" أن ماينتظرك اجمل مما يحيط بك فلا تنظر للحياة بنظرة واحدة فتفقد الامل"
سمر:
بين شوراع لندن المزدحمه اسير كعادتي وحدي بلا وجهة لشيء مستمرة بالنظر حولي للاخرين ببلاهة وكأني لا املك شي في هذا العالم نعم لربما حقا من بين جميع المارة فانا افقرهم رغم ذلك برودتي ووجهي اللذان يدلان على حال غير حالي هذه انا وشخصيتي التي لاتهتم بما يحدث بعائلتها من تمزق وفقر ومشاكل لانهائية منذ اتينا الى هنا قبل الحرب بعام 2003 وانا هذه حالي وعدنا ابي قبل المجيء بحياة افضل هه يالها من رائعة الان مع هذا الفقر والحاجه ..
رجعت لذك البيت المتهالك فوجدت ابي كعادته يشاجر امي على ابسط الاشياء
-مساء الخير رجعت
نظرا لي بعدم اكتراث فدخلت لغرفتي وجدت اختي الصغيرة ذات الست اعوام جالسة تحضر فروضها
فقلت
- شتسوي حبيبتي
ردت علي بوجهها البشوش الرائعة فهي سبب بقائي هنا ومصدر ابتسامتي في هذا البيت
ياسمين:تعاي شوفي رسمتج انتي واني من رحنا للمنتزه الله شكد حبيت من ركبت المرجيحة والهوة الي يطيرني
-هههه راح اخذج مرة ثانية اذا درستي زين ماشيي
فردت علي وهي تصفق
-هيييي واخيرا يلا ارووح ادرس احببج هواية
ابتسمت لقولها وطبعت قبلة على جبينها
-اني هم اموت عليج
اتجهت لفراشي وانا اتذكر ايام دراستي فقد اصبح عمري عشرين سنه ومرت ثلاث سنين منذ تركي للدراسة قبل دخولي للجامعة وكانت حجة ابي بعدم امتلاكنا للمال الكافي ..فقلت لنفسي -ااه لابأس فقط سنرى متى تفتح ابواب السعادة التي لم احس بها مجددا وربما لن ارى تلك الايام الهي الهمني الصبر
.......
علي:
لم يمر على تواجدي بلندن سوى شهر لاكمال الماجستير للادارة والاعمال لم يكن مجيئي لهنا فقط لاتخلص من الحاح امي وابي فأمي تريد زواجي كباقي الامهات وابي يريد مني استلام الشركة بحجة انه كبر ويريد تسليمي الشركة لراحته
سكنت مع صديقي احمد الذي تزوج قبل خمس سنين واستقر بلندن يملك فقط فتى واحد اسمه جهاد .. بعد رؤيتي للندن اصبحت افكر بالاستقرار بها فهذا افضل من الرجوع لبيتنا في العراق لسماع امي وهي تحدثني عن عدد الشبان الذين يتزوجون وهم في عمري اجل انا اعتزلت كل شيء يتعلق بالحب او الزواج بعد فقدانها تلك التي كانت حياتي و روحي وكل ما أملك لازلت اعد الثواني والساعات والسنين بعد فراقها فوجدتها تعدت السنتين وثلاث اشهر بالضبط لازال قلبي يؤلمني لمجرد ذكراها فكيف اذا نظرت لاخرى بحب او لمست احداهن غيرها مجرد التفكير يجعلني اشفق على نفسي حتى بعد موتها جنوني باقي ولااظنه سيدعني يوما قطع تفكيري اتصال من والدتي رغم كرهي لحديثها عن زواجي الا اني لا يمكنني التوقف عن حبها فهي بعد كل شيء امي
-هلا يمه شلونج
-الحمدلله حبيبي طمني عليك شلونك انت ماشتاقيتلنا
-طبعا شلون ماشتاقلج وانتي روحي
-فدوة لروحك حبيب امك لاتنسى تاكل وهم البس هواي لان الجو بارد هناك
ابتسمت لعطفها رغم معارضتي الدائمه لها الا انها لاتكف عن القلق علي
-حاضر يمه اكيد ماانسى يلا مع السلامه
-مع السلامه حبيبي
وبذلك انتهت مكالمتي مع امي بعدها اتجهت لمنزل احمد كم احب هذا المنزل لما فيه من الحب والتفاهم وصلت لهم فقلت
-السلاام عليكم
ردوا كلهم من ضمنهم جهاد الصغير -وعليكم السلام
فتقدمهم احمد واجلسني على الطاولة وباشرنا الحديث عن امور دراستي وغيرها
......
سمر:
استيقضت في الصباح على صوت تحطيم وبكاء ياسمين فنهظت فزعة لارى امي تحضن ياسمين وتبكي هي الاخرى فصرخت بفزع برؤيتي لوالدي ممد وقد امتلئت الارضية بدمائه
ذهبت بسرعة لاتفقده لكني لم استطع الاقتراب فكل جسدي يرتجف لم ارى موقف كهذا طوال حياتي
اتصلت بالاسعاف وبعد خمس دقائق دخلوا بعد محاولاتي لاسكات امي واختي وكفهما عن البكاء ذهبنا للمشفى مع سيارة الاسعاف احسست بضعفي والم بدء يتسلل الي قلبي فأمسكت بردائي بشدة لا اعلم لما ولكن ربما ليعطيني شيء من القوة.. فهمت من امي ان الدائنين اكتشفوا مكاننا ولم يلبثوا الا وحطموا كل شيء وبدءوا بضربه على كل مكان بجسده رددت الايات ودعوت بشدة الا يموت هذه المرة فبكل مرة يشفقون عليه ويتركوه مع بعض اثار الضرب ولكن هذه المرة اه ماذا اقول نزلت دمعة من عيني عندما حظر الدكتور ليعلمنا رأيت تقاسيم وجهه التي لاتنبئ بخير كذبت تفسي ودعوت الله الف مرة ولكن قال
-انا اتأسف منكم حاولنا بكل جهدنا ولكن لم نستطع فعل شيء لانه جاء متأخر
دوت صرخت امي وبكائها معاتبه لابي الذي تركنا متجاهلا حالتنا المزرية لم تكن تعرف ماذا تفعل
بينما انا تصنمت بمكاني لا اعلم مالذي اسمعه حتى اني لم افهم شي مما يدور حوليلم اعي الا عندما رأيت ياسمين تهز بيدي بلطف تسألني
-سمر سمر
نزلت لاكون بمستواها وانا اجاهد حتى لاتسقط دموعي امامها رددت عليها
-شنو حبيبتي
-بابا ليش مايطلع من الغرفة وليش امي تكول عافنا تبجي
رأيت دموعها وكأنها تفهم مايجري وتريد تأكيد حرت ماذا اقول لها وانا لا اكاد ارى شيء بسبب الدموع التي تجمعت في عيني فقلت لها ودموعي نزلت واحدة بعدها الاخرى
-بابا بعد مايرجع مايكدر راح
ردت علي ودموعها تتساقط
-لا هو وعدني اروح وين مايروح اكيد مايعوفني هسة اروح اكعده
بدئت تشهق ببكاءها
بابا بس اروح اكعده يكعد ويبوسني هو مايعوفني اكيد
احتظنتها وبدئت ابكي بشدة حتى لو اني لم اكن مقربه منه لم يعطيني شيء من حنانه لكن على الاقل كنت اقول بأني لدي اب يمكن ان يحميني يساعدني ان طلبت منه ذلك والان تلاشى اول بابِ لسعادتي
.......
علي:
كنت منشغلا بتحضير نفسي للذهاب مع عائلة احمد بما ان اليوم هو ذكرى وفاة والده
وعندما انتهيت وجدت جهاد ينتظرني خارج الغرفة
-يلا عمو بابا ينتظرنا بالسيارة
-اوكي هسة جاي حبيبي
كان الجو كئيب في سيارته لم يكونوا يتحدثوا كعادتهم ولا وجود لضحكة وكأن اليوم يوم موته
لدى وصولنا الى المقبرة ابتعدت عنهم قليلا لكي يأخذوا راحتهم امام القبر
بدئت اتمشى بين القبور كم هو مظلم و موحش ان تكون نهاية الانسان هكذا
ترى كيف هو قبر حبيبتي الان كم اشتاق الى ان اشم تربته واقرء القران على قبرها
وردني اتصال فوجدت انه من ابي
-هلو بابا
-هلا ابني
كان رده بارد كالمتوقع استرسل والدي بالحديث
-ابني اريدك تستلم الشركة الي بلندن لان حالها متأزم هواي واذا مالكينا حل الها راح تنهار شركتنا الي ببغداد وطبعا هذا ماراح اخذ رئيك بيه لازم تسويه
-بابا انت تعرف اني جاي هنا اكمل دراستي شنو تحجي
-تكدر بأي وقت تكملها هسة لازم تلكه حل لهاي المصيبة وكلتلك هذا القرار مو راجع الك انت مجبر تسويه
-ماشي مع السلامه
اغلقت الهاتف وتنهدت بألم حتى انه لم يسألني على حالي
التفت للجهة الاخرى وجدت عزاء لرجل كانت عائلته تبكي كثيرا ام وطفلة صغيرة وفتاة كبيرة لم اراها تذرف الدموع فقط كانت تجلس مقربه من القبر صامته حتى اني تعجبت لقوتها لم ارى احد سوى هذه العائلة ايعقل لايوجد اقرباء لهم يالهذا العالم وبعدها حضر رجلان يتقدمها رجل هذا واضح من وشومهم ووجوههم انهم من العصابات
ناداني احمد من بعيد
-علي
-ها خلصتوا
-اي يلا نرجع
-اوكي
أنت تقرأ
أبواب السعادة
Randomقصة حزينه لفتاة تعاني الكثير في حياتها بحثا عن ابواب سعادتها لتجد نفسها واقعة في الحب مع شخصا حرم على قلبه دخول امرأة بعد وفاة خطيبته