الخيال✌

252 11 7
                                    

تعودت كل ليلة أن أمشي قليلاً ،، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود ،، وفي خط سيري يومياً كنت أشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر ،، كانت تلاحق فراشاً اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل ،، لفت انتباهي شكلها وملابسها ،، فكانت تلبس فستاناً ممزقاً ولا تنتعل حذاءاً ،،!!

وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان ،، كانت في البداية لا تلاحظ مروري ،، ولكن مع مرور الأيام ،، أصبحت تنظر إلي ثم تبتسم ،، وفي أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها فقالت أسماء ،، فسألتها أين منزلكم ،، فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ،، وقالت هذا هو عالمنا ،، أعيش فيه مع أمي وأخي خالد ،، وسألتها عن أبيها ،، فقالت أبي كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ،، وتوفي في حادث مروري ،،!!

ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد يخرج راكضاً إلى الشارع ،، فمضيت في حال سبيلي ،، ويوماً بعد يوم ،، كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ،، سألتها : ماذا تتمنين ،،؟؟ قالت كل صباح أخرج إلى نهاية الشارع ،، لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ،، أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ،، من باب صغير ،، ويرتدون زياً موحداً ،،. ولا أعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور ،، أمنيتي أن أصحو كل صباح ،، لألبس زيهم ،، وأذهب وأدخل من هذا الباب لأعيش معهم وأتعلم القراءة والكتابة ،،!!

لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ،، قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ،، وقد تكون عينيها ،، لا أعلم حتى الآن السبب ،، كنت كلما مررت في هذا الشارع ،، أحضر لها شيئا معي ،، حذاء ،، ملابس ،، ألعاب ،، أكل ،، وقالت لي في إحدى المرات ،، بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز ،، وطلبت مني أن أحضر لها قماشاً وأدوات خياطة ،، فأحضرت لها ما طلبت ،، وطلبت مني في أحد الأيام طلباً غريباً

الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن