سارة
فتحت عيني بصعوبة .. اشعر بتثاقل جفناي .. نظرت للسقف المشؤوم في الكابوس الذي علقت به .. نهضت قليلا ولكن شعري بعظامي تتكسر فصرخت بوجع : اااااه .
نهضت اكثر حيث لامست قدامي الارض الباردة .. نظرت الى الثوب الحريري الذي ارتديه .. تبا لذاك المجنون .. لوهلة توقف تفكيري عن العمل واستعت حدقتا عيني بصدمة !.. لم يكن كابوسا بل حقيقة !.. لقد فعلها معي .. بسرعة التفت الى السرير لأجد اثار جريمته .. نهضت من على السرير بأكمله نافرة منه .. سقطت على الارض لأشهق بصوت عالي .. لقد خسرت كل شئ مع رجل مجنون !.. بدأت انتحب بصوت عالي حتى فتحت الباب ودخل هو .. زحفت بيداي وانا مازلت على الارض لأعود للخلف فارة منه .. نظر لي بقلق فاقترب وهو ينحني لمستواي .. ضربت يداه وانا اصرخ : الله ياخذك .. انت حيوووان .. دمرتلي حياتي .. حيووووان ..
كان يحاول تثبيت ذراعي وانا اقاومه ولكنه فجأة قال لي : انتي زوجتي فعلا قدام القانون .
تجمدت في مكاني ونظرت له بصدمة !.. تفوهت قائلة : شنو ؟.
اعاد ماقاله على مسامعي : انتي زوجتي .
عدت لأبكي من جديد ولكن هذه المرة دون ان اضربه ودون مقاومة !.. لقد علقت حقا !..
...
تسائلت كثيرا عن الذنب الذي اقترفته في حياتي لأعاقب بهذه الطريقة فلم اجد !..
بل انني لم ارى الحياة من قبل !.. قضيتها وانا اعمل في المنزل برفقة اخواتي بلا ام واب مهمل .. ليتزوجن وابقى لأعمل في المنزل كي لا اصبح عالة عليهن .. تعبت .. ومللت .. ولكنني انتظرت ..
كنت انتظر ذاك الذي سيقوم بتعويضي عن كل ما مررت به !..
سينتشلني من القاع الذي نفيت اليه ..
اكانت هذه ضريبة ايماني بمستقبل جميل !..
...
دينا
كان بابا نائما بعد عودته من العمل .. اما انا فقد شعرت بالملل بعد ان انتهى كارتوني المفضل .. خرجت للشرفة لألقي نظرة على الشارع كان هناك اطفال يلعبون .. شعرت بالفرح ورغبت بالانضمام اليهم فخرجت من الشقة بحماس وهرولت للاسفل لأخرج للشارع .. كان هناك فتاتان تلعبان معا فاقتربت منهما قائلا : لعبوني وياكم .
نظرتا الي باستنكار لتقل احداهما : ما .
بدأت اشعر بالحزن فتجمعت الدموع في عيني وسرت مبتعدة عنهما لأجد ولدا ربما في نفس سني .. كان شعره اشقر وعيناه خضراوتان .. اسفل قدمه كرة كان يبتسم الي .. شعرت ببعض الخجل فاقتربت منه لأساله : تلعب وياي ؟.
قال بابتهاج : اي يلا .
.....
نايا
شئ يهتز اسفل وسادتي .. فتحت عيني لأجد كل شئ من حولي مظلم .. لايهم فقد اعتدت على الظلام .. رفعت جسدي قليلا من على الفراش لامد يدي اسفل وسادتي واخرج هاتفي .. ضوئه الساطع في وسط الظلم اوجع عيني اغمضتها بقوة لأفتحها مرة اخرى واجيب مروان ..
- صح النووم وينج مختفية ؟.
قلت بتثاقل : تعبانة شوية .
- يلا بدلي نريد نطلع .
تنهدت بتعب قائلا : مروان تعبانة مالي خلق .
قال باصرار : لأنج تعبانة لازم تطلعين يلا .
- ماشي .
مددت يدي لانير الغرفة عبر الضوء الذي يجاور سريري .. حاولت اقتناء ثياب تستر تلك العلامات القذرة الموشومة على جسدي .. وضعت الكثير من مساحيق التجميل لأخفي التعب الذي يساور عيناي .. خرجت للخارج لأجد مروان بانتظاري برفقة سائقه .. نظر الي بابتهاج كعادته : والله زمان !!.. عاش من شافج .
ابتسمت بتعب ليقترب ويحتضنني .. كنت حقا احتاج لذاك الحضن .. احتاج لشخص مازال يملك قلبا طيبا .. يحبني بعوفية كأخ وصديق .. ركبت بجانبه في الخلف في السيارة لينطلق بنا السائق .. سألته قائلة : وين رايحين .
قال بحماس : عيد ميلاد رندا .
ابتسمت وانا انظر اليه بخبث : لا والله !.
انفجر ضاحكا بخجل : ههههههههه والله .. تخيلي هي عزمتني .
- بس معزمتني .
- اختي متحتاج عزيمة .. المهم شكلي حلو حعجبها ؟.
قلت بثقة : وين تلقى مثلك !.
...
شعرت بأنني اعود للحياة وانا اثرثر معه .. لاسيما ان الحفل كان لمن في سننا .. شئ بداخلي جعلني اشعر انني اكبر منهم جميعا اكبر باعوام كثيرة .. ولكن حاول مروان جاهدا ان يخرجني مم انا به ولكن مع كل محاولة كنت اشعر بالذنب تجاهه والاسى لأن لديه اب لايستحقه ..
انتهى الحفل واعادني مروان للمنزل .. لم انظر للساعة ولكنها كانت متأخرة بسبب الشوارع التي خليت من الحركة والازدحامات .. هممت بالدخول للمنزل عبر البوابة الكبيرة فرن هاتفي !.. شعرت بالبرد فجأة وقشعريرة تراودني .. بلعت ريقي واخرجت هاتفي من حقيبة يدي الصغيرة لتتأكد ظنوني ومخاوفي ..
بلعت ريقي بصعوبة لأجيب دون ان انطق بحرف ..
اتاني صوته البارد قائلا : تعالي .
التفت بخوف للخلف لاجد سيارته تقف على بعد ليس بكثير من منزلي .. انهيت المكالمة وانا اخذ نفسا عميقا لأبدأ بالسير بخطوات متوجسة .. كانت ليلتي رائعة لولاه !..
ركبت بجانبه في السيارة دون ان انظر الى وجهه اصبحت ملامحه ترعبني ... حرك السيارة وهو صامت .. وكأن الطرقات جميعها انطوت لتسرع من وصولنا لذاك الفندق ... بت اكره الفنادق الفارهة .. الاسرة الناعمة البيضاء .. تلك الممرات الفارهة .. حتى ان الهواء المحبوس بداخل ذاك المبنى اصبح يخنقني ... سرت خلفه ككل مرة لنصل لذاك الجناح .. توقفت في منتصف الغرفة انتظر ان امارس تلك الطقوس معه .. ولكنه جلس على احد الكراسي .. وضع كاحله فوق ركبته الاخرى واخرج سيجارة ليبدأ بالتدخين بصمت .. استفزتني حركاته .. فبدأت اخلع عني معطفي الطويل ليسقط على الارض .. قال بهدو وهو يطفئ سيجارته وينهض ليقترب مني : تعرفين ساعة بيش هسة ؟.
قلت له ببرود لاثيره : ميهمني .
صفعني بقوة على وجهي وامسك بطرف شعري ليشده ويقربني منه قائلا بغضب : كم مرة قتلج ماكو طلعة بدون اذني !!.
قلت وانا اتأوه الما : ابنك استأذنك ؟.
ترك شعري بقوة ملقيا بي على السرير ...
وها هي تبدأ ذات المراسم ككل مرة .. صراخ يصدر مني .. تنهيدات رجولية تخرج منه .. حركة تزداد اكثر واكثر .. تحتضن المتعة جسده بالكامل لتقذفني بعيدا عنها لأخذ نصيبي من الالم .. عبث وفوضى .. والحرارة ترتفع في جسدينا لدرجة التعرق لحين افراغه لشهوته تاركا اثاره بداخلي ..
التفت اليه حيث كان مستلقيا بجانبي يسارع انفاسه .. وجدت بداخلي قدرة غريبة لاثارته ومتعة في اغضابي اعلم كل مايترتب على تفوهي بكلماتي تلك ولكن حتى الالم الذي يصدر عن انتقامي سيجعله متعة ...
اقتربت منه وانا مد يدي على صدره العاري قائلة بابتسامة : اني احب مروان .
....
( دلال )
نظرت لها بصدمة بعد ان انهت ماقالته !.. ولكن رغم التعب الواضح على وجهها الا انها كانت مبتسمة بل كأنها قد انتصرت في حرب .. سألتها بفضول : ليش قلتي هيج ؟.
ابتسمت وهي ترفع كتفيها للاعلى قائلة : مادري .. حسيت اني اريد اعذبه وياي .
ارتفع الفضول بداخلي لأسألها : هو شسوا ؟.
ابتسمت لتقل بسهولة : رجع يسويها وياي بس جان يضرب هالمرة موبس سواها بقوة ..
صمتت لتتنهد .. فأكملت : بس تدرين حسيت بمتعة ..
اغمضت عيناها واعادت رأسها للخلف قائلة : هواي متعة وهو جان مديعرف شيسوي هيجي .. استمتعت .
قالتها وهي تضحك بفرح ... ثمة تغيير جذري حدث لها .. ربما المها اوصلها لدرجة انها لم تعد تشعر بألم مرة اخرى .. ولكن طريقتها في استمتاعها بالجنس بهذه الطريقة مريبة قد تؤدي لشئ اخر اكبر من خوفها منه وحالة الاكتئاب التي اصابتها بسببه ...
....
خالد
استيقظت من النوم وانا ارى الشمس قد غربت عبر النافذة .. نهضت بتثاقل لأخرج من الغرفة مناديا بأسمها : دينا .. حبيبتي .
لكنها لم تكن موجودة !.. بحثت عنها في الحمام وفي كل مكان حتى الشرفة لم تكن هناك !..
اصابني الفزع وتوقفت بصدمة افكر عن تلك المخاوف التي دارت بذهني حول خروجها او ضياعها !..
ولكن كل شئ تلاشى عندما فتحت الباب لتدخل وهي تبتسم .. تنفست الصعداء سائرا اليها لأحتضنها : خوفتيني عليج .
قلتها وانا اغمض عيناي في حضنها واتأكد ان لم يصبها مكروه .. ابتعدت عني وهي تقول بطفولية : بابا شبيك ؟.
تقمست دور الاباء لأسير باتجاه الاريكة قائلا : شلون تطلعين بدون اذني ؟.
سارت مقتربة مني لتجلس على فخذي بغنج : بس انت جنت نايم واني ملانة نزلت العب ويا الجهال .
ابتسمت لبرائتها واقتربت لأقبل رقبتها الشهية ولكن تذكرت حدودي فالصقت قبلة على وجنتها .. قربت فاهها من اذني لتقل لي بصوت منخفض : بابا اريد اقولك ع سر .
قلت وانا اصطنع الفضول : قولي .. ليش تنصين صوتج ؟.
قالت بهمس : لأنه سر .
- زين شنو هو ؟.
همست لي : اني احب .
ابعدت رأسي قليلا عنها لأسألها بابتسامة : تحبيني ؟.
قالت لتصدمني : احب علاوي .
توقدت عيناي نارا لارفع صوتي سأئلا اياها : علاوي منو ؟.
- ابن جيرانة لعبت اليوم وياه بيت ابو بيوت وهو جان رجلي .
قالت بخجل وسارت لتجري داخل الغرفة .. نهضت وانا اشعر بالغيرة لأدخل خلفها : هيييي تعالي هنا شنو رجلج نسيتي نفسج !.. دينا .
...
سحقا هل يمكنني ان اغار عليها من طفل !....
...
رائد
كنت اعبث بجسدها وهي تتحدث عبر الهاتف بصعوبة .. تحاول ان لاتبدي اي مؤشر لمتعتها وهذا مايستفزني .. ارغمتها على اجابة اتصال مروان .. سمعته في المنزل انه يريد الخروج معها فشعرت بلهفة وشئ من الغيرة لأن امسك بها اولا .. لأن احصل عليها .. لأن تصبح برفقتي انا اولا .. تبا لي هل اصبحت انافس ابني عليها !.. طوال طريقي وانا متجه اليها كنت اقنع نفسي ان مروان يعتبرها صديقة هي فقط من تكن له مشاعر .. ارغمتها ككل مرة على القدوم معي لذات المكان .. لأمارس هذا معها .. وكأنني اؤكد لنفسي انها ملكي وان كل شئ لها يخصني .. واؤكد لها انها لن تتخلص مني .. رن هاتفها وهي تنتشل اسفلي .. خطفت الهاتف من الطاولة التي بجانب السرير لأرى اسمه نظرت لها بخبث لأقول لها : جاوبيه .
اتسعت حدقتا عينها وهي مدهوشة .. فاجئتني وهي تبتسم لوهلة وتجيب : الو .
فعدت لعبثي .. اما هي فبدأت تمارس لعبتها الجديدة في استفزازي قائلة عبر الهاتف : اشتاقيتلك .. اسفة ماقدر ..
سحبت منها الهاتف لأرميه ارضا ليرتطم بها وتتفكك اجزائه .. وابدأ بايذائها اما هي فالابتسامة لم تفارق شفتيها وهي تقول بصوت متغنج : متقدر تمنعني عن حبه .. تخيل ولد عمره 16 سنة احسن منك اخذ قلبي وانت بخبرتك وكل الي عندك ماقدرت .. انت كلش ضعيف .
بدأت اشد شعرها واقبلها حتى امزق شفتيها لتتجرح حوافها .. ولكنني حقا كنت ضعيف .. احاول اخراجي كل مابي من طاقة في جسدها الضيئل لأثبت لها العكس ... استنفذت كل مابداخلي من طاقة لأهبط بجانبها وقواي قد خارت وهي كانت قد فقدت الوعي .. نهضت قليلا لانظر لها وهي تغيب عن وعيها .. لم باتت لا تستمتع الا عندما تثيرني وتحرقني بهذه الطريقة !.. اقتربت لأمسح على كتفها العاري بنعومة فانحنيت لأقبله واهمس : مستحيل تعرفين شقد احبج .
...
دلال
انتظرت قدومه بفارغ الصبر لأعلم تفاصيل مايدور بينه وبين نايا لاسيما انها اخبرتني ان العلاقة اخذت مجرى اخر .. هو لم يخبني عن علاقتهما .. ولا تهديده لها .. جلساته جميعها كانت تدور حول ذكرياته في وقوعه في حبها .. لايمكنني الافصاح عن معرفتي بعلاقته بنايا ولكنني اتوق لسماع الباقي .. دخل المكتب وكأنه شخص مختلف .. فتح الباب بفوضوية واغلقها وهو يحمل سيجارة بيده .. القى بجسده على الاريكة قائلا : معقولة اني صرت سادي !.
رفعت حاجبي بدهشة من كلامه لاسيما انه دخل بدون مقدمات في موعده .. نهضت من مكاني لاسير باتجاه الة صنع القهوة قائلة : سكر !.
رفع صوته قائلا كأنه لم يسمعني : الي ديصيرلي مو طبيعي .. اني مجنت هيج ابد يعني اوكي بالعلاقة لازم اكون .. يعني .. انتوا الاطباء النفسيين عادي نحجي بهالامور !.
قهقهت قائلا : اي عادي .
صنعت له القهوة ناولته اياها متسائلة : هي منو ؟.
بقي ينظر الي وهو يمسك بالقهوة وانا ممسكة بالكوب ايضا .. كلانا ينظر للاخر بتحدي .. تركت الكوب فقال بعد ان ارتشف رشفة : نايا .
ابتسمت كأنني اتصنع الدهشة لأجلس امامه : نايا !!.
رفع يداه امامه قائلا : اني موجاهز اني احجي الي صار بالتفصيل .. المهم اني صرت هيج وياها .
وضعت احدى ساقي فوق الاخرى قائلة : اخر شي عرفته انك صرت تهتم بيها وتقوت علاقتكم يعني ماقدر احكم ع شي بدون ماعرف الصار حتى ماقدر اقولك انت هيج لو لا .
فرك يداه ببعضهما وهو يقول بتوتر ناظرا للاسفل : هي تحب مروان .. من لما عرفت واني احس مو ع بعضي داحترق .. بالفراش تستفزني وتذكره .. اول مرة ضربتها بالفراش وصرت بهالشكل وحش عبالي اني معصب .. بس الغريب ان صرت وراها النمط الطبيعي هو هيجي ويمكن ازيد اكثر ...
توقف ليتنفس بعمق مكملا : دأأذيها .
سألته قائلة : تستمتع ؟.
زفر قائلا : للقمة .
كأن شكوكي تتضح .. هو اقبل على هذا الاسلوب والمشكلة انها اصبحت تستجيب لذلك بسبب احباطها .. لايمكنني ان اؤكد من مما يعاني منه هو .. ولكن هي فيمكنني القول انها تعاني من المازوشية .. تشعر بالكره تجاه ذاتها فتبحث عن شئ يؤذيها لتسمتع بتعذيب نفسها ...
هذه الحالات تعتبر شحيحة في مجتمعنا او البعض الظاهر منها هو الضئيل بينما قد يعاني البعض منها في صمت دون الادراك ...
اما بالنسبة له فلا استطيع ان اقول انه سادي اجده طبيعيا .. اشعر بتشوش ...
اظن ان علي سؤال استاذي كي لا اشخص الحالات بطريقة خاطئة توصلني لعلاج خاطئ ....
.....
( المازوشية \ المازوخية : مرض نفسي وهو الحصول على المتعة من خلال التعذيب الجسدي او النفسي .. نتيجة لكراهية الشخص لذاته ورغبته في تعذيبا .. هناك انواع منه .. منهم جنسي وهو الذي يجعل الشخص يطلب عنفا جنسيا ليصل لذروة استمتاعه .. والنفسي وتأنيب النفس واشعارها بأنها قد لظمت وانها تعاني من الالم والبحث عن شتى الطرق للأكتئاب )
....
( السادية : ممارسة العنف وهو لايقتصر على الجنس فقط بل في جميع التصرفات .. حيث ان الشخص لايستمتع الا بأيذاء الطرف الاخر .. سواء كان لفظي او جسدي .. وهو عبارة عن مراحل وانواع مختلفة منها قد يصل لاستخدام ادوات تعذيب .. انتشر هذا المرض بكثرة في العصور الوسطى )
....
حسن
اجبرتها على الجلوس على الاريكة في ذات المكان الذي كانت تجلس عليه هالة .. وضعت احدى الافلام التي كانت هي تحبها بعد ان حضرت لنا مأكولات خفيفة كما كنا نفعل من قبل وجاورتها على ذات الاريكة .. نفرت هي مني لترفع ساقيها على الاريكة وتسند جسدها على الطرف المضاد لطرفي ... اقتربت منها اكثر لأمسك بها من مرفقها واشدها الي .. كانت صامتة بعد ان اصبح بركانها رمادا واخرجت كل مابداخلها من حمم انطفأت .. وضعت رأسها على فخذي لتستلقي فوضعت يدها اسفل وجنتها .. بدأت العبث بشعرها وانا انظر لها كأنني ارى شعر هالة .. قالت وهي ماتزال تنظر للتلفاز : ترى انت اذا تحب مرتك مرح تخونها لأنها هي مجانب رح ترضى ببديلة عنها ولو هي مكانك مجانب هيج حتتصرف .
استمريت بالمسح على شعرها قائلا : هي انانية تركتني بعد ماصارت جزء مني ... تعرف اني مرح اقدر اعيش بدونها بس قررت تروح .
رفعت رأسها قليلا وهي تنظر لي بحدة قائلة : شنو رأيك تروحلها !.. ليش متفكر تنتحر احسن من الي دتسويه .
- وليش انتحر انتي موجودة حتكونين مكانها .
قلتها ببرود لتبدأ ملامحها بالتشنج مرة اخرى .. لامست وجنتها بنعومة قائلا : باجر عندي الج مفاجأة .
لم تبد اي تفاعل فاقتربت منها لتعد للوراء حتى انحصرت بزواية الاريكة .. نهضت وانا احمل جسدها الذي برزت على بشرتها ملامح القشعريرة .. دخلت بها للغرفة وضعتها على السرير .. بسرعة شدت الغطاء لتغطي نفسها بخوف ولكنني لم انو فعلها لأن هالة لم تكن تجبر على ذلك .. اسلتقيت بجانبها فحاولت ان تزحف بجسدها لطرف السرير ولكن يدي الممتدة سحبتها الي ليتصق ظهرها بصدر فبدأت ترجف .. كان فمي قريبا من اذنها فقلت : رح احجيلج قصة .
قالت وصوتها يرتجف : مــ .. ا . ريد .
وكأنني لم اسمعها بدأت اتحدث : جان اكو طفلة اسمها هالة .. هي عمرها خمس سنوات انتقلوا لمنطقة جديدة .. سكنوا بصف بيت واحد اسمه حسن جان اكبر منها بسنة .. جانت وحيدة وهو همين جان وحيد .. بس قرر هو يبدي ويتشجع لما شافها نفسه .. وصاروا اصدقاء .. لعبوا هواي العاب من ضمنها لعبت ان هي زوجته وهو زوجها .. ومن ذاك اليوم اتفقوا انهم من يكبرون يزوجون .. كبرت وكبر وهمة جانوا بمدرسة وحدة .. جامعة وحدة .. ماكو لحظة تفوت بدونها ولا بدونه .. حبته هواية يمكن اكثر منه لدرجة انها مجانت تخليه يسوي شي .. هي تنيمه بحضنها .. هي توكله .. هي تلبسه .. لدرجة انها مارادت اطفال واكتفت بيه .. وكلموا سنين من زواجهم وهما عايشين بعالم خاص .. لحد ما ماتت هي وفجأة لقى نفسه طفل عمره خمس سنين مايعرف يسوي شي بدونها .. بقى فترة طويلة مصدوم من الصار .. ميقدر يتقبل انه مرح يشوفها مرة ثانية .. 22 سنة وهو يعرفها وفجأة تختفي .. الناس حزنت يوم يومين ونست .. حتى اهلها بس هو الوحيد الي مانسى !.. الكل عاشوا وكلموا وهو بعده واقف بمكان مديقدر يكمل .. مشكلته موبالحب .. مشكلته بالتنفس !.. لما فجأة ينقطع عنه الاوكسجين ويختنق !.. مشكلته انه اعمى بدونها بيها جان يشوف الحياة .. هو خايف كلش يبقى بحده .. هو هواي جبان ويخاف ..
شديت على احتضاني لها وانا اراها قد غطت بالنوم لأغمض عيني وتهبط تلك الدموع التي تعلقت بأطارفها متدحرجة على وجنتي ...
...
نايا
فتحت عيوني بنعاس على صوت جدتي وهي تناديني .. نهضت بتذمر لأخرج من الغرفة متجهة الى الحديقة حيث تجلس كل صباح .. وجدتها تجلس برفقة مروان فانفرج فاهي لأبتسم بتلقائية له .. نهض فاقتربت انا لأحتضنه بعوفية : صاير نشيط وتقعد الصبح !.
- ههههههه بس اليوم ترا .
تسائلت : ليش ؟.
التفت لجدتي وهي تقول : نسيتي اليوم عيد ميلادج !.
بقيت صامتة !.. سحقا لقد نسيته بالفعل .. ضحك معلقا : شكلج صدق نسيتي .. بس احنا مانسينا واني احم احم مسويلج حفلة ببيتنا حتى تعرفين ان عندي احسن اخ بالدنيا .
- هههههه خل نشوف الحفلة بعدين احكم .
نظرت لجدتي كأنني استئذنها فوافقت كالعادة دون ان تهتم ... ارتديت فستان اسود بأكمام طويلة ولكنه قصيت .. اكتفيت بوضع احمر شفاه احمر وارتداء كعب عال احمر ..
مروان عندما يريد الاطراء علي يقولها كأنها مزحة : اووه طالعة حركات عود يعني كبرتي وهيج !.
- هههههههه اي اكبر منك ترا .
- كم شهر بعدين اخذيها بالطويل .
مددت لساني ساخرة له ففعل مثلي ... وصلنا لمنزله حيث وضع عند باب المدخل لافتة خشبية سوداء كتب عليها بالطبشور : كل عام وانتي بخير .
بجانبها بالونات زهرية .. ابتسمت بتلقائية لندخل للداخل حيث كان هناك بعض اصدقائنا في المدرسة .. كان حفلا صغيرا لأنه يعلم انني بت لا احب الازعاج واكره الاختلاط ...
اثناء ثرثرتنا انا وهو وبعض الاصدقاء سمعت صوته .. اغمضت عيني كأنني اتذكر ان هناك كابوسا لن ينتهي ابدا .. التفت لأصطنع الابتسامة ..
اقترب وهو يقول برسمية : كل عام وانتي بخير نايا .
اقتربت لأستفزه واقبل وجنته كما كنت افعل : وانت بخير عمو .. يوم عرس مروان وتفرح بيه .
قال وهو يبتسم بخبث يرفع احد حاجبيه : نشوفج عروسة الاول .
ضرب على وتري الحساس لأبتلع ريقي بصعوبة .. انهى سمومه او بمعنى اخر كلامه وانصرف اما انا فبقيت متشنجة طوال الحفل .. ليته يكون عامي الاخير .. سحقا كم اكره ذاتي .. كم اجدها ساذجة وحمقاء لأنها وثقت بشخص مثله ..
انتشلني من كراهيتي وتأنيبي لنفسي مروان وهو يسألني بقلق : بيج شي ؟.
- أأ.. ها !.. لا ماكو .
- يلا تعالي نطفي الشمعة بس خلي يجي بابا .
وقف الجميع حولي يحيطون بي وبالكعكة التي وضع عليها مروان صورتي وانا صغيرة لأنه يضحك دوما علي عندما يرى صوري القديمة .. اما رائد فوقف امامي ربما لأنها افضل زاوية لرمي سهام نظارتي تجاهي .. قالت لي احدى الصديقات : يلا تمني امنية .
هل اتمنى ان اموت !.. ام ينتهي هذا الكابوس الذي اشك في انتهائه !.. ام موته هو!..
رفعت بصري ونظرت لعينيه لأحرك شفتاي دون صوت قائلة : اتمنى .. انك .. تموت .
وانحنيت لأطفئ شمعتي ويبدأ الجميع بالتصفيق .. احتضنت مروان وبدأ الجميع يهمنئني .. ناولني مروان هديته التي كانت عبارة عن سوار كتب عليه ( افضل اخت في العالم ) .. كم احبه !..
بدأت اضطرب وهو يقترب مني ممسكا بعلبة صغيرة بها فتحها امامي فكانت عبارة عن سلسلة ذهبية يتعلق بها نجمة من الالماس .. امسك بها واقترب قائلا : كل عام وانتي بخير .
توقف خلفي ووضعها وهو يلامس بأطراف اصابعه رقبتي .. اغمضت عيني وانا اشعر بالتوتر اكثر .. انتهى وانسحب من الحفل لنكمل نحن ...
انتهى الحفل وكدت ان اذهب للمنزل لولا الحاح مروان علي : حبابة باتي يمنا ماكو احد احنا مناكل !.
- ههههههه ياريت تاكل بلكي تسمن شوف شضعفك .
قال بتأثر : اي والله يرادلي حديد مو!.
- يرالدك لحم شو بس عظام .
دفعني بخفة : اقول روحي بيتكم اهلج يردوج .
- هههههههههههههههه .
اغمضت احدى عيناه ليقل لي : ها يلا باتي نلعب PS للصبح وناكل ونتفرج فلم رعب .
قلت بحماس : اوكي موافقة .
لم افكر حتى بالاتصال بجدتي لانها تنام وتترك همومي ورائها دخلنا للجهة المخصصة للمسبح حيث انه مغلق وحوله نباتات وكراسي .. جلسنا على طرفها ومددنا ارجلنا في الماء البارد ..
قال وهو يحرك الماء بقدمه : ردت اعزم رندا بس قلت متحبيها وعيد ميلادج .
قلت له : ترا عادي جان عزمتها مجنت حقول شي صح ماحبها وبومة بس اوكي هههههههه .
- ههههه احلى من خشمج هالبومة .
تخصرت قائلة : لا والله !.
- ههههههه اي انتي جكمة .
- وانتوا لايقين لبعض .
نظر لي ببلاهة ليسألني : دتسبيني لو شنو ؟.
- ههههههههه تقريبا .
واصبحنا نرش ماءا على بعضنا ونضحك .... حتى اتى رائد ليفسد كعادته كل شئ .. دلف للداخل مرتديا ثياب المنزل المريحة وهو يتسائل : نايا حتباتين يمنا ؟.
قلت وانا احرك الماء بقدمي دون ان التفت اليه : اي عموووو .
سألني مجددا : استأذنتي بيبتج ؟.
اجابه مروان : اي بابا .. شرايك تسهر ويانا حنتفرج فلم رعب !.
رائد : لا شتسهرون .. باجر عندك الصبح موعد اسنان نسيت !.
عقد مروان حاجبيه كأنه يحاول ان يتذكر : صدق !.
ابتسمت لتلك الكذبة التي اطلقها فقال : اي يلا نام خاف تتأخر .
التفت الي مروان قائلا : مرح اسهر وياكم .. الصبح حقعدج من وكت فاهمة .
- هههههههه لعيونك اقعد .
تقصدت قول ذلك فاقتربت منه واحتضنته قائلة : يلا تصبح علية .
مروان : هههههههه .
نهض وخرج من المكان .. بقيت في مكاني متجاهلة وجوده .. شعرت به يبتعد فالتفت لأراه يقفل الباب وياتي .. ابتسمت بسخرية وانا اتنهد ..
قلت وانا ابتسم : ها عمو تسهر وياي .
حاول ان يكون باردا ولكنه لايفلح بذلك : اي بنتي حنسهر طول الليل .
خلع عنه ثيابه وقفز بالبركة ليتناثر الماء علي .. اخرج راسه من الماء وهو يمسح بيداه شعره ليعيده للوراء ويلتقط انفاسي ...
علق ساخرا : شفتي الهدية الي جابلجياها مروان .
- فديته كل شي منه حلو .
- ههههههه طبعا مو اخته .
- اكيد وانت بابا .
اقترب وهو يعوم تجاهي حتى اصبح تقريبا بين ساقي ليقل : فاشلة انتي باللعب .. اختاريتي لعبة موقدج .. لأن مروان ميحبج .. او خلي اقولجياها بمعنى ثاني .. هو اساسا مشايفج .
حاولت ان استفزه بأي طريقة .. انحنيت اليه لأقبله .. كنت اقبله بطريقته .. كما يفعل هو عندما يحاول اثارتي .. اقلد حركاته لأقلب اللعبة عليه .. اندفع بها وابدأ بالتراجع لأجعله هو من يرغب بالمزيد .. امد واجزر شفتاي على ضفاف شفتاه .. حتى ابتعدت عنه كليا ونهضت وهو بقي واهنا منتشلا من تأثير قبلتي .. التفت لأنظر الي بأنتصار : الي خلى ابوه يشوفني حيخليه يشوفني .
وسرت لأوليه ظهري ولكن شعرت به يمسك بذراعي ويدريرني اليه .. سحقا بأي سرعة خرج من البركة .. اخذ ثأره من شفتاي ومافعلته به .. لنقضي الليلة ونحن عراة على البلاط البارد ولكن حرارة جسدينا الهتمنا عن برودته .. وكأنني بت محترفة في هذه اللعبة ومعه اجد الطريقة للنيل من نفسي .. معه اعذبها وادع جسدي فريسة له .. بل انني حتى بدأت بحبها .. لأطلب المزيد من الالم وقف مستمتعة به لأنها تنال ماتستحقه .. روحي تستحق ان تتألم لسذاجتها .. وجسدي ايضا .. كلاهما مذنبان .. كلاهما يستحقان هذا الاثم .. كلاهما يستحقان الادانة .. اصرخ .. اتأوه .. اتفوه بألانجليزية بكلمات لأنتقم منه من خلالها .. امس رجولته واشكك فيها .. فيثور اكثر ويحاول فعل العكس .. تتوالى الجوالات لينتهي هو بسكب كل مابه من غضب بداخلي .. وينتهي بي المطاف فاقدة للوعي مبتعدة عن الحاضر .. جسدي منهك كدمات لاتترك مكانا الا وقد سكنت به .. وشفتان تبكيان بدموع حمراء .. اغيب عن الوعي واشعر ان جسدي لم يعد لي لأفرح بأنتهائي من ذاك الجسد وانتهائي من ذاك الكابوس الى حين استيقاظي في اليوم الاخر فوجدت نفسي نائمة على سرير ليس سريري مرتدية ثياب وكأن شيئا لم يكن .. ولكن عضلاتي والامي وكل تلك الدلائل تشير للحقيقة وتدينني ..
نهضت قليلا لأرى انه قد جعلني ارتدي بيجامته .. فتح الباب ودخل هو حاملا صينية الافطار .. قال وهو يسير تجاهي : انتي بغرفة الضيوف .. ومروان طلع من قتله انج نايمة .
اقترب ووضع صينية الطعام على فخذي حيث تثبتت بارجلها على سريري .. كان الطعام يبدو شهيا لاسيما وانا اشعر بمعدتي وهي تأن جوعا .. امسك بقطعة من التوست وبدأ يدهنها بالقشطة لي وهو يقول : انتي لازم تبطلين تستفزيني حتى لتتأذين هيج .
قهقهت بتعب قائلة : يعني تخاف علية ؟.
ناولني التوست قائلا : اخاف عالي تريحني .
- هههههه ..
قضمت قضمة لأقول له : بس انت تحب هيج .. تحب تشوفني اتأذى ..
ابتسمت مسترسلة : انت سادي .
نهضت وهو يقول بغضب : اني مو هيج وهالكلام اساسا جبير عليج ..
قاطعته : انت مجنت مكتشف هالشي لحد ماشفتني .. انك تحب تأذي الناس وتهددهم .. تاخذ الي تريده بعنف .. متتونس الا لما تشوف غيرك يتألم .
صرخ بي بصوت عال : اني مو هيج ..
سار فورا ليخرج من الغرفة وهو يضرب الارض بقدميه .. اكلمت تناول الطعام وانا مستمتعة بعد ان نجحت باستفزازه ...
....