أقدار قاسية

526 28 1
                                    

لا اعلم من اين لي ان ابدأ في أن  أقص حكايتي لا اذكر من اي نقطة كانت هي الأهم في تحديد مصير حياتي وتغيير أقداري ولكنها كانت حتما عندما قررت التخلي عن مدرستي عندما كنت في الصف الرابع الأعدادي .. تغير كل شيء بعدها وتغيرت حياتي التي كنت ارسمها وتغيرت معها أقداري ولكن لم يكن لدي خيار في ذلك الوقت سوى تركها وفراقها فكيف لي ان أتركها وأنا كنت أرسم مستقبلي وأرى فيها احلامي المحققة ! طموحاتي العالية التي كنت ارنو اليها وأدنو اليها كلما حصلت على أشادة جديدة من أحدى أستاذاتي الفاضلات .. كيف لي ان اتخلى عن ذلك الجد والاجتهاد والمثابرة التي لطالما بذلت أقصى جهودي في أن اكون في المرتبة الأولى دائما ... كانت أستاذتي تمطرني بالمديح والثناء في كل مرة أنال فيها علاماتي وكنت أرى مستقبلي الواعد في عينيها الفخورتين بي وكأني ابنتها ولست تلميذة كباقي التلميذات ... ولكن أقداري القاسية حكمت علي بتحطيم أحلامي وتبديد طموحاتي وأنهاء أمالي التي كانت من دون شك قابلة للتحقق !! أذكر نظرة أستاذتي عندما أخبرتها بأني سأترك المدرسة لأن ضروف حياتي المعيشية حكمت علي بذلك وأنا أودعها بدموعي التي غالبت كلماتي ولا استطيع ان انظر اليها من حيائي و من خوفي ان اجهش بالبكاء ليكون عويلا حالما تلتقي عيني بعينيها وهي تترجاني ان اكون اقوى وان لا أترك احلامي لم يكن الامر بيدي يا أستاذتي كانت ضروف حياتي أقوى مني لتمنعني من تحقيق ذلك المقام الذي لطالما رأيته في عينيها ... ودعتها و في قلبي حسرة و في انفاسي غصة تمنعني من تلفظها مكسورة الخاطر عدت الى منزلي كفراشة قطعت جناحيها فذهب جمالها وحرمت من حريتها في الطيران بعيدا .
اتصلت بي اختي الوحيدة مها بين الاخوة الذكور الاربعة وسألتني عن أحوالي وكيف أنا الان سكت ولم اعرف كيف أجيبها فعبرتي خنقتني وحسرتي كتمتني غالبتني دموعي وبكيت ! بكيت بحرقة والم ولم استطع ان امنع نفسي من كتمانه بل تعالى الصوت وهي تسمعني على الهاتف واكتفت بالصمت وقالت لي : "اعرف بما تشعرين الان يا أختي الصغيرة فأبكي قدر ما تشائين حتى ترتاحي ولا تبقيه مكتوما في قلبك لتتعذبي "
كانت تواسيني وتواسي نفسها التي حرمت هي الاخرى من أكمال دراستها عندما تزوجت من أبن عمي قبل ان تبلغ الثامنة عشر فأضطرت لتركها تحت وطأة الزواج ومسؤلياته ...
كان لابد لي من القيام بهذا القرار بعد أن تداعت الضروف المعيشية في البيت فوالدي قد هلكه التعب و قسمات وجهه تقص عن مشاق حياته وما لاقاه في أحضان هذه الدنيا البائسة.
يخرج في الصباح الباكر في اول خيط ضوء تبثه الشمس قبل أن تزدحم الشوارع بناسها وقبل ان تضج البيوت بسكانها ويأخذ معه اخوتي الاربعة حسام الولد البكر وأحمد في المرتبة الثانية وكان لهما الحصة هما الاخرين في ترك دراستهما مثلي كي يساعدا ابي في عمله لأن العمل اصبح ثقيلا عليه ولا يستطيع ان يقف في السوق لوحده فالزمن قد غلب قدرته ...
أحمد كان الاشطر والاذكى ولكنه كان يكتم حزنه عن ابي وعن اي احد ولكن عينيه كانت تحكي الكثير ولا تقرأهما سواي ! اما الاخوان الاصغران هيثم وحسين لازالا ولله الحمد في دراستهما ولكنهما ايضا يساعدان ابي في عمله في أوقات العطل او في اوقات العصر حيث يكون وقت الدوام منتهي .
أما والدتي فقد بلغها الكبر ولم تعد لديها القدرة على الخياطة بسرعة كما كانت تفعل من قبل وأصبحت تتأخر على زبائنها وكانت تلاقي تذمرا في الاونة الاخيرة من بعض الزبونات . لقد كبرت بالعمر وأصبح نظرها يقل يوما بعد يوم بسبب التركيز المتواصل على مدى الاعوام المنصرمة في الخياطة لذا كانت تحتاج مساعدتي في كثير من الأحيان
.. ولطالما كانت أختي تكمل لها ما قد تأخرت به والدتي من أعمال ففي الوقت التي كانت تزورنا فيه أختي زيارة ليومين بعد ان تغيب عنا شهر كامل كانت تأخذ من يدي امي وتكمل مكانها وكانت في بعض الاحيان تبقى ساهرة حتى الصباح لأكمال كل طلبيات الخياطة المتأخرة حتئ يتسنى لها رؤية امي في اليوم التالي والجلوس معها براحة ...
قال علي ابن ابي طالب زوج ابنة الرسول فاطمة " لو كان الفقر رجلا لقتلته " يا ليته كان رجلا حقا ليقتله كم اتمناه ان يكون رجلا ليقتله ويخلصنا منه ومن ذله وهوانه وتعبه ... فوالدي وأخوتي الاربعة وأمي التي على رغم كبرها تعمل بالخياطة كل ذلك ولازلنا نعاني ضيق بالعيش ... قاسية هي الحياة بأختبارها وابتلائاتها المرة .
عشت حياتي وانا أساعد امي في كل شيء ومضت هذه الايام بهدوء ورتابة وروتين يغرقني يوما بعد يوم ويتلاشى سراب الاحلام التي كنت اراها .
كانت تزورنا العديد من السيدات بحكم عمل امي ومن مختلف الطبقات الاجتماعية وكانت احداهن من عائلة معروفة كانت تتردد كثيرا في الاونة الاخيرة وتطيل النظر الي والتفحص بي وتسأل امي عني وامي كانت تجيب بطيبة بالغة كما هي عادتها على الدوام وكنت انزعج لفضول هذه السيدة حتى جاءت اخيرا وهي تطلب يدي من أمي ...
لقد طلبتني لزوجها ! اليس غريبا ان تفعل ذلك فأستغربت وسألتها فقالت " أنني متزوجة منذ اكثر من 10 سنين ولدينا من المال ما يكفينا لفعل ما نريد ولكننا محرومون من الاطفال لم نترك طبيبا الا وزرناه ولم نترك دواء وصف لنا الا واخذناه ولكن من دون جدوى وانا حقا تعبت ومللت وبات اشتياقي لرؤية طفل يفوق تحملي على الصبر ... لذا قلت في نفسي بأننا لا نستطيع ان ننجب الاطفال فهذا قدري لذا قررت تزويج زوجي ليمتلئ البيت بصراخ طفل ما ويخلصنا من هذا الهدوء الذي يعذب اذاننا فما رأيك "
فأجبتها وانا محتارة من أمري حقا " لا اعلم ما أقول لك "
فقالت برجاء " وافقي ! وافقي ارجوك وسأدللك بالنعمة التي نحضئ بها وسأكون لك اخت وتكونين لي اخت ايضا ارجوك "
فكرت بالامر وفكر به الجميع كذلك واقنعتني اختي هي الاخرى فقلت لنفسي " نعم لم لا وماذا ان كنت زوجة ثانية ان هذا شرع ولا أقوم بشيء معيب او مهين لربما سأكون الزوجة المدللة اذا انجبت الاطفال الذين ينتظرونهم منذ زمن ... ستتغير حياتي كليا سأخرج من هذا الفقر والحرمان الى حياة العز والرفاهية سأشتري كل ما بخاطري ولن يهمني المال بعد الان ... اعتقد ان الحياة اخيرا ابتسمت لي ".
وافقت واعطيتهم موافقتي ورحت افكر بأيامي المستقبلية القادمة التي كنت لا أرى فيها غير السعادة وجاء اليوم الذي تزوجت فيه سريعا ... لقد كنت في غرفتي جالسة بفستان زفافي الابيض الذي تحلم كل فتاة بأرتدائه لفارس احلامها المنتظر وانا لازلت جالسة انتظر الزوج الذي ارتديت هذا الفستان من أجله حتى أتى اخيرا بعد أنتظار وملل.. اعتدلت بجلستي حالما دخل علي وانزلت رأسي خجلا منه فأنا لم يتسن لي الوقت حتى اعتاد عليه أو حتى التحدث معه براحة فكل شيء جرى بسرعة ولم نأخذ وقت للتعرف على بعضنا البعض بل لم يكن بيننا اتصال حتى ..جلس على طرف السرير ساكتا شعرت بالقلق والخوف والارتباك مشاعر متضاربة تجتاحني نبضات قلبي متسارعة توتري بان على وجهي وأنفاسي المتسارعة فقام ليقترب مني ازال طرحتي بهدوء وقال " دعينا ننتهي من الامر الان "!
وبالفعل أنتهى من هذا الامر في تلك اللحظة وبسرعة لم ننبت بكلمة واحدة كالاغراب ولم يطل البقاء معي أكثر من ساعتين اثنين حتى غادر تاركا اياي عروسا وحيدة تقضي ليلتها الاولى بمفردها وزوجي تركني ذاهبا الى زوجته ليكمل ليلته هناك وينام عندها ككل ليلة ...
عرفت وقتها اي زوجة سأكون انا في هذا البيت مجرد خادمة وضيعة وضيفتها ان تنجب الاطفال لا اكثر دون ان تنال حق واحد من حقوقها كأي زوجة عادية لقد احسست بذلي ومهانتي استسلمت لدموعي سالت زينة وجهي التي تزينت بها من اجله لكنه لم يكن يأبه بشكل وجهي حتى ! لقد فقدت شيئا ثمينا ولا يمكنني استرجاعه الى اي مصيبة اتيت واي قدر هذا الذي جلبني الى هذا المصير المشؤوم !
كل الاحلام اليقظة التي كنت اراها قبل الزواج كل الامال التي رفعتها كل السعادة التي انتظرتها كل ما خططت له في رأسي كان عبارة عن هباء منثور في فضاء مخيلاتي ولن يتعد كونه تخيلات واحلام ولم ترى الواقع ما حييت ... لقد كنت زوجة بالوقت بالنسبة اليه كان يأتي الي ساعتين في اليوم فقط بلا زيادة ولا نقصان يأتي من الساعة العاشرة ليلا وحتى الثانية عشرة من منتصف الليل ثم يغادرني متجها الى زوجته العزيزة ... لقد كان يحبها حبا جما وكأنها تستعبده ينفذ لها كل طلباتها مهما كانت كلمتها هي الاولى والابدى على كلمته لم يعارضها في شيء مطلقا حتى انا لم تكن سلطته علي كاملة فمتى ما كنت اريد شيئا او أطلب شيء كان يستشير زوجته اولا ان كانت توافق على ذلك او لا وكنت اعاني بصعوبة في هذا الامر كل النعيم الذي يعيشونه الا أنهم كانوا شحيحين فيه علي !
واستمر بي الحال هكذا بصمت وبأستسلام ولم يمض الشهر حتى حملت بالطفل المنتظر وكنت اعلق بعض الامال بالحصول على التعاطف أو بعض الرحمة ولو قليلا ولكن كعادة امالي واحلامي كلها تختفي وتتلاشى فلم يطرق العطف قلوبهم وقلبها بالاخص .. كانت تشتعل في داخلها نيران الغيرة لذا كانت تزيد حياتي جحيما ولم يكن بمقدوري الشكوى .
ذهبت الى بيت عائلتي زيارة قصيرة ووجدت اخواتي في البيت فسألني اخي احمد عن أحوالي اجبت بأبتسامة موجوعة تخفي خلفها الاحزان " بخير " ولكنه كان دائما ضليع بلغة عيني يفهم ما في قلبي مثلما افهم ما في قلبه ولكنه سكت ولم يود ان أهيج احزاني وترك لي حريتي في كتمان أموري عنهم وقبل ان اعود الى منزل زوجي وضع يده على رأسي قائلا" كوني قوية يا أختي كما عهدتك دائما وفوضي امرك لله ورددي دائما بـ حسبي الله ونعم الوكيل " وقبلني على رأسي وودعت ابي و ودعت حسام الاخ الاكبر  ووضع بعض المال بيدي قائلا " أعتني بأبن اختي اود ان اصبح خالا مرة اخرى " فأبتسمت خجلا وودعت الجميع وخرجت وأوصلني اخوي الاصغرين الى منزلي وكانا يثرثران كثيرا وانا استمع فقط ولا يملان من الكلام ولكني كنت استمتع برفقتهما حتى اني طلبت ان نعود الى منزلي سيرا على الاقدام ولانعود بالسيارة لاني لم اشأ العودة الى ذلك السجن سريعا كنت اود التروي والسير ببطء.....
كان هذا اليوم هو اخر يوم اقضيه برفقة اخوتي وابي فقد حلت على رأسي مصيبة لم تحل علي من قبل ولن تحل اعظم منها لقد طلبت السلطات اسمهم على قائمة الاعدام وسحبتهم عنوة اربعتهم ومعهم ابي بلا أي رحمة ولم توقفهم او تهزهم توسلات امي وعويلها. ولا حتى صراخها في منتصف الليل المظلم أخذوا جميعا تاركين امي بنحيبها وتم اعدامهم بلا رحمة وكل ذلك حدث بسبب تشابه اسماء قتلوا ضلما وجور بلا ذنب .... مؤلمة اقداري بما قدرتها حياتي البائسة لقد أوصاني اخي اني اكون قوية وافوض امري الى الله .. لم اكن اعلم انه كان يوصيني بذلك حتى لا اجزع على موتهم ولكن ما باليد حيلة ليس قلبي من حجر يا أخي كيف اكون قوية بعدما تقطعت اغصان الشجرة التي كنت اتشبث بها بمن اتشبث الان يا اخي ...
بقيت امي وحيدة تلك الدار الموحشة تحيطها الذكريات والصور التي لاتخمد نيران الحزن في قلبها تدخل غرفتهم وتبكي وتنوح وتحدثهم مشتاقة تنادي عليهم فلا يجيبون وساد الصمت الرهيب في بيتها وحلت الوحشة القاتلة في حياتها .... انطفأت شمعات بيتنا البراقة وسادت ظلمة حالكة .
وجدت نفسي الان بلا سند ولا معين وكل ما الاقيه من ضرتي علي تحمله فلا مأوى لي الان ..
سارت ايام حياتي على تلك الرتابة القاسية حتى انجبت ابنتي الاولى ولم تمض شهور حتى حملت بالثانية لم يكن استطع الاعتراض فقد كان متلهفا للاطفال وغير مبال بصحتي او مقدرتي على التحمل كنت أشكي الحال الى اختي فلم يكن لي غيرها لان امي كان يكفيها ما أهمها وكانت اختي تطالبني دائما بالصبر وترديد " حسبي الله ونعم الوكيل " وكنت اصبر دائما وانادي " حسبي الله ونعم الوكيل " ... وهكذا حتى وجدت نفسي انجب الطفلة الرابعة على مدار اربع سنوات في كل سنة احمل بطفلة ... كانت ذريتي اناث وعندما بلغت صغيرتي الاخيرة 5 اشهر جاء الي زوجي وقال " انت طالق " !!!
بلا سابق انذار وبلا اي مبرر قرر ان يطلقني بل بالاحرى ان الامر قد جاء منها هي ! ولكنه اخذ بناتي الاربعة مني ورمى بي بالشارع مع اغراضي على عتبة داري توسلت اليه بأن يعطيني بناتي ولكنهما لم يلتفتا الي ولم تهتز ذرة من كيانهما ضلمت وشعرت بالغبن الشديد وبالاسى العظيم على حالي عدت الى منزلي مكسورة هاوية جسد يمشي على الارض بلا روح تورم جفناي على قدر الدموع التي ذرفتها حتى بات البكاء يحرق عيني عدت لأجد الدار فارغا بلا اخ ولا اب فقط عجوز قد غار عليها الزمن ورمى بلعنته عليها ليغرقها في حزنها ووحدتها لأصبح الان مثلها ولأنظم الى هالة الحزن التي تحيطها .....
طلقني في حضور رجل الدين وطلقني في المحكمة ايضا حتى يقطع اي صلة للعودة واخذ مني بناتي الصغيرات وحرمني من رؤيتهن حتى !
ولكن الاشتياق كان يعذبني والارهاق كان يقتلني فذهبت الى منزلهم وخرجت لي زوجته وتوسلت لها ان تجعلني اراهن فقط ولكنها منعتني وطردتني من الباب وصرخت في وجهي "انسي ان لك بنات أنهن بناتي الان ... لا يهم الام التي تنجب بل الام التي تربي "
زجرتني بتلك القسوة بذلك الظلم لقد لغوا وجودي من عقلهن كيف للمرء ان يكون بهذا الظلم .. حملت كل واحدة منهن 9 شهور رضعت ولعبت وناغيت وسهرت وتعبت وكل هذا لغوه ومحوه من عقلهن ..
كنت اراقب من بعيد على مر الايام والسنين حتى اصبحت ابنتي الكبيرة في المدرسة .... كنت اقف بعيدا عنهن واراقبهن من بعيد اراقب لعبهن واراقب ضحكاتهن اراقب مزاحهن واراقب ملامحهن والوم الزمان لأنه حرمني من تربيتهن ... كانت تجتاحني دائما رغبة عارمة في الذهاب اليهن وان اقف على مقربة واتحدث لهن عن من أكون ولكنني خفت من عواقب الامور .... خفت ان يذهبن ليخبرن ابيهن فأجلب المشاكل لنفسي ولأمي ..
كلما اراهن من بعيد كنت اعود الى منزلي مكسورة جريحة ذليلة ضعيفة لا املك الا البكاء حلا لمواساة جراحي .
مرت الايام وانا في تلك الاحوال المريرة الى ان جاء من تقدم لخطبتي كان رجلا مطلق ولديه 3 اولاد ويعيش في منزله لوحده مع اولاده الثلاثة .. في البداية رفضت الموضوع رفضا تاما ولكن امي ليلتها حدثتني قائلة " لم لا توافقين يا ابنتي أتنوين ان تبقين هنا طوال عمرك .. من لك في هذه الحياة لا اب لك ولا اخ يعينك ويسندك لا حل لك غير الزواج "
اجبتها :
-" ولكن يا امي انه مطلق ولديه 3 اولاد الا ترين الامر معقد قليلا وكذلك ان بيته بعيد جدا انه في محافظة اخرى"
-" عزيزتي انت ايضا مطلقة فمن عساه سيتقدم اليك أما مطلق وأما ارمل لن يتقدم لك غير ذلك يا ابنتي ... فوافقي وابني حياتك من جديد عسى ان يكون حياة جديدة تنقذك مما انت فيه وعسى هذا البعد الذين تخشين منه سيريحك من عذاب الفراق والحسرة "
اقتنعت شيئا ما ووافقت عليه.
نقلت رحالي بعد الزواج منه الى بيته الجديد في محافظة اخرى بعيدة عن امي وبناتي الصغيرات وعشت مع زوجي بشيء من الاطمئنان والراحة لم يكن سيء المعشر ولا بذيء الخلق حنون وعطوف ويعاملني بما يرضي الله وكانت حالته لا بأس بها وسارت حياتنا بعض سنين بهذا الهدوء وانقطعت اخبار بناتي عني ولكني لم أنساهن يوما كنت دائما اسال نفسي عما هن الان وعما جرى لهن وخصوصا بعد مرور هذه السنين ولكني كنت دائما اردد على لساني كما اوصاني اخي واختي " حسبي الله ونعم الوكيل " . بعد طفلي الاول من زوجي جائني بعد فترة وقال لي :
_ اريد ان أتحدث معك بموضوع .
_ خير ان شاء الله .. تحدث ما الامر ?
_في الحقيقة انا لا اريد ان ألتف وأدور اريد ان ادخل معك في الموضوع مباشرة .... انا يا بنت الناس اود ان أعيد زوجتي الاولى الى عصمتي "
_ ماذا !!! ولكن ..
_ سأعيدها من اجل اولادي ولن اظلمك صدقيني ستكون كل واحدة منكما في بيت منعزل عن الاخرى.

احكي يا شهرزاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن