احببتك فهجرتني !

1.5K 55 4
                                    

لقد كان يوما رائعاً حينما عدت من مدرستي وانا احمل ورقة امتحاني التي تفوقت بها بأمتياز واتوق للوصول الى المنزل ﻷريها الى والدي وليقرأ ما كتبته استاذتي من مديح عني ولكن الطريق من المدرسة حتى منزلي كان يستغرق مني وقت طويل لبعد المسافة بينهما حتى وصلت أخيراً وعندما دخلت وجدت بعض النسوة يهمون بالمغادرة وواقفات عند الباب وامي تودعهن وما ان رأينني حتى قالن : ها هي عادت أخيراً ! لقد انتظرناك مطولاً .... ما شاء الله عليك تبارك الرحمن ... فليحفظ الله شبابك
فشكرتها ودخلت الى غرفتي ولم أسأل امي عنهن.
وعندما اجتمعنا انا واخوتي الصغار وامي وابي على مائدة الغداء البسيط اخبرت ابي عما كتبته استاذتي في ورقة امتحاني وعن مدى امتنانها مني وفخرها بي وبتفوقي قالت امي : احسنت يا ابنتي .
فقلت : ويوما ما سأحمل شهادة تقديرية من استاذي في الجامعة بعد ان احضر لكم شهادة الطبية وبأمتياز.
فصمتا ولم ينبتا بحرف واحد وضل احدهم ينظر للاخر ولم يعلقا بحرف على ما قلته .
وحينما انتهى وقت الغداء وكل منا ذهب في طريقه كنت اود الذهاب لأدرس ولكن امي نادتني وطلبت مني الحضور الى غرفتها وعندما ذهبت وجدت ابي وامي جالسين بانتظاري فأرتبت لما يجري وأحسست ببعض القلق فجلست ثم سألت :
_ ما الامر يا امي !
وبعد صمت وتردد نطقت وقالت :
_ هناك من تقدم لخطبتك عزيزتي ونحن نود اخذ رأيك في الامر !
تفاجأت بالخبر وشعرت بالحياء من فتح هكذا موضوع امام والدي فانزلت رأسي خجلا ثم عادت امي لتسألني من جديد فقلت لها :
_وماذا بشأن دراستي؟
_سيسمحون لك بأكمال سنتك الاخيرة في الثانوية التي يعمل بها .... انهم متمكنين وميسوري الحال وهو الاخ الوحيد لأربعة اخوات وهو الاخ الاكبر .. انهم ينتظرون ردك حتى تقابلينه ويقابلك !
_ هل افهم يا امي أنكم موافقون ؟
_في الحقيقة ....
فقاطعها ابي وهو يشبك اصابع يديه ببعضها ويقول :
_ اسمعيني جيداً يا ابنتي لا اعرف كيف اقولها لك ولا ولا اعرف كيف اصوغها ..... انا يا ابنتي وبكل اسف لم يعد بأمكاني تحمل نفقات المدرسة كنت اريد ان اجعلك تتركين المدرسة منذ فترة ولكني لم اكن اود ان اكسر بخاطرك ولكني الان يا ابنتي لم يعد بأستطاعتي توفير ثمن الحافلة التي تأخذك .... ان هذا الشاب الذي تقدم لك من عائلة متمكنة وسيجعلك تكملين دراستك .... وانت في كل الاحوال سوف تتزوجين يوما ما ولكن لا نعلم ما حالة المتقدم اليك ".
بعد كلام ابي هذا بقيت ليلي وانا اذرف الدموع حزنا على حال ابي المسكين وكم هو يتعب من اجل اشياء اراها تافهة في حياتي اليومية لقد كنت فتاة ضعيفة في مجتمع ذكوري لذا لم يكن بأستطاعتي مساعدة والدي سوى بالمغادرة وتخفيف حملي عنه .. لذا ابلغت عائلتي بموافقتي فتمت الإجراءات الاولية وجاء هو ليراني وأراه .
كان محمود خطيبي شاب وسيم ليس الى الحد العجيب ولكن بصورة معقولة كان مرتبا وانيق في نفس الوقت حتى اني خجلت من نفسي ان اكون اقل اناقة منه ... تكلم بتهذيب معي وبكل ادب وأحترام فجذبني منذ أول لقاء لم يكن الحديث بيننا طويل جدا فكان زواجنا تقليدياً جداً جداً ... ولكني ولحسن حظي حضيت بأيام خطوبة رائعة جعلتني اغرم به يوما بعد يوم واغوص في اعماقه لقاء بعد لقاء ويتملكني حديث بعد حديث تعلقت به بشدة كان يدللني كثيراً كان يحبني كثيرا وقالها لي مرات ومرات لقد أحبني مثلما أحببته ... لقد وصل بي هيامي إلى درجة الجنون ... عندما كان يأتي الي لزيارتي ورؤيتي كان عطره يعلق بملابسي حين يحتضنني وكنت احتفظ بملابسي و أغفوا عليها كل ليلة ...... كنت سعيدة سعيدة جداً وارى حياتي المستقبلية معه في قمة الروعة والجمال .... لقد كنت ارى مستقبلي في عينيه حافلاً بالسعادة اللامتناهية .. حتى جاء يوم زواجي وتزوجته ....لقد كانت الاحلام وردية في عيني ... لقد نسيت اني عندما سأتزوجه سأتزوج عائلته معه امه واخواته ... دائما يقولون ان العراك بين العمة والكنة لا ينتهي وأنها معركة ازلية لكن لم أكن ارى الامر من قبل هكذا وكنت اعارض الامر وأقول " لا ليس كلهم سواء " ولكن هناك امور تتدخل شيء فشيء مسائل تافهة تصبح مشكلة مع مرور الوقت ...
عندما تزوجت كان لايزال لي سنة واحدة حتى أكمل الثانوية وكان حسب ما وعدوا أبي اني سأكملها بعد الزواج عندهم ولكن حالما أصبحت عندهم نكثوا بهذا الوعد وقالت لي والدته :
مسألة الدراسة فلتنسيها ولا تأتي بذكرها مفهوم ... لقد أصبحت الان امرأة متزوجة ولا فائدة للمدرسة فلتكن اولويتك هو أن تحملي قريبا وتنجبي طفلاً فهذا افضل شيء يمكن لك فعله فهمت ؟
_ ولكن يا عمتي _ كنت اناديها عمتي _ الم تقولي انكم ستسمحون لي بأكمال السنة الاخيرة ! فلماذا غيرتي رأيك.
_ لقد قلت ذلك من غير قصد ..... ثم ان لم يكن يعجبك هذا الامر فعودي الى بيت اهلك لتكملي ثانويتك التي تريدينها ولكن لاتفكري بالعودة الى هذا المنزل فهمت .... فأما محمود او دراستك ؟
وبعد هذا الكلام ما عساي سأرد وأقول ... أأعود مرة اخرى الى أحضان ابي بعد ان قررت ان ازيح همي عنه بالزواج لأعود اليه مطلقة فيكون همه همان .... لذا وبكل خيبة استسلمت لقرار عمتي وصمت ولم أطالب بهذا الحق مطلقاً ولكنها بقيت غصة في اعماقي وحسرة في قلبي أبكي لها كلما اشتقت وكلما سمعت عن صديقة او زميلة كانت معي قد وصلت الى المرحلة الفلانية من الكلية الفلانية .
فأصبحت امراة متزوجة حياتها التنظيف والطبخ وجل اهتمامها هو الحصول على طفل .... على الرغم من ان الغريزة التي بداخلي تشتعل لأكون أم مثل أي إمرأة ولكن أهل زوجي كان يضغطون علي بشكل فظيع بشأن هذا الأمر وكأن الامر بيدي وانا التي أأخر حدوث ذلك .... لقد كنت اذهب الى الطبيب واراجع دائماً وأقوم بالفحوصات والتحاليل اللازمة ولم يكن هناك نتيجة حتى ازداد الضغط علي ليكون لي مشاكل نفسية ... كنت الاقي منهم معاملة سيئة ويعاملونني باسلوب فظ وقلة احترام ولكني كنت اقابل ذلك بالسكوت فقط من اجل محمود لأني احبه وهو يحبني أيضاً ولم اكن اشكي له همي الا قليلاً فقط حينما يكتشف عيوني الحمراء من شدة البكاء فأشتكي بحضنه ليقوم بمواساتي بكلماته اللطيفة ليهون الامر علي وليعطيني القوة لمواجهة عائلته إلى ان يأتي الطفل .
مر اربع سنوات ونحن بلا طفل ليس بالمدة الطويلة مقارنة ببعض الازواج الذين يتحملون العشر والخمسة عشر من سنين حياتهم وهم بلا اطفال ولكن كانت العائلة لا ترى ذلك مطلقاً .... حتى ان جاء اليوم الذي طلبت مني الطبيبة التي اعالج عندها تحليل لزوجي فقام بالتحليل وعندما عاد ودخل علي وجدت عيناه حمراوتان وعلى وجهه غيمة من الحزن والاسى فأرتبت لحاله وقلبي ينخطف من اجله فسألته :
_ حبيبي مابك ؟ ما الذي حدث !
فلم يتحمل وبدأت عيناه تجري الدموع وهو يتحدث الي وقلبه يعتصره الحزن قائلاً :
_ انت لازلت فتاة شابة وبعمر الورود لذا سأعيدك الى اهلك ولتتزوجي لتنجبي وتتمتعين بحياتك .
_ حبيبي لماذا تقول هذا الكلام .. انت تكسر قلبي هكذا .
_ انا لا انجب الاطفال !!!! لدي عقم نسبة 80% ... لا فائدة مني .
فلم اجد نفسي الا وانا انقض عليه لأحتضنه بحرارة ودموعي تهمل على وجنتي وانا ادفن وجهه في صدري حتى لا يراني ابكي وقلت له :
_ فداك مئة طفل يا عزيزي ... ان كنت اريد الاطفال فأريدهم منك وليس من غيرك .... لن اتركك ما حييت انت حياتي كلها ولا حياة لي من دونك يا حبيبي !
لقد فضلت ان ابقى بلا طفل على فراقه لقد كنت احبه وأعشقه الى تلك الدرجة .. ثم أخبرت والدي كلاهما بهذا الامر وانزعجا لقراري وطالباني بتركه ولكني عارضتهما وخاصمتهما في وقتها .
ولكني لم اخبر اهله ولم يخبرهم هو أيضاً لذا كانت التهم تتوجه لي يوم بعد يوم حتى اصبحت تناديني امه وفي بعض الاحيان اخته ب " العاقر " لقد وصلت الى اقصى طاقات التحمل معهم فقد كانوا يستخدمون الفاظ السباب معي ويجرحون كرامتي ويهينوني وانا اسكت على كل هذا .
حينئذ قررنا انا وزوجي ان نعيش في شقة لوحدنا وتم الامر كانت شقة صغيرة على حالنا لم تكن كاملة الاثاث والاغراض ولكنه وعدني بأكمالها وكان صادق في وعده .... لقد كان حنون معي وازداد حبنا اكثر واكثر في هذه الشقة الصغيرة في عشنا الصغير هذا حتى أنه قام بعد ان طلب من بعض المعارف هنا وهناك بتعيني في المكان الذي يعمل هو فيها .. كنت اقوم بأعمال مكتبيه بسيطة لا تحتاج الى شهادة للتوضيف فيها فكنا نغادر معا ونعود معا الى منزلنا وعشنا الصغير وجمعنا المال معاً راتبي مع راتبه شيئاً فشيئاً حتى أكملنا اثاث بيتنا الحبيب ..... كانت ايام زاهرة ممتعة كنا معا لايعكر صفونا حديث او شخص او مشكلة .... نغرد سوية بعيداً عن ضوضاء الناس ومشاكلهم التي لا تنتهي .. ومضت الايام ونحن بلا طفل ونسينا الامر ولكني كنت كل شهر انتظر بصمت و بسر عنه عل ربي قد استجاب دعوتي وبشرني بالحمل .... ولكنها في كل مرة كانت خائبة .
و في يوم من الايام توضفت فتاة جديدة معنا كانت مطلقة واسمها هناء كانت يتيمة الام دخلت قلبي من اول يوم كانت ودودة ولطيفة احببت احاديثها واحببت مزاحها فاتخذتها صديقة لي .. كانت هناء تعود لوحدها وتشق مسافة طويلة للوصول الى منزلها فطلبت من محمود زوجي ان نقلها الى منزلها معنا .. فلن نخسر شيء وهي مسكينة مكسورة الجناح لم يعارض محمود فعل الخير لها ... وتوطدت علاقتنا حتى اصبحت موضع اسراري واحاديثي واصبحت علاقتها جيدة بمحمود أيضاً نمزح معا نتكلم في شتى الامور حتى انها قالت لي يوماً : ان محمود يحبك كثيراً !
_وانا احبه اكثر .... هو حياتي ودنيتي الذي من دونه لا استطيع العيش .
كنت في اوج سعادتي في تلك الايام فمن مثلي لديها زوج يحبها ومنزل رائع يجمعهم وصديقه اشاركها احاديثي ووظيفة اكون بها نفسي وأثبت وجودي .
ولكني لم اكن اعلم بأن هذه السعادة زائلة وراحلة ولن يبقى منها غير الذكريات المؤلمة التي توجع قلبي الى يومنا هذا وتبكي عيناي بدل الدموع دما.
بعد 6 اشهر من حياتي الجديدة هذه تغير محمود فجاة واصبح قليل الكلام معي وأراه يفكر وشارد الذهن دائما فلم اكن ازعجه في شيء حتى لا ينزعج من تدخلي وافسح له بالمجال لينال حريته وراحته ولكنه بدأ يبتعد عني شيئاً فشيئاً الى ان جاء اليوم الاسود الى ان جاء ذاك اليوم الذي قد قلب حياتي وهزني واذلني وازالني من عرش السعادة الذي كنت اعتليه اليوم المشؤوم الذي كل ما اتذكره اتلملم على نفسي وانزوي لوحدي خوفا من ذكراه ومن الالم الذي الم بي ومن الصفعة القاسية التي اخذتها في ذلك الحين .
في ذلك اليوم اخبرني وبكل جدية و بصورة مفاجأة لا سابق لها ولا انذار :
_ انا سوف اغادر المنزل لم اعد استطيع التحمل اكثر اريد ان اعود الى منزل عائلتي فوالدي مريض جداً وهم لا يريدون وجودك بينهم .
_ محمود ما الذي تقصده مالذي تحاول قوله .
_ انا سأترك المنزل .
قالها و كسر قلبي الى قطع صغيرة مهشمة ومزقني الى اشلاء مبعثرة نهضت اليه فزعة باكية متوسلة وهو يلملم حاجياته وملابسه في حقيبته فالامر لم يكن مزاحا لم تكن كلماته مجرد حديث عابر لم يحادثني ليأخذ رأيي لم يكن يناقشني لقد قرر وانتهى الامر ... توسلت اليه بجزع ابكي اليه وانا فزعة لقد انهرت بين يديه وانا ارجوه ان لايتركني بكيت ووبكيت وناديت وتوسلت ارجوك ارجوك .... كان صامتا وسط ندائاتي العاجزة لم يقف ولم يتمهل لم يتلكأ ولم يتردد ... حتى اكمل واعد عدته للمغادرة ووقف على باب الغرفة وانا انتحب على الارض ذليلة نظر الي نظرة لا اعرف ما تفسيرها اهي الكره ام الشفقة اهي المحبة ام الحقد ...وغادر وانا اناديه واركض خلفه بدموعي الجارية باهاتي المستغيثة بنحيبي المنكسر وعجزت اهاتي وتوسلاتي عن أيقافه وغادر وتركني اسبح بدموعي التي لم تكن تتوقف الى حين التعب والارهاق فيخوي جسدي نائما بلا ارادة مني تركت الطعام والشراب واصبح دموعي ونحيبي هي شرابي وطعامي ... ومضى الاسبوع وهو لم يأتي لزيارتي ولم يهاتفني ولم يرد على أتصالاتي وكنت كالمجنونة على غيابه حتى قتلني الشوق اليه فساقتني قدماي وانا ادوس على كرامتي وكبريائي الى ان ادق باب منزل عائلته فاستقبلتني والدته بالاهانة والشتيمة على مرأى منه فوقف ساكناً صامتا وهو يراني أهان امامه بلا ذنب وطردتني ولم تسمح لي بالدخول ..... وعدت ادراجي خائبة فوجدت والدي ينتظرني وامرني بجمع حاجياتي للمغادرة وقال لي :
_لم يعد لك في هذا البيت وجود ... فلتحفظي اخر ما تبقى من ماء وجهك .
عارضنته ولم اشأ الذهاب واردت البقاء وانتظاره عسى ولعل ان يعود فهو يعلم ان لا حياة لي من دونه ولكن والدي اجبرني وانصعت على مضض لأمره وعدت الى بيت عائلتي خائبة مكسورة الخاطر والجناح اناجي ربي بالرحمة واتوسل ان يكون مجرد حلم فأستيقظ منه ولكن ما اتمناه هو الحلم فبعد مرور اسبوع طرق مرسال منهم باب منزلنا ليحمل الي اسوء خبر في حياتي فيخبرني بأن علي المثول في المحكمة امام القاضي ليطلقني رسمياً
وطلقني وهو ينطق تلك الكلمة القاسية في وجهي ولم تهز مشاعره الحب الذي جمعنا ولا الايام التي عشناها لم يذكر لي طيبا واحداً لقد كنت في عينيه منسية ولم اكن انا التي اعتدت ان اراها في عينيها لقد تغيرت عينيه مثل تغير قلبه وشهد على طلاقي ابيه الذي قال انه طريح الفراش ومريض ... لقد حطموا حياتي وكسروا قلبي وأهانوني وبعثروا شبابي .... اصبحت اسيرة المنزل وحبيسة دموعي لقد ضلمت فما عساي ان افعل وانا كسيرة الجناح مجروحة القلب لم يكن لي سوى صديقتي هناء اشكو عندها المي اهاتفها كلما اشتد وجع قلبي واخبرها عن مدى حبي واشتياقي و شدة انكساري .
وخرجت من عزلتي لأذهب الى مكان توضيفي لم اره ولكني سمعت بعض الزملاء يتحدثون معه بسرور واسمع عبارات تهنئة ومباركة حتى اتاني سهم الغدر الاخر الذي غدر بي وكسرني وحطمني الى اشلاء لقد تزوج من هناء ! هناء التي كنت اهاتفها لاخبرها عن مدى شوقي اليه لاخبرها عن دموعي التي لا تتوقف ... لقد خانني الاثنان لقد غدرت لقد طعنت في ضهري من اقرب شخصين لي لقد تلاعبا بي ... لقد كسراني لقد ظلماني كلاهما ....
لم استطع البقاء هناك وتركت رؤيتهما معا لاني لم اعد استطع تحمل ذلك اكثر واكثر .... وسرت في حياتي محطمة لايوجد شهادة انتفع منها ولا طفلاً يؤنسني واضع فيه املي حتى اتى من تقدم لخطبتي .. وكان مطلق لم ارغب بالزواج مجدداً ولم ارغب في اي شيء ولكني كنت اريد ان اكسر قلبه كما كسرني ظناً مني انه سيهتم مثلما أهتم انا ... وكم كنت حمقاء وقتها .... لقد تزوجت منه وانا اشعر ببعض الامل بحياة جديدة ولكني نسيت انني عنوان للمرارة والهوان والذل .. فقد كان شخصاً نذل لقد كان يشرب الخمور عديم الفائدة رجل حقير ناقص الاخلاق كل وقته يقضيه خارج المنزل لا يعرف نهاره من ليله لا اعلم مالغرض من وجودي كزوجة في حياته فهو على كل حال لديه عشيقات ليليات ... لقد جئت الى عذاب امر والعن .. ومضى شهر على زواجي مضى شهر من الندم حتى اتفاجأ بحملي ... لقد كنت اتوق لاكون حامل ولكني الان اشعر بالحزن والخوف الشديد حتى بكيت وبكيت كنت اود ان يكون طفلي من محمود كنت اود ان نتشارك فرحة حملي من محمود ولكن شاء القدر ان يسخر مني مجددا فقد سمعت بخبر محمود وهناء بأنها حامل مثلي وفي نفس الشهر تماماً ... لقد خضعا لعملية انابيب مجهرية وتم الحمل كان رقمه لا زال في هاتفي واراه يغير صورته الشخصية في كل فترة وكلها تحكي عن مدى انتظاره ولهفته لهذا الطفل من تلك المراة اللعينة التي خربت حياتي ... وتلك المرأة اللعينة قد انجبت طفلها في نفس اليوم الذي انجبت طفلي فيه وكان الفارق بينهما 3 ساعات فقط ...ليغير محمود كل يوم صورته الشخصية بصور ابنه ويكتب على الصور حبيب ابيه ... وانا ابني بلا اب !
عاشوا حياتهم رغم الظلم الذي ظلموني اياه بكل سعادة وهناء مرتاحون هانئون بنعم الله وانا بقيت مضلومة مهانة كل قوتي تخور في دموعي ولكني فوضت القوي امري وانادي بكل ليلة الا لعنة الله على الظالمين ولن تخيب توسلاتي وسيعود لي حقي في يوماً ما .

احكي يا شهرزاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن