رائد...
ذهبت لزيارة الدكتورة دلال بعد ان اخذت موعدا فوريا .. لايمكنني الانتظار اكثر .. اشعر انني مشتت .. نايا لاتجيب اتصالاتي .. ومروان لايريد رؤيتي ..
استرخيت على الاريكة الطويلة ممددا ساقي لأحكي لها ماحدث ..
سالتني وهي ترفع حاجبها : انت جاي علمود حل لهالمشكلة .. ولا علاج ؟.
نظرت لها باستنكار لأسأل : شنو الفرق ؟.
ابتسمت لتجيبني : فرق جبير .. حل للمشكلة عاد سهل تلقاه وتنهيها .. بس العلاج هو انك تحل لكل مشاكلك .
قلت بتردد : نايا تحبني .. بس اني مرضتها واذيتها .. لخبطت حياة الكل .. اضافة اني صرت انسان ثاني .
ابتسمت وهي تقول : حلو .. هذا نص العلاج انك توعي ان اكو مشكلة محتاجة حل .. بس انت نفسك جاهز انك تخوض هالشي ؟.
نهضت فأخذت دفترا وقلم ناولتني اياهما لتقول : اكتبلي الاشياء الي تحسها عقبة بطريقك او مخاوفك .. بس ع حسب الاهمية .
فكرت كثيرا قبل ان اكتب شيئا ..
كتبت : زواجي بنايا .. اذيتي لها .. مروان ..
ناولتها الورقة .. امعنت النظر فيها لتقول : ليش حطيت زواجك بيها اكبر مشكلة من السادية التي تمارسها وياها ؟.
زفرت قائلا : لأن ماينفع اتعالج بدونها .. احسها هي السبب الاساسي .. مثل الوقود الي يخليني استمر .
- ومروان اخر مرتبة ؟.
- هاي حياتي الخاصة .. قدمت كل الي عندي اله .. بالنهاية رح يكبر ويزوج ويكون اله حياة واني من حقي يكون الي حياة .
قاطعتني متسائلة : موبس تقبله .. فكرة ان هي بعمره موتقبله لفكرة زواجك .
اجبتها : مسألة العمر ماشوفها اذا نايا نفسها موشايفتها .. هالشي يعتمد علينا محد يهمني .
قالت لي وهي تكتب : رح اعدل تعديل بسيط ع الي كتبته .. وهي نحط علاجك اولا قبل زواجك بيها .. ليش ؟.. لأن انت اذا تعالجت نايا رح تتعالج .. لاحظ انت مرضك يأثر ع شخصيتها وتكوينها .
مسحت وجهي بيدي قائلا باستسلام : شلون اتعالج ؟.
اشارت الي قائلة : انت بمرحلة ابتدائية بالسادية يعني هالشي بصالحك للعلاج .. رح ناخذ ادوية ونسوي تمارين لضبط النفس .. ممم
سالتني مسترسلة : تلعب رياضة ؟.
اجبتها : جري كل يوم .
قال لي : ممكن تلعب سكواش .. بوكسنغ .. شي ممكن تفرغ طاقتك بيه ..
نهضت لتقترب من مكتبها وتبدأ بالكتابة مردفة : لازم تستمر بالعلاج .. بالاضافة رح نسوي جلسات جماعية اسبوعية .
قلت بدهشة : جماعية .
ابتسمت لتنظر الي قائلة : جرب تحضرها اول جلسة مرح اطلب منك تحجي احضر .. اسمع .. ورح تختار بنفسك انك تحجي .
....
دينا ...
اخرجت احد اثواب نومي المثيرة السابقة .. ارتديته الليلة ساحاول احياء دينا .. دخل للغرفة وهو يبتسم فتلاشت ابتسامته ليصدم .. وضعت يدي على خصري قائلة : بابا شنو رأيك لقيته بالكنتور .
عقد حاجبيه قائلا : حبيبتي ملابسج احلى .
اقتربت بغنج منه وانا مازلت امثل دور الطفلة قائلة : بس اني عاجبني .
وجدته يبتسم لطريقتي المثيرة فبدأ يلاعبني تلك اللعبة بثوبي هذا كزوجته .. كنت اتعامل معه كطفلة بينما هو وجد الشئ مثير فاستمتع به ..
....
حسن
كانت تضع رأسها على كتفي تتشابك اصابعها مع اصابعي .. جميل هذا الاحساس الدافئ الذي اشعر به عندما تكون بقربي .. الدفء اللذي تمنحني اياه يجعلني اطمئن .. اغمض عيني براحة .. قالت وهي تبتعد عني قليلا ناظرة الي : فكرت بألي قتلك عليه ؟.
اومأت برأسي قائلا : اي بس متردد .
- صدقني المصحة حتفيدك .. انت ممجرب .. جربها .. علمود هالة ع الاقل .
زفرت بضيق .. فركت يدها بيدي قائلا : اني خايف .. اني اعرف اني محتاج .. بس خايف من نظرتي للحياة بعدين شلون حتكون .
قالت وهي تضع يدها على وجهي بتشجيع : ساعتها ماختلف الموضوع .. هالة موجودة اني موجودة مرح اتركك .
....
نايا ...
ذهبت لألبي دعوة الدكتورة دلال في منزلها لانها تريد ان تكون هذه الجلسة في مكان اخر غير العيادة .. طلبت مني ان نجلس في الحديقة .. كانت على غير عادتها مرتدية ثياب رياضية ..
رغم ما اشعر به من استياء الا انني علقت ساخرة : رح تعالجيني باليوغا !.
اشارت الي لأجلس على كرسي امامه لوحة بيضاء .. جلست على الكرسي فامسكت بالقلم الخاص بالسبورة وقالت : احنا رح نبدي علاج .
علقت ساخرة : علاج !.. تتوقعين يفيد علاج ؟.
قالت بعناد : اي .. بس اني حسوي تحدي بيني وبينج .
سألتها باهتمام : تحدي ؟.
ابتسمت بثقة : اي .. وهي ان اني حقول ماكو علاج وانتي تقولين اكو علاج .. انتي تحبين تتنافسين .. ترفعين الادرينالين صح !.
ابتسمت قائلة : اي .
قالت بحماس وهي تمد يدها لتصافحني : اتفقنا .
صافحتها قائلة : اتفقنا .
اشارت للوحة البيضاء قائلة : رح نكتب الاولوليات الي حتشتغلين عليها .. هالاولويات بيهم خمس نقاط .. ااقل نسبة ممكن تجيبيها بيها نقطتين من خمسة ... بالنهاية حنشوف لأي عدد من النقط وصلتي بكل مرحلة .
سالتها : طيب حنمشي مرحلة مرحلة ؟.
ابتسمت بتحدي: لا رح تخضويهم كلهم والتقييم حيكون كل شهر ع مدار ست اشهر .
قلت بتذمر : شنو كلهم !.
ابتسمت لتتحداني : متقدرين .
اجبت بحدة : اقدر .. منو حيقيم ؟.. اكيد مو انتي .
- هههههه لا مو اني دكتوري .
قلت وانا اشعر بالحماس : موافقة .
بدأت تكتب وهي تقول : هسة حتكبلج الاولويات الي المفروض تطيها حقها بحياتج .
كتبت : نفسج – الروحانية – العائلة –الدراسة .
انتهت من الكتابة لتبدأ تشرح لي كل قسم قائلة : نفسج .. انج تطين حقج نفسج .. تسعين حتى تكونين الافضل .. تختارين شي زين الها لأنج تستحقين هالشي تستحقين الافضل .. ورح اسلمج اعمال يومية تسويها مثل الرياضة الترفيه القراءة .. اشياء تفيدج انتي بالذات ..
استرسلت مشيرة للروحانية قائلة : مهما كان الانسان يملك اشياء .. حياته كاملة .. سواء كان قوي .. سواء ضعيف .. غني فقير .. عنده مشاكل او لا .. بالاخر هو محتاج علاقة مميزة بينه وبين ربه .. ارتباط روحي .. لغة عنوانها الايمان .. كرهج لنفسج وضعفج والانحدار الي صارلج احد عوامله هو ان ماكو علاقة تربطج بربج .. مرح احاجيج من ناحية الذنوب والمعاصي .. خلينا نحجي عن شي اسمه تسامح .. شي اسمه اني حبدي من جديد .. علاقتج بيه ممحتاجة مقدمات مثل البشر .. بس احجيله .. قوليله اني محتاجتك .. صلي ..
قلت بخجل : صراحة اني محد نصحني من قبل ع هالشي .. اهلي نفسهم مجانوا يصلون .
قالت بتوضيح : سامعة كلامي هذا !.. مجرد انج تسمعيه فأعرفي ان ربج حاب انج تتواصلين وياه وخلاني وسيلة حتى اشجعج واخليج تسوين هالشي .
قلت باقتناع : حجرب واشوف .
ابتسمت بثقة تامة قائلة : خلص اتفقنا جربي .
وبدأت تشرح لي بقية الاقسام لتناولني الاعمال التي كلفتي بها لأول شهر ...
....
بدأت اقوم بالمهام التي كلفتني بها يوميا .. ادرس .. اقوم بتمارين رياضية .. اصلي .. اقرأ .. اخصص وقتا للجلوس مع جدتي .. وجدت نفسي لا اجد وقتا للتفكير في اي شئ سلبي .. في التفكير حتى الاشياء التي احزنتني .. حتى انني بت احدث الله كل ليلة قبل نومي .. اخبره بكل شئ .. بأحساسي تجاهه الذي بدأ يكبر اكثر .. ايماني به .. فوجدت بكلامي معه راحة لم يسبق ان شعرت بها من قبل !..
خالد ...
في الاونة الاخيرة بدأت ترتدي ثيابها القديمة ولكنني مازلت مشدودا اليها بطريقة مثيرة .. حتى انها طريقة نظرتي اليها كانت مجرد نظرة حب اكثر من الاشتهاء نفسه ... كل شئ استمر حتى ذاك اليوم الذي اغمي عليها اثناء تواجدي في العمل .. عدت رأيتها قد فقدت وعيها هرعت بها للمشفى .. اخبروني انها بخير وانني استطيع الدخول لرؤيتها بعد ان افاقت ...
دخلت لرؤيتها وهي مستلقية على السرير بتعب .. سرت ناظرا اليها بقلق لأجلس على حافة السرير وامسك بيدها متسائلا : حبيبة البابا شلونها ؟.
ابتسمت لتقول : هههههه بابا !.. خالد شبيك ؟.
اتسعت حدقتا عيني بصدمة !... لقد عادت ...!..
رائد ...
وبدأت في العلاج الذي وصفته لي الدكتورة دلال .. ولكنني اصريت على قضاءه في المورستان لأبتعد عن كل شئ واركز في هدفي ..
العلاج كان عبارة عن ادوية يومية .. طعام صحي .. رياضة .. وجلسات جماعية ليحكي الجميع عن مابداخله ..
في اول جلسة لم انطق بشئ كنت محرجا .. ولكنني رأيت البقية يتحدثون عن انفسهم بجراءة .. بوضوح .. صادفت شخصا غريبا .. كان منطويا على نفسه وحديثه مكرس على زوجته التي توفيت .. وجدت بداخلي فضول بأن اعرف قصته .. حتى طلبت في احد الايام الدكتورة دلال بان نتبادل الحديث كثنائي .. فوجدتها تختاره .. وجدت الحديث معه ممتع حتى هو .. فأصبحنا نمارس الرياضة معا يوميا .. وكأنه اصبح صديقي ..
في هذه الفترة اشتقت كثيرا لنايا ولكن جدتها اخبرتني انها بخير وانها تغيرت تغير ملحوظ .. قلقت في البداية ولكنني اطمئنيت عندما اخبرتني ان هذا التغير كان ايجابيا لجلوس نايا مع جدتها وقضائها معها فترات اطول في المنزل ..
...
في احدى الجلسات الجماعية طلبت منا الدكتورة دلال بأن نتحدث عن مخاوفنا بعد ثمان اسابيع من العلاج ..
حتى جاء دوري لأقول : هي نايا يقولون تحسنت .. صارت اجتماعية اكثر .. بس خايفة هسة من مروان .. احس رح اكسره اذا اتزوجت نايا غصبن عنه .
حاولت الدكتورة دلال ان تطمئنني قائلة : انت ركز بعلاجك اهم شي واترك الباقي للوقت يحل كل هالامور .. بعدين هو بحالة صدمة لما يصحى منها رح يحاول يتفهم .
قلت وانا احاول ان اطمئن نفسي : ان شاء الله ..
صممت لبرهة ثم عاودت سؤالها : فكرت اتصل بنايا .. تنهدت .. احس اني مشتاقلها.
قال وهي تبتسم : مو هسة لما تتعالج .
....
دلال ...
سألت دينا بتعجب وانا انظر لها بدهشة : ليش سويتي هيجي .
نهضت قائلة وهي تحاول ان تقنعني : هو تعالج وانتي تقولين انه تعالج .. ليش استمر .. تغير .. يعني رجع يشوفني دينا بس بدعني ادلع عليه دلع صغار .
قلت لها بتوضيح : ليش ماواجهتيه ؟.
ابتسمت قائلة : خالد زوجي يحبني واحبه .. اذا واجهته بمرضه رح اكسره .. رح يحسب ان قدره قل بعيني .. رح يحس بالانكسار .. احراج .. عار .. كلما باوع بعيني .. حتى لو تخطينا هالشي رح يبقى للذكر .. مستحيل اجرح كرامته .
سألتها بأهتمام : ميهمج تعرفين منه الاسباب ؟.
حركت رأسها نافية : لا .. الي يهمني انه صار زين .
....
قال لي الدكتور علاء عن علاجه معلقا : هو تعالج لأن الي حس بيه مجرد نزوة .. مثل ماقلنا بالبداية ان احساسه بالفضول هو الي خلاه يسوي هالشي ... بالاضافة ان هو كان بمرحلة ابتدائية .
....
حسن ...
اتت سارة لتزورني في المورستان .. كانت تأتي لزيارتي اسبوعيا بينما هذه المرة تأخرت اسبوعان .. مدة مرت بسرعة وانا اتعاطى الادوية .. وامارس الرياضة بالاضافة للجلسات .. بدى الامر مملا ولكن بعد ان تعرفت على رائد اصبحت اشعر ببعض الحماس لاسيما ان رائد شخص كله طاقة .. يشجعني يوميا لنزال معه في احدى الالعاب .. والثرثرة حتى ساعات متأخرة في الليل ..
...
سألتها بفضول : صارلج اسبوعين ماجيتي عبالي رجعتي لأهلج .
ابتسمت قائلة : لا وين ماترك بيتنا .. جنت تعبانة .
عقدت حاجبي لأسألها : انتي بخير ؟.
ابتسمت وهي تعض على شفتيها قائلة : اي .. ممم اعتقد اكو سبب يخليك تستعجل حتى تتعالج وتطلع منا .
نظرت لها بعدم فهم لأقول : مفهمت .
- اني حامل .
قالتها بابتسامة واسعة تظهر صف اللؤلؤ الذي في فمها ...
لم اعلم مالذي سأقوله لها !.. لأنني لم افسر ماهو شعوري تجاه هذا الامر .. هي نفسها لا اعلم ماهو احساسي تجاهها .. ولكن الشئ الاكبر الذي اشعر به تجاهها هو انني حقا دمرت حياتها وهي رغم ذلك احبتني !..
.....
ابتسمت الدكتورة دلال وهي تقول لي : احساسك تجاهها اسمه متلازمة ليما .
( متلازمة ليما : وهي عكس متلازمة ستوكهولم حيث يتعاطف الخاطف مع الرهينة ويكن له مشاعر .. سميت بهذا الاسم لحادث وقع في اليابان )
سألتها : يعني مشاعري تجاهها مو حقيقية لو شلون ؟.
حركت رأسها نافية : لا حقيقية .. بس هو تفسير علمي للمشاعر الي نشأت بينكم .
زفرت قائلا : بس اني حظلمها .. يعني مشاعري هاي مرح تكون مثل الي كانت تجاه هالة .
اجابتني قائلة : هو هذا المطلوب .. وهذا الشي يبين فعلا انك بديت تتعافى .. لأنك دتعرف الفرق بين هالة وسارة بالاضافة انك دتعرف ان حب هالة من الاشياء الي متتكرر .
......