خالد
اتت والدة دينا لزيارتنا كانت ممتعضة تنظر الي وكأنها تلقي اللوم علي .. قالت وهي تنظر الي حتى انها لم تجلس : اريد اخذ دينا وياي للبيت .
رفعت حاجبي باستنكار : شنو تاخذيها اسف بس هي زوجتي .
رفعت نبرة صوتها وهي تقول : واني شدراني انك مداري بنتي لولا ؟.
زفرت وقلت وانا احاول ان اكون هادئا قدر الامكان : محد يحبها ويخاف عليها قدي .
خرجت دينا من الغرفة وهي تسير بفرح تجاه والدتها التي اخبرتها انها خالتها .. احتضنتها والدتها وهي تقول : حبيبتي دندون حتجين يمي .
قالت بفرح كالاطفال : صدق !.
اقتربت لأجر يد دينا واقربها مني قائلا : لا حبيبتي حتبقين هنا ببيتج ..
ركزت النظر تجاه والدتها قائلا : اسف خالتي حتبقى دينا ببيتها ووياي .
قالت دينا وهي تنظر لي بقلق : بابا اريد اروح ويا خالة .
قلت بصرامة : دينا حبيبتي دخلي غرفتج يلا .
نظرت والدتها لي بغضب ووجهها بدأ يتلون باللون الاحمر لتسير خارجة وهي تتوعد الي بأنها ستخبر والدها عني ..
سرت خلفها بعد خروجها واقفلت الباب بالمفتاح .. وجدت دينا مازالت متوقفة في مكانها ناظرة لي برعب .. حاولت ان اهدأ واقترب منها ولكنها فرت لداخل الغرفة .. دخلت خلفها ولكنها اختبئت اسفل الفراش لتغطي رأسها .. اقتربت لازيح عنها السرير واقول بغضب : تهربين من بابا !.
قالت بخوف : انت تخوفني .
اقتربت منها وانا احاول ان اشدها تجاهي : لا اني ممعصب مادام تسمعين كلام .
بقيت تنظر الي بصمت وكأنها خائفة قلت وانا احاول ان انزع عنها ثيابها : يلا حبيبتي علمود نلعب .
قال وهي تحاول ان تبقي ثيابها على جسدها : بابا ماريد خليني ماريد العب .. هاللعبة محلوة .
خلعت عنها الثياب بعنف لأقول : بس اني اريد وانتي بنوتة حلوة المفروض تسمعين كلامي .
وبدأت امارس ذلك معها رغم تمنعها وبكائها ولكن حتى البكاء الطفولي كان يستثيرني .. ضعفها يجعلني ارغب بها اكثر .. تلك الكلمات التي تتمتم بها كطفلة تجعلني استمر اكثر ..
وجدت بي طاقة لفعلها مرارا ومرارا .. تنتهي قوتها وتهزم لتنم بتعب بينما ابقى انا اراقب جسدها الطفولي بمتعة وكأنه ليس جسد دينا زوجتي لا بل جسد طفلة .. امشي عاريا في الشقة وانا اشعر باسترخاء لأرى العابها منثرة ارضا هنا وهناك .. ثيابها الطفولية التي اشتريتها الي فتدب الحياة بداخلي لأعود مجددا لها وابدأ بالمعركة مع طفلة نائمة بتعب .. اتلمس جسدها وانا اضاجعها كأنني لا اصدق انها لي طفلتي .. الطفلة التي حملت ان اضاجعها دوما .. ولت تلك الايام التي كنت اشاهد بها صور جنسية للاطفال وتلك الافلام التي تثيرني لا اكثر .. الان كل شئ بيدي .. ستبقى دينا الطفلة معي للابد ..
....
( حسن )
افقت وانا اشعر ان رأسي ثقيل للغاية .. لأ اعلم لم فجأة سقطت ارضا .. ربما بسبب انخفاض ضغطي لأهمالي لنفسي في الاونة الاخيرة .. نهضت قليلا لأنادي هالة .. لم تجبني .. نهضت وانا اشعر بالدوار سرت في ارجاء الشقة باحثا عنها ولكنني لم اجدها .. توقفت ليتوقف عقلي عند صدمتي في احتمال ان تكون قد هربت !..
سمعت صوت طرق الباب فسرت بخطوات سريعة لأفتحه .. فجعت !..
رأيتها تقف باكية تنظر لي بأسى .. بدأت ضربات قلبي تنتظم ولكني اتساءل لم عادت !.. قالت وهي تخفض رأسها قائلة ببكاء : رح اصير هالة .
وجدت نفسي افتح ذراعي لها فرمت نفسها في حضني باكية ولكن شعرت بجسدها يرتخي الى ان سقطت ارضا وهي في احضاني .. حملتها بقلق الى داخل غرفتنا وانا انظر لها بقلق واتفحصها فوجدت ان تنفسها منتظم .. اتصلت بالطبيبة لتزورها وتعاينها .. بينما اتصلت بالدكتورة دلال قائلا اليها : اريدج تشوفين هالة .
سالتني : شبيها ؟.
- حشرحلج كل شي لما اجي اخذج .. اني ماعرف اواسي احد .. يمكن محتاجة احد تحاجيه .
...
رائد
كانت هي مستلقية بقربي تضع رأسها على صدري .. كانت متعبة جدا بسبب مافعلته بها الا ان يديها تمسح على صدري واصابعها كانت تعزف بدون موسيقى ... رفعت رأسها لتنظر الي وتبتسم بتعب قائلة : شنو رأيك نسوي مغامرة .
ابتسمت لأعقد حاجبي متسائلا : مغامرة !.
- اي .. ممم شي جديد .. شي يرفع الادرينالين .
- علاقتج قوية بيه .
- هههههه حبيته .
نهضت قليلا وهي تقول بحماس : قوم نسوي شي .
استحممنا لنخرج منطلقين ووجهتنا تجربة شئ جديد .. بدأت اقود سريعا بينما هي اخرجت جذعها من النافذة التي تجاورها لتبدأ بالصراخ بحماس : هووووووووووووووووووووووو .
دخلت وهي تضحك وشعرها المبلل اصبح حجمه اكثر كثافة لتلاشي ذرات الماء منه .. توقفت في طريق بري ساكن ومظلم وحولنا صحراء .. وجدتها تلتفت الي بعيني تلمعان لتقل بابتسامة واسعة : فهمتني .
خلعت حذائها وترجلت فترجلت انا توقفت امام السيارة والضوء الساطع الخارج منها يسلط نحوها .. اغمضت عيناها وهي تشير الي : انزل حافي .
ترجلت وقدماي عاريان .. امسكت بيدي وقالت وهي تغمض عيناها : شنو رأيك بالمكان !.
قلت وانا هائم بها : احلى شي ان مابيه بس انتي .
فتحت عيناها وهي تبتسم فتركت يدي وفتحت باب السيارة لتشغل اغنية وترفع الصوت ليصل للخارج .. عاد وهي تمد يدها لنبدأ بالرقص .. ولكنه لم يكن رقصا بل كان انسجاما .. ارواحنا من رقصت .. قدمانا العاريتان احتكت بالرمال .. عينانا امسكت ببعضها لنطيل النظر لبعضنا .. يدها كانت تلامس وجهي ويدي كانت تلامس شعرها .. تدور حول لتوليني ظهرها فاشدها لي بقوة لتحن علي وتلتفت بغنج وتبتسم بحيوية .. حتى انتهينا لنجلس على الارض ..
امسكت يدي وبدأت تلامس بسبابتها راحتها وهي تنظر اليها قائلة : اريد اقولك شي مهم .
قلت باصغاء : قولي .
رفعت رأسها ونظرت الي مبتسمة : اني احبك .
شعرت ان الزمن يتوقف .. رنت تلك الكلمة مرات عدة في اذني .. لأشدها لحضني بقوة .. اخيرا !.. بل حقا هي قالتها !..
اصبحت املك قلبها ايضا لاجسدها فقط !..
.....
دلال
قال لي الدكتور علاء وهو يقلب صفحات ملف نايا : احنا هيجي دخلنا بالطورالثالث .
سألته بفضول : والي هي ؟.
اخفض نظارته الطبية قليلا لتستقر على نهاية انفه قائلا : اني اسميه طور التحدي .
عقدت حاجبي لأسأله : ليش ؟.
قال وهو يغلق الملف ويضعه جانبا على المكتب لثني ذراعيه لصدره : المريض قلنا جرب بطور التذوق احساس انه يتعذب ويتألم .. عجبه .. خاض طور الحفلة وهو كله حماس انه يجرب شي جديد عاجبه وهو عنده همة بهالشي وفرحان بيه .. الطور الثالث هو شاف وجرب مراحل معينة من الالم بس رح يكون عنده فضول او يتحدى نفسه خل نقول انه يشوف تحمله لأي درجة ممكن توصله .. شاف انه خاض كل التجارب الفاتت والعنف الفات واستمتع بيها فصار هذا الالم شبه مايشبع رغباته .. يقوم يدور ع شي جديد يتحدى نفسه بيه .
سالته بقلق : ممكن توصل ادوات وياهم ؟.
اشار بيده بالنفي قائلا : لا .. الادوات تحتاج شخص خبير جدا بعالم السادية واحنا نقدر نقول ان مرض رائد بمرحلة اولية ماوصل مرحلة معينة .. بس ممكن يستخدم الصوت .. احزمة ..
رفع سبابته بشرط قائلا : طبعا استخدامه لهالشي رح يكون من مسبب وهالمسبب هو نايا الي رح تطلب الم اكبر وهو رح يستجيب لهالشي بغرض المتعة .
قلت بانفعال : بس نايا صغيرة جسمها مايتحمل هالشي .
ابتسم ليقول بثقة : علمود هيج هي رح تدخل بالطور الرابع بسرعة الي بعد ينقسم قسمين .
....
( سارة )
جلست على السرير انظر بحزن للدكتورة التي احضرها المرة السابقة .. ابتسمت هي ابتسامة حنونة قائلة : متوقعتج ترجعين !.
قلت وانا اشد الفراش لصدري وصوتي بات يختلط بالبكاء : مالقيت مكان اروحه .
سألتني : اهلج طردوج ؟.
وضعت يداي على وجهي لأنفجر باكية .. ابكي على حظي البائس الذي يجعلني افضل البقاء مع مجنون بدلا من كنف اخواتي .. شعرت بها تقترب اكثر لتربت على كتفي .. انزلت يداي قائلة : خلص رح اصير هالة .
قالت لي بمواساة : لتهمشين نفسج .
ابتسمت بسخرية : حظ هالة احسن من حظي .. سارة شنو جابتلي حتى اتمسك بيها ؟.
مسحت دموعي لأبتسم بسخرية : خلص اني بخير .. اني هالة .
نهضت هي قائلة : رح اكتبلج ع موعد تجيني للعيادة لأنه مرح يمنعج او يحبسج .
قلت بعدم اهتمام : ميهمني الي يصير خل يصير .
سألتني قائلة : متأكدة متريدين اروح لأهلج واشرحلهم بنفسي ؟.
انفجرت ضاحكة : ههههه صدقتي انهم ممصدقين !.. همة حتى لوقلتيلهم الحقيقة ميردوني .. ببساطة اني عبء عليهم .
تنهدت لأبتسم : خلص طنشي .. اني بخير .
.....
دينا
استيقظت من النوم وانا اشعر بالتعب اسندت ظهري على مقدمة السرير وانا اعاود استرجاع ماحدث .. لا اصدق انه حبسني معه كيف ساخرج نفسي من هذه الورطة !.. دخل للغرفة وهو يرتدي سروال فقط يبتسم الي نظرت له بوجوم .. اقترب ليجلس بجانبي على حافة السرير قال الي : حبيبة البابا شونج ؟.
ابتسمت لأظهر حزني كطفلة تجاه ماحدث لها قائلة : لا.. اني تعبانة بابا ماريد اسوي هيج مرة ثانية .
مد يده ليداعب وجهي بنعومة قائلا : لا تزعلين بابا منج هسة ترتاحين وتصيرين زينة .
سحقا سيدمن هذا الامر !.. قلت وانا اشعر انني سأبكي بسبب هذا المأزق الذي وضعت نفسي به : أأ.. ريد اطلع منا .. خل نطلع مليت .
ابتسم لينهض قائلا : اوكي اخذ للالعاب !.
كنت سابكي عليه وعلي وعلى مايحدث لنا .. لوهلة اندم على مافعلته ولكن اجد ان مافعلته صواب .. كانت ستكون طفلة في مكاني قتل برائتها وادمن مضاجعتها ....
قرأت عن علاج هذا المرض ولكن للاسف لايوجد سوى المصحات والجلسات الكهربائية او يأوى للسجن ان ارتكب جريمة كهذه !... ولا اعلم ما افعله علاجا ام لا ..
اتت في بالي خطة جديدة .. ان اجعله يكره الاطفال جميعهم ...
...
نايا...
كنت عائدة للتو من الخارج برفقة رائد .. ترجلنا مع بعض فتوقفت عند الباب ليقبلني قائلا : يلا اليوم مادرستي شي روحي درسي ونامي .
قلت وانا اشده تجاهي : نيمني انت .. بيبتي طالعة .
رفع حاجبه وهو يبتسم كأنه يصطنع الصرامة : نايا !.
اقتربت اكثر لأمسك بياقته وشفتاي تقتربان من شفتاه : سأقنعك .
حتى بدأت بتقبيله فبدأ بالعنف كعادته في تقبيلي ليصدمني بالحائط .. كأننا في دوامة كلانا يجاري الاخر .. حتى سمعنا صوت شهقة : نايا !.. بابا !.
ابتعد عني فورا فالتفت لأنظر لمروان الذي فتح باب منزلي ويقف متصنما ناظرا الينا !..
كنت الاحق انفاسي واحاول ان استوعب ماحدث !.. رأنا !..
بدأت عيناه تلمعان وهو يجز على اسنانه قائلا : انتوا مقرفين.
وسار ليخرج بينما انا حاولت التحرك لاناديه : مروان .. مروان .
اوقفني رائد وهو يقول لي : انتظري .
وتبعه بينما بقيت انا متوقفة في مكاني مصدومة !!.. مروان علم !.. وانتهى كل شئ بيننا !..
لم اعرف ما الذي سأفعله فلم اجد الا ان اذهب لزيارة الدكتورة دلال .. ارغب بشخص انفجر امامه ..
وصلت لعيادتها حيث كانت تهم بالخروج وممرضتها تهم باقفال مكتبها توقفت تنظر لي بدهشة الى وجهي الرطب بالدموع التي لم اشعر بانهمارها ابدا .. اقتربت مني اكثر فاقتربت لاحتضنها وابدأ بالبكاء .. لا بل النحيب ..
لقد خسرت اخي !..
....
حسن
دخلت للغرفة حيث كانت هي جالسة ابتسمت بتعب الي لتنهض قائلة : ليش ماخليتني اطلع من الغرفة ؟.
اقتربت وانا ابتسم لأحملها فجأة : لأن عندي مفاجأة .
عقدت حاجبيها متسائلة : مفاجأة !.
خرجت من الغرفة وانا احملها بين ذراعي لتدهش هي بالشموع التي تملأ الصالة والازهار الموزعة في كل مكان .. انزلتها في على الارض وهي تقول : وااو .. شوكت سويت كل هاي .
اقتربت من السفرة التي وضعت عليها الطعام الذي طهيته .. قالت بحماس : الاكل شكله يشهي .
اقتربت انا قائلا : ممكن ترقصين وياي ؟.
ابتسمت لي وهي مرحبة : اي اكيد .
كانت ترتجف وتشعر بالرهبة فأقترب انا لأطبع قبلة على جبينها .. لم اكن اراها هي بل ارى هالة ولكنها منطفئة .. لا تكن ذات المشاعر لي .. لهيب حبها انطفأ .. وضعت راسها على كتفي فتوليت انا مراقصتها تاركة جسدها لي .. شعرت بجسدها يهتز .. حتى سمعت صوت بكائها .. رفعت يدي وبدأت امسح على شعرها ليزداد بكائها .. ابعدتها عني وجعلتها تجلس على الاريكة وهي مستمرة بالبكاء .. وضعت يدها على قلبها وهي تنتحب قائلة : اني مداقدر .. تعبانة قلبي يوجعني .
حاوطت وجهها بيداي قائلا : حبيبتي اهدي .. لتبجين ماحب اشوفج هيج .
فازدادت بكائا احتضنتها حتى شعرت بارتخاء جسدها .. غطت بالنوم تركتها نائمة على الاريكة وجلست على الارض بجانبها امسح على شعرها ...
.....
في موعدي مع الدكتورة دلال اخبرتها وانا افرك يداي ببعضهما : اني مو سعيد .. هالة نفسها موسعيدة .. علمود هيج مدأقدر اكون هيج .
قالت بتعاطف وهي تنظر الي بتركيز : انت هيج قاعد تعذب هالة .. هالة تحبك مايرضيها تشوفك بهالحال .. وجود بديل احيانا اخطر من تقبل الواقع .. الواقع مهما كان بشع فمرح يكون ابشع من انك تخترع بديل حتى تعوض مكان شخص اختفى من حياتك .. هالة الجديدة ممكن تدمر صورة هالة بنظرك .. بالاخير احنا كلنا بشر وكل شخص عنده شي يميزه .. مهما حاولت فمرح تكون مثل هالة .
نظرت لها باستياء متسائلا : والحل ؟.
- الحل انك توافق تتعالج .
قلت وانا اعقد حاجبي : اني جايج علمود تعالجيني .
حركت رأسها نافية : لا .. انت جاي علمود تلقى شخص يسمع مخاوفك .. مشكلتك كلها مو بموت هالة ولا حبك الها .. مشكلتك انك تخاف .. تخاف تكون وحيد .
قاطعتها بحزن : اخاف اشوف الحياة بدونها .
اومأت براسها : صح .. انت حتى مجربت .
حركت رأسي رافضا : ماريد .
سالتني قائلة : انت الوحيد جنت لأهلك ؟.
اومأت بايجاب لتدون اجابتي في دفترها .. استرسلت : اهلك شوكت توفوا ؟.
اجبتها : تقريبا عمري 15 سنة .
- جانوا يهتمون بيك ؟.. تقضي وقت وياهم ؟.
اجبت : لا .. جنت اقضي الوقت وحيد او احجي ويا هالة ..
صمت كأنني تذكرت لأقول لها : مرة بيت هالة سافروا سياحة بقيت اني بحدي حسيت بشعور رهيب .. شي يخوف .
.....
( دلال )
في المقهى الصباحي الذي يجلس به كالعادة الدكتور علاء ذهبت للتسلميه لتقرير ومناقشة الحالات كالعادة .. بدى مزاجه رائع وهو يدندن مع اغنية فيروز التي يعلو صداها في المقهى .. سألته عن حالة حسن قائلة : احنا لازم ندخله مصح .
ارتشف قليلا من كوب الشاي الذي بيده قائلا : هو ماقرر هالشي .
رفعت حاجبي مستنكرة ماقاله .. فابتسم وهو يقرأ مارسم على ملامحي ليقول : اسمعيني اي علاج بالدنيا مايجيب ممفعول اذا مابيه جزء نفسي برغبة بالعلاج .. الي هو القرار .. اي شي بالدنيا نسويه يكون احنا نقرره الا الحب لأنه حالة مستثنية من اي قاعدة .. انج تبتعدين قرار .. انج تنسين قرار .
لم اقتنع بما قاله فجادلته : النسيان لا .. واحد مو بأيده ينسى .
ابتسم وهو يقول : اكثر شي احنا فاهميه غلط بقصص الحب هو احنا تاركين نفسنا وعقلنا يعيش هالحالة وندور النسيان .. واحب اذكرج ان ماكو نسيان تام ..
اعتدل بجلسته قائلا : يعني واحد طلع من قصة حب فاشلة يريد ينسى وهو باعتقاده ان هذا النسيان مرح يخليه تذكر هذاك الشخص .. وهالشي مو ممكن غير انه يفقد الذاكرة .. بس النسيان الي دأقول عليه الي انتي بأيدج تقرريه .. انج تشغلين نفسج .. تشتغلين .. تبدعين .. تتحركين خطوة ومتوقفين بمكانج ..
اشار بيديه الثنتان وهو يجعلهما متوازيان قائلا : حياتج طريق .. مينفع انتي توقفين بمحطة وتقولين اريد انسى .. النسيان يوصل الناس الي يوصلوه .. يحب الناس الي تبذل جهدها حتى توصله .. يمشون هالطريق ويكملون ومع الانشغال رح ينسون ..
رفع سبابته يعني بشرط : بس وقت قصير .. مصير المواقف والاماكن حتذكرج لأن انتي بعدج محتفظة بذاكرتج مثل ماهي متقدرين تمنعيها من استرجاع ذكرياتها .
قلت له : يعني اذا واحد يريد ينسى يقرر .
قال وكأنه يصحح كلامي : يقرر يكمل .
بقيت صامتة افكر بكلامه فقهقه وهو يقول : ههههه شكلج ما اقتنعني .. طيب .. اشار الي قائلا : اعتبري نفسج بقصة حب .. انتي وواحد تحبون بعض تركتوا بعض .. انتي منسيتيه بس هو نساج ..
قلت بايجاب : اي وهالشي يصير هواي بقصص الحب .
هز رأسه بايجاب : اي .. بس خل نصحح الكلمة !.. هو مانسى .. هو كمل طريقه ماوقف بالمقابل انتي بمكانج .
قلت بعاطفة : اي بس عندك هيج قرار صعب جدا واحد مو بأيده يتخذه .
ابتسم وهو يقول بذكاء رافعا يداه بمزاح : ههههه اني مقلت شي .. انتي قلتي هياتج !.. معناها حسن مرح يقدر ينسى ويتعالج الا اذا هو قرر .. وكمل طريقه .. وهالقرار محد بالدنيا يقدر ياخذه عنج لو احسبج .. اضربج اسوي اي شي .. هالقرار من داخلج .
قالها وهو يشير لصدره ...
....
خالد ...
اصطحبت دينا لمدينة الملاهي .. عندما وصلنا تركت يدي وهي تنظر بحماس لكل شئ قائلة : ماصدق .. حلوووووة .
وبدأت تجري بحماس .. فجعت فجريت خلفها : دينااا .. دينااااااا .. انتظري ..
توقفت عند احدى الالعاب التفت وهي تضحك قائلة : بابا اريد اركب .
نظرت للعبة سحقا اكره قطار الموت .. قلت لها وانا امسك بيدها واتنفس بسرعة : لا انتي بعدج صغيرة .
جرت يدها وهي تصرخ : ماااااااا اريد اركبها بابا .
فنظر جميع من في الصف الينا بدهشة .. ابتسمت لهم باحراج .. فقالت هي برجاء مقتربة مني : بابا .. يلا بابا .. بابا .
همست لها ونظرات الناس تزداد غرابة : اششششش دينا بس .. يلا تعالي .
انفجرت باكية بصوت عالي وهي تضع يديها على وجهها وتتمتم بكلمة بابا .. حاوطت كتفها وجررتها معي بينما هي مستمرة بالبكاء .. توقفت معها جانبا وانا احاول ان اهدأ نفسي قائلا : حبيبتي دينا .. دندون قلبي .. لتزعلين بابا .
انزلت يداها وهي تمسح عيناها قائلا : بس انت تزعلني .
مددت يدي امسح وجهها قائلا : هالالعاب مال كبار .
مدت شفتها السفلى قائلة بحزن : ما .
التفت لأرى احدى عربات غزل البنات .. ابتسمت لأنها تحبه فقلت لها : شرايج بشعر بنات ؟.
رفعت بصرها الي بفرح ثم نظرت للعربة لتصفق بيدها .. اقتربنا من العربة لأشتري لها ... ناولتها فرفعت نفسها واقتربت مني ظننت انها ستقبلني من وجنتي ولكنني صدمت بتقبيلها لشفتي لتبتعد قائلة بغنج : شكرا دادي .
نظرت خلفها للناس الذين ينتظرون دورهم في الشراء ينظرون لنا بصدمة ...
سحقا !....
نايا
وصلت للمدرسة وانا اشعر ان عيناي تؤلمانني بسبب كثرة البكاء .. دخلت بين اروقة المدرسة وانا اشعر بشئ غريب !.. الجميع ينظر الي ويتهامسون !.. بعضهم يضحكون .. شعرت بالرهبة والخوف وانا اشعر بأن هناك مصيبة قد حدثت .. وصلت لصفي قبل ان ادخل وجدت اوراق ملقية على الارض .. انحنيت لأمسك بالورقة وافجع !...
صورتي وقد كتب عليها بالانجليزية ( عاهرة تحب الرجال الناضجين ) ... بسرعة قطعت الورقة وانا اشعر بأن حرارتي ترتفع .. والجميع ينظر لي بسخرية .. دلفت للصف بصخب وبعصبية لأرى مروان يجلس على الطاولة يبتسم ابتسامة صفراء الي وريفع حاجبه بانتصار .. اخي وصديقي يفغل هذا بي !.. حتى انه لم يسمع مني !.. افقت من صدمتي عندما مر احدى الطلاب من جانبي وهو يقول غامزا بعينه : شنو رأيج تجربين الصغار حتى تقولين ياهو احسن .
ضربته بحقيبتي وانا اصرخ به : انت حيوان .
سرت متهجمة على مروان لأضربه : حيووووووان انت المفروض تكون اخوية .. ماتفضحني .. انت .. تدخل الطلاب ليمنعوا تشابكنا بينما هو كان يريد ان يضربني صارخا : انتي عااااااااااااااهرة . تسمعين نايا .. انتي وحدة وصخة .. اني رح اندمج .. رح تشوفين نايا .
كنت اصرخ وعيناي تذرفان الدموع .. هكذا يصل بنا الحال انا واخي .. اطهر شخص قابلته يفعل هذا بي دون ان يسمع مني !..
....
سارة
اقضي وقت فراغي بقراءة الكتب التي في مكتبته .. اقترح هو علي بعض الكتب وعندما انتهي من احداها نجلس معا لنتناقش عن الكتاب .. لم اكن اعلم انه مثقف وان له رأي رائع في بعض الامور .. محيط بالكثير من الامور .. حنون جدا رغم انه يعاملني كهالة ولكن هذا يعني انه كان شخصا رائعا معها ...
يحب الالتزام بالموعيد .. لايثرثر كثيرا ولكنه يحب المزاح ان مزحت انا .. حتى انني بت ارغب به بالفراش .. اشعر معه بالمتعة لاسيما كان ناعما معي .. متفهما لوضعي ..
استيقظت صباحا بعد ان قضينا ليلة دافئة .. رائعة .. وجدته قريب مني يحدق بي ... ابتسمت قائلة : من شوكت قاعد ؟.
ابتسم وهويمرر ابهامه على وجنتي : من ساعة .
سالته : وليش ماقعدتني وياك ؟.
همس الي : احب اشوفج وانتي نايمة .. مثل الملاك .
قلت وانا اعنيها لأول مرة : اني احبك .
.....
...
في زيارتي للدكتورة دلال اخبرتها وانا اغطي وجهي بخجل قائلة : تخيلي قلتها !.
قهقهت هي بفرح لتسألني : انتي فعلا حاسة هالشي تجاهه !.
انزلت يداي لأقول : هو انسان رائع .. يعني مشكلته انه يحتاج احد يفهمه .. احد يحل اللغز الي بداخله ..
حركت يداي بتعبير : يعني هو بارد وقاسي من برا .. بس طفل قدام الي يحبها .
توقفت لأنظر اليها بجدية لأسألها : هو الي دأحس بيه عادي لو مرض ؟.
ابتسمت وهي تجيبني : الي عندج اسمه متلازمة ستوكهولم .
( متلازمة ستوكهولم : ظاهرة نفسية حيث يشعر المخطوف او الشخص الذي تعرض للاذى من قبل احد اجبره على فعل شي بالحب والعطف تجاه خاطفه او من اجبره على شئ .. سميت بمتلازمة ستوكهولم وذلك لحادث وقع في ستوكهولم حيث تعاون الرهائن مع الخاطفين وشعروا بالعطف والحب تجاههم )
....
نظرت لها بصدمة لأسألها : يعنني اله علاج لو شنو ؟.
سألتني وهي تبتسم كأنها تشاكسني : انتي حابة يكون اله علاج ؟.
حركت راسي نافية لأقول : اني ماحس مرض .. يعني احس انيي دأتعامل ويا شخص ممكن نقول تعبان محتاج احد يفهمه بس هو كامل تقريبا .
نهضت لتقول وتسير لتمسك بدفترها الذي على مكتبها : انتي لازم تخليه يتعالج .. حتى يشوفج كسارة موهالة حبج اله مو هو الحل .
...