الفصل الثّاني

12.1K 603 297
                                    


Wounded Heart  。three

-----



أخذ هاتفاه و سمّاعاته و خرج من المنزل مغلقاً الباب بقوّه خلفه ليرتعش الأطفال بخوف، هو تأكّد من إرسال نظرة حقد لفيليب الصغير، هو يشعر بالكره نحوهم جميعهم، يكره هذا المنزل و يكره من يسكنه، هو رأى سيّارة والده تقترب من المنزل لكنّه ركض مُبتعداً لأبعد مكانٍ يمكنه الذهاب إليه

هاهو ذا، يُشفق على حاله، يركض في الشوارع و الدموع تنهمر أسفل وجنتاه، يتجاهل نظرات الغُرباء التي ترمقه كما لو كان قُمامه، هو مسح دموعه و ذهب للشاطئ، جلس على الرمال بجانب عمود الإناره الطويل، يضمّ ساقاه لصدره و يريح رأسه ضدّ المعدن البارد الذي أرسل قشعريرةٍ لجسده

هو فكّر بالإنتحار بالفعل لكن.. لا شيء مِمّا حدث يستحقّ أن يخسر حياته من أجله، هو في يومٍ ما سيرحل عنهم، سيعيش سعيداً، هو فقط في الخامسة عشر من عمره، أوه فقط لو تعلم والدته بشأن هاتفه الآخر و ما يُخبّئ به، فكّر في العمل كراقصٍ في ملهىً ليليّ، لكنّه ليس بتلك الجُرأه لفعلها، بالإضافه لكون جسده قبيح في نظره

نعم هو يعلم ماتعني كلمة جنس، كلّ حرفٍ منها، والدته تظنّه ذلك البريء، لكن مع ذلك هي لا تكفّ عن إهانته و شتمه، ضربه و لومه على كلّ مايحدث، هو أخرج هاتفه و أدخل البطّارية به ليشغّله، هو مسح دموعه و إعتدل بجلسته ليسند ظهره ضدّ المعدن و يوجّه نظره نحو الهاتف و مايحتويه

هو فتح ألبوم الصور، الصور الشخصيّه التي يلتقطها لنفسه، صور جسده التي كان يظنّها مثيره، هي لا شيء بنظره الآن، و صور تلك الألعاب الجنسيّه، هو بحقّ أراد تجربتها لكن الآن، هو حقّاً يظنّ نفسه عاهِراً، هو كره نفسه بشدّه، نظر لكلّ الناس بقرب الشاطئ، هو كان يُخطّط لإغراق نفسه لكنّه تراجع، سينقذه أحدهم حتماً وهو لا يُريد ذلك

أغلق هاتفه و وضعه بجانبه على الأرضيّة البارده، شعر بالبروده تجتاح جسده لمجرّد التفكير بأنّه منبوذٌ الآن، عائلته تكرهه، كلّ من بمدرسته يكرهه، حتّى هو يكره نفسه بحقّ! هو أغلق عيناه تاركاً نفسه بأن يذهب للنّوم، أراد لو أن يُختطف فقط، لن يُفكّر بما سيحدث، أراد أن يبتعد عن المكان، و كأنّ أمنيته تحقّقت

لأنّه عندما إستيقظ وجد نفسه على سريرٍ غريب، هو إبتسم بسعاده لكن لن يُنكر بأنّه لا يشعر بالخوف الآن، هو جلس و نظر حوله، رأى هاتفاه على منضده بجانب السرير، أبعد الغطاء عن جسده، كان معطفه على الأريكه التي أمامه، حذاؤه إستطاع أن يراه يقبع بجانب الباب الغريب، الغرفه كانت ذات لونٍ هادئ

سكريّ مُزخرف بالذهبيّ الباهت، غطاء السرير كان سُكريّ كذلك مع زخرفه نباتيّه بالّلون البُنيّ الفاتح، هو وقف على الأرضيّه و خطى نحو باب الغرفه، تاركاً أغراضه خلفه، هو رأى السلالم للأسفل، لذا هو خطى نحوها بهدوء، كان المنزل هادئ بشكلٍ مريح بالنّسبةِ لهاري

Wounded Heart • l.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن