ذكريات

283 31 5
                                    

لم يكن وسيماً ابداً ولكنه كان يحمل شخصية ولباقة ولياقة بالكلام تجعل القاصي والداني يعشقه ويحب الجلوس معه ليستمتع بتبادل الأحاديث معه .
لم يكن متكلف في ملابسه ولم يكن يحب البهرجة لا يحب التفاخر بشكله واناقته لم يكن يبحث عن الماركات والملابس الباهضة الثمن .
كان طبيعياً في كُل شيء في ملابسه وأحاديثه وأخلاقه ... كان يجعل الفتيات حتى ذوات الأنوف العالية بالنظر أليه والتمني لتكون قربه او حتى مشاركته في موضوع و أطالة الحديث معه فلديه سحر غريب تجعله محبوب الجميع دون أستثناء بمن فيهم أنا بالطبع ..
كان حديَّ التصرف وخصوصاً مع الفتيات لا يحب أن يختلط بهن كثيراً ألا لو لزم ألامر ولكن أن قصدتهُ أي فتاة لشيء ما أو موضوع معين أو سؤال صعب لم يكن يبخل بالرد دائماً مهمن تكن وأيُّ فتاةٍ كانت .. الى الدرجة التي قد تجعلهُ ينتزع عينيه ليعطيها لمن أراد ......
كان أحترامهُ لنفسه , شخصيتهُ القوية , رأيهُ الثابت , عقلهُ الناظج , أخلاقهُ الرفيعة , مبادئهُ السامية هي ما جعلتهُ محط أعجاب الفتيات اللواتي كاننَّ في قسمهِ الدراسي ....
كان عكسَ الشباب الذينَ معهُ تماااااماً وكأنه يعيش بعالمٍ غير الذي يعيشون فيه ... جل تفكيرهم بصيحة البنطال الكلاسك والجينز والحذاء الكذا والموضة والشعر ... تفكيرهم سطحي ويعتنون بجمال المظهر ولا يهتمون بجمال الروح ....
أما هو فأهتماماته كانت مختلفة تماما حتى تسريحة شعره لم يكن يصففها على الموضة الدارجة انذاك كان يمشط شعره بصورة طبيعية دون وضع الجل المثبت ولا رذاذ الشعر  ولا يترك شعرهُ ليطول ... حتى لحيتهُ كان يتركها لتنمو قليلاً على ذقنه .....
كان معظم الطلاب تقريباً يهوون أقامة العلاقات وتنسيق علاقة مع الطالبات وخصوصاً طالبات المرحلة الأولى " الطالبات الجُدُد"  أما هو فلا لم يكن يستهويه الأمر أو يفكر به حتى !

وعلى العموم ونهايةٍ لكل هذا الكلام تعريفاً بشخصيته أستطيع أن أختصرهُ بكلمتين ألا وهو " الرجل المثالي " .

لكن هذا " الرجل المثالي " لم يكنْ ايُّ أحدٍ منا يعلم من أينَ جاء وما الحياةُ التي يعيشها لم نكن نعلم أي شيءٍ عن حياته خارج الجامعة فمثلما قُلت لقد كان حديَّ التصرف وكتوماً على نفسه لا يهوى التناقش في المواضيع الخاصة التي يرى أنها لا تدر بفائدة أو منفعة في الخوض فيها عكس الأخرين الذين يحبون التباهي بأي شيء تافه عنهم ....
لم يكن أحد يعلم عنهُ شيئاً ألا أنا وكان ذلك بفضل صدفة صغيرة لم تكن في خاطر أيِّ أحد ! وتلكَ الصدفة الصغيرة هي ما جعلتني متيمةً به و أعشقهُ الى حد الجنون ...

في يومٍ من الأيام تقدم أبنٌ لصديق والدي لخطبة أختي الكبرى وكان من نفس طبقتنا الأجتماعية ... التي كانت الطبقة الغنية كانت حالتنا المادية ممتازة وفوق الممتازة ... وبوقت شراء الذهب كنا قد ذهبنا انا وأختي وامي مع حماتها المستقبلية أم خطيبها و أحد أخواته لشراء الذهب حسب ما تنتقيه أختي وتختاره .. كان يوماً طويلاً ومتعباً فقد سرنا كثيراً وتجولنا وتنقلنا من محل الى أخر ولم نكتفي بشراء الذهب فقط بل أشياء أخرى نالت أهتمامنا وجذبت أنتباهنا .. وبعد الأنتهاء وقد قررنا العودة أقترحت حماةُ أختي بأن نتناول الغداء في أحد المطاعم القريبة وبعدها نعود الى البيت لم نعترض على ذلك وسرنا معها دون قول شيء.

احكي يا شهرزاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن