كنت في الخامسة عشر من عمري حينما استقررنا في بيتنا الجديد الذي انتقلنا أليه حديثا في ذلك الوقت , و لم يكتمل الشهر حتى بدأت ارتاد مدرستي الجديدة و كان القلق و التردد أستحوذ على عقلي و تفكيري و قلبي و حتى على خطواتي المرتبكة .
كان الطريق طويل نسبيا و لمحت شاب يقف على رصيف الشارع متكئا على سور أحد المنازل و كان ينظر ألي بغرابة و لا يبعد نظره عني , ظننته فتى طائش يسعى خلف الفتيات ليمرح لذا لم أعر له أهمية و لم أنظر اليه حتى ومضيت في طريقي نحو مدرستي الجديدة و كان اليوم الاول غير مريح بعض الشيء فقد كنت كالغريب في وطن اجنبي , ولكن بنهاية اليوم أستساغ لي صديقة جديدة دخلت الى قلبي و دخلت الى قلبها , اسمها نغم ذات وجه بشوش ذو شعر اسود بتسريحة ذيل الحصان , وعندما عدت من المدرسه كان الوقت وقت الظهيرة و كانت الشوارع تخلو من المارة بعض الشيء عندها شاهدت نفس ذلك الشاب واقف في نفس المكان وكأنه لم يغير مكانه او ربما لم يتحرك حتى , وكان ينظر الي مثل المرة الاولى يراقبني دون ان يتحرك جفن عينيه لذا اصبت بالريبة وخوف و القلق فاسرعت الخطى نحو منزلنا ولم اتكلم لاحد عن ذلك .
عندما كنت في المنزل سالتني امي عن اخر الاخبار اليوم المدرسة الاول , اخبرتها بكل شيء ولكني اشتقت الى صديقاتي القديمات فاردت ان اتصل بها و اتكلم معها لقد اتفقنا الا نقطع عن بعضنا البعض مهما كانت المسافات طويلة بيننا واتصلت بها على الهاتف الارضي الخاص بمنزلنا و تكلمت و تكلمت كثيرا عن يومي الجديد بالمدرسة و عن صديقتي الجديدة نغم على الرغم من ان صديقتي القديمة سالي هي عزيزة علي و لكن كنت اشعر ان نغم ستكون صديقة عزيزة هي الاخرى وهذا ما اخبرت به سالي كذلك .
في اليوم الثاني عندما ذهبت الى المدرسة صادفت نفس الشاب الذي رايته المرة الماضية و كان ينظر الي نفس الامس بنظرات مريبة و مزعجة , ارتبت اكثر من امر هذا الفتى و اسرعت الخطى نحو المدرسه قبل ان يحصل شيء ما وعند العودة وجدته مره اخرى يراقبني بنفس النظرات و هربت للمنزل بسرعه وتكرر الامر في اليوم الثالث عندما ذهبت الى المدرسة و لكن هذه المرة قد لحق بي فشعرت بالخوف منه و حاولت ان اسرع دون ان اجعله ينتبه الى ذلك ثم فاجئني وهو يناديني بأسمي من الخلف فاستدرت بالحال نحوه و انا مندهشة وخائفة منه قال لي : أليس اسمك رنا ! بقيت صامتة ولا اتكلم لقد عقد لساني لا يوجد احد من الجيران تعرف علينا بعد حتى انه قال لي :- اليس اسمك رنا و والدك تحسين ووالدتك اسمها احلام و لديك خالة تعيش في السويد و خال اسمه دريد يعيش في السويد كذلك . اليس هذا صحيح?
كل ما كان يدور في راسي هو كيف له يعرف اسمائنا و خصوصا خالي دريد وخالتي فهما في الخارج من زمن بعيد و لا تاتي ذكر اسمهما في احاديثنا كثيرا , لذا من غير المعقول ان يعرفهما او تتكلم امي عنهما للغرباء , عندها كان علي ان اسأله و قلت له:
![](https://img.wattpad.com/cover/75618166-288-k188820.jpg)
أنت تقرأ
احكي يا شهرزاد
Short Storyروايتي عبارة عن قصص مختصرة بأسلوب سهل وسلس يحكي عن قصص واقعية لأناس واقعيين عاشوا احداثها بحذافيرها بحلوها ومرها عن الحب والغرام ، وعن الخيانة والغدر بعد العشق والهيام. عندما سمعتها لأول مرة بكيت كثيرا حتى ان احد القصص قد حرمتني النوم من شدة القلق...