خذلني

597 12 4
                                    

مجرد أصدقاء وقع تلك الكلمتين كان كسهم ملتهب،رصاص حي يخترق أحلامي ويحدث ثقبا في دوامتي الزمنية،رأيت ملخص تعارفنا وكل ما كان بيننا يمر أمام ناظري،شاهدتني أودع أمالي برعشة تنخر جسدي،بدمعة تنحبس بين جفني،فجأة نار الحقد تمكلتني،أحسست أنني ساذجة كنت منهارة ولأول مرة منهارة بشكل معجز وكأن تلك الكلمة نزلت على عاتقي كجبل راسخ،كنت أنفس عن غضبي بكلامات لا تتوفر في قاموسي عادة،بدأت أثور وشحنات الغضب تتجسد في حروفي لم أشعر بشيء سوى لمسة باردة توقف حرارة قلبي.
لمسة زادتني ثقة واطمئنانا وبعثت شيئا من الراحة في نفسي،كنت خائفة من دون أخي ولكن أنا لست وحيدة الآن فإحدى دروعي ملتصقة بي،استجمعت قواي و ودعته وأنهيت المكالمة جلست بهدوء بجانب صديقي،ساد الصمت لدقائق ثم بدأت التحقيقات سؤال يلحقه جواب حتى جاء باقي الشلة فانقطع الحديث،حاولت إخفاء الأمر غير أن عيناي وملامحي الحزينة كشفت أن خطبا ما يتملكني،فلم أنجو من السؤال المألوف "ما الأمر ماالذي حدث"
تحملت قليلا ثم نزلت دموعي ولكن هذه المرة دون كلمات كنت فقط أشهق والدموع تنهمر حتى أن "لياس"نفس الشخص الذي لامس يدي و هدأ من روعي قبل حين لم يقوى على الالتفات ورؤيتي بتلك الحال فقط كان يكتفي بضمي لصدره،كان يضمني فقط كطفلة صغيرة فيلقنني الهدوء،ولكني لم أكن أكتفي بذلك فقد كنت أتمنى حضن معشوقي،كنت أسير وصديقي وكلما مرت ببالي صورة قديمة تكسدت الدموع في جيوب عيني كيف لا وكل الجامعة تحمل أثرنا تحمل ختما عليه اسمينا في كل مكان كنت معه ،كنت سعيدة معه،كيف له أن يخذلني او ربما الأجدر بي أن أسأل نفسي كيف نقذت عهدي وفتحت سبيلا لقلبي
انا لم أحب أنا فتحت أبواب الجحيم
ربما حان الوقت لكتابة نهاية لهذه القصة أو بالأصح نسيان تلك اللحظات.سأكون شيطانا كما لم أكن يوما فكوني ملاكا ناصع البياض لا يزيدني سوى ألما و خذلانا،سأمحو كل من آلمني وأولهم قلبي و هنيئا لك فأنت تتصدر اللائحة وانتقامي منك سيكون رواية شائعة وقد يتعدى ليكون خرافة بدأت بدقة قلب وانتهت بطعنة جسد .
فقط لأنك خذلتني،خذلت كلماتنا،خذلت نظراتنا،خذلت ضحكاتنا،خذلت صورة جمعتنا،خذلت روحك وقتلت روحي.
وهاهي البجعة السوداء تقف في آخر المسرح تشاهد نهاية العرض وتصفق بحرارة لأسوارها المهدمة و أصابعها تذرف دماء الإنتقام.
شكرا لك يا هذا سيأتي يوم وتقرأ السطور ستدرك من أكون وقتها ستشتاق لمداعبة صديقتك و لكنها لن تجدها ستنادي باسمها ولن تجيب،يومها سيكون اسمها منقوشا على رخام يعلو شبر تراب و أسفل اسمها كتب
"أحببتك ولم تكن،عشقت عينيك ولم تر"

لقاءOù les histoires vivent. Découvrez maintenant