمسك بساعده .... نظرت له .. بتلك العينان المكحلتان اللامعتان ... بادلته الابتسامة وشابكت ساعده ... وحركا قدميهما متجهان للقاعة التي تبدو بالفعل ضخمة بحق ....

ومع هالة الفخامة و الكبرياء و الجمال التي كانت تحيطهما ... و رائحة الورد الجوري الانثوي مختلطة مع رائحة عطره الرجولية ... و نظرات الناس و الكاميرات حولهما كادت تلتهمهما ... توقفت قدما دونغهي عن الحراك بعد ان وصلا لباب القاعة .... شعر بشلل عن الحركة يتبعه توتر شديد .. نظرت ايرين له لتراه يرتجف توتراً و يناظر الارض بخوف ... اومأت بحركة لينتبه لها ... و همست له بصوت شبه خافت : ما بك ؟! ... لما توقفت ...

ابتلع ريقه وهو ينظر لها بقلق .... اخذ نفس عميقاً و زفره ليتبع كلماته المرتجفة : لا شيء ... ولكن ... متوتر قليلاً ....

رسمت ابتسامة على شفتاها الحمراوتان .... ثم حركتهما لتنطق بكلمات الاطمئنان تلك : صديقي قوي ... صديقي مغني بارع و فنان موهوب ... صديقي وسيم و ناجح بحياته ... كن واثقاً بنفسك و لا تخشى شيء ... فأنا متأكدة انك ستأخذ جائزة اليوم ... لا تخاف ^^ .... كن شجاعاً .... (( و شدت قبضتها على ساعده وهي تقوس عينيها و ابتسامتها الحالمة لم تختفي عن وجهها بتاتاً )) ....

رفرف قلبه حينها ... و بالفعل هدأت ملامحه القلقة لتلمع عيناه التي كادت تخترق وجه القمر امامه .... للحظة حزينة تذكر اخته ... و تذكر تشجيعها له بالماضي ... ابتلع تلك الغصة التي تشكلت بثواني قليلة و اومأ رأسه بالإيجاب و هو يبادلها الابتسام : شكراً لك ... .صديقتي ♥ ....

و اكملا سيرهما متجهان لداخل القاعة ... حقيقة لا يمكن انكارها ... ايرين كانت خائفة اضعاف مضاعفة مقارنة بخوف دونغهي .... ولكنها لم تظهر هذا كي لا توتره اكثر ... اضافة انها لم تكن تريد ان تشوه مظهرها الجميل بملامح توتر و خوف ... لهذا تماسكت طوال الوقت و بقت مرفوعة الرأس ....

بدأ دونغهي يبادل السلام على الحضور .... يقف مع مجموعة من المشاهير بعضهم تعرفهم ايرين و البعض الاخر لا ... يتحدث معهم قليلاً ثم يعرفهم بها و يلتفت لمجموعة اخرى ... الاحمرار كان يكسو وجهها طوال الوقت ... ليس فقط بسبب بودرة الخدود ... بل بسبب خجلها من نعت الجميع لها ب: * صديقتك جميلة جداً * ....

فَلََتَبِقِي مَعي // Stay With Meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن