7: عصير التوت .

253 27 14
                                    

في أحدى المقاهي القاديمة الفارغة من البشر سوى من الرجل المسن ذو الخصلات البيضاء القصيرة والتجاعيد وملابس نادل ببعض بقع الماء .. ينظف الصحون أمام طاولة خشبية طويلة  ، كانا يجلسان في أحدى الزوايا حول طاولة خشبية ايضاً وكرسيان يسود عليهم السواد بجانب النافذة التي تبدو كلوحة رسمها أبن للشتاء فالثلج قد غطى الشوارع والارصفة الفارغة وغطى أغصان الاشجار اليابسة .. قهوته بردت دون أن يشرب منها أي شيء بينما هي لازلت ترتشف من عصير التوت الأحمر .

هيلدا: أنت مُمل حقاً .
لم يجّب ولم يبعد ناظريه عن النافذة .

هيلدا: هي ساتورو ! .
ساتورو تجاهلها تماماً .

لتضع يدها تحت خدها وبيدها الأخر تضرب باصبعها على الطاولة بملل .

هيلدا: أنظر أنظر ، هُناك ثلاث محققين يسعون ورانا نحن الاثنان ، أظنهم تجاهلوا التحقيقات الاخيرة التي تدور حولي وانتقلوا اليك هم يعلمون الأن أنك تعمل قاتل مأجور ! يعلمون ايضاً أنك وراء سرقت المستنادات .. أعرف كل شيء عنهم الا تود أن نكون فريقاً ؟؟ .

نظر لها ساتورو لينطق اخيراً ببرود: الم تقولي مُسبقاً أن المعركة ستكون بيينا ؟ .

حركت هيلدا الكأس بحركات عشوائية .
ثم قالت: صحيح ! سنتبادل المعلومات فقط وأول شخص سيستطيعون الامساك به اولئك المحققون سيكون الخاسر .

ساتورو: لا يمكنني الوثوق بك ، ستوصلين لي معلومات خاطئة .

هيلدا وضعت يدها فوق فمها لتضحك: كيف علمت اني سافعل ذلك ؟ .
ساتورو نظر لها بحدة: ماذا تريدين بالتحديد ؟ أن نكون اعداء أم فريق .

هيلدا: محاولة خداع بعضنا ! فمثلاً أحياناً ساوصل لك معلومات صحيحة واحياناً كاذبة لمساعدة المحققين بالامساك بك ، اليس الفائز من يبقى الى النهاية .

ساتورو: الديكِ أنفصام ؟ .
هيلدا: اوه أظن ذلك .

ساتورو نهض ليقول بهمس: أن أردتي خداع شخص ما فلا تخبريه أنك ستخدعينه والا كيف ستكون خدعة .
أرتدى معطفه ليقول: شيء أخر أنا لا أحب أن أكون فريقاً مع أي شخص ببساطة أنا لا أحب العلاقات .
ثم أستدار ليرحل .

هيلد رسمت طيف أبتسامة خبث على شفتيها وسرعان ماختفى نهضت لتمسك بطرف معطفه .

هيلدا: أنتظر ! ، لا يمكن لا تنسحب من معركتنا .

ساتورو تنهد: سالعب لعبتك لكن لا أريد أن نكون فريقاً ولا ننقل المعلومات لبعض ، لا أحب فكرة أن يحاول شخص ما خداعي .

هيلدا ضحكت: بالمناسبة هذه أول مرة أراك تتحدث كثيراً .

ساتورو صمّت .

هيلدا تركت معطفه: كما تريد .. لكن قد أساعد المحققين بالامساك بك بطرق غير مباشرة لا بأس بذلك صحيح ؟ .

ساتورو: أفعلي ماتريدين .

عادت الى مقعدها بينما هو خرج من المقهى .. ظلت تنظر له وهو يبتعد وهي تمسك بعصير التوت .. حين ما أبتعد ولم تعد ترى سوا ظهره العريض سكبت العصير الاحمر على الطاولة .

هيلدا بخبث: سترى يا لعبتي الجديدة .. سأحطم هذا الغرور وأكسر جليدك ، وفالنهاية ستعدم .

____________________

جلس دانييل على المقعد وتبعه جلوس جيرمان بجانبه ، هنري تقدم لهما ليقدم لهما قهوتان معلبة ويقف بجانب المقعد ينظر الى الاطفال حول الارجوحة البعيدة يلعبون بشغف ، تأملهم طويلاً ومر طيف أبتسامة .

دانييل أمسك بالقهوة بين يديه بحثاً عن بعض الدفء الاجواء الباردة لا تناسبه مطلقاً .

جيرمان نظر الى ساعته المشيرة الى الثانية ظهراً .

جيرمان بأنزعاج: ذهبت أربع ساعات من يوم عطلتي هباءاً منثوراً ، ماذا حصدت من ذهبنا الى منزلهم هل توصلت لاي نتيجة .

دانييل بحيرة: ليس بعد .

هنري: عائلة غريبة .

جيرمان نظر له: بل أنتم الغرباء ، تذهبوا الى منزل أشخاص بمجرد شكوك لستم متأكدين من صحتها .

دانييل: أتقصد أنه قتله دون دافع ؟ هذا غير معقول .

جيرمان: ولما لا ؟ أنه سفاح بالنهاية يُريد القتل وحسب .

دانييل: قتله أختلف كلياً ، أنه يستهدف الاشخاص ذو المكانة العالية .

جيرمان: هل علي أن أعيد ماقلته لك من قبل ! .

هنري: أنتم لستم أطفال ! كفاكم شجاراً .

جيرمان رمى علبة القهوة الفارغة على الارض ودسها بقدمه .

دانييل وهو ينظر الى السماء: أرمها في القمامة .

جيرمان: هذا ليس من شأنك .

هنري بمحاولة تتغير الموضوع: ماذا عن قضية تلك القاتلة المأجورة ؟ ما رأيكم بالبدأ بها قبل قضية السفاح 1920 .

جيرمان: لما علينا الاهتمام بقضيتين ! .

هنري: جميع المحققين مشغولون ، قل الآمن في البلاد .

دانييل: أجل عدد المُجرمون يرتفع بسرعة هائلة .

جيرمان نهض: سأذهب اولاً علي الاستمتاع بما تبقى من عطلتي فغداً يوماً متعب .

هنري: حسناً ، تعال مبكراً غداً لدينا قضيتين ! .

جيرمان رفع يده ليقول بصوت عالي: حسناً .

1920حيث تعيش القصص. اكتشف الآن