الفصل الثاني : المنديل الأحمر

163 9 6
                                    

قلق .. خوف أو ربما مجرد حيرة انتابت كنان متحسساً ذلك المنديل الحريري ذو اللون الأحمر الدموي سيراً على الأقدام متجها إلى منزله ، يفكر كيف جاءت إلى هنا رغم علمه بأنه لا أحد غيره هنا في الشركة و المسئولين عن أمن المبنى .

في بداية ظن قبل أن يفتح الظرف أن هناك من نساه هنا وغادر . لكن ، سرعان ما تذكر النافذة المفتوحة في غرفة مكتب أحد زملائه التي قام بغلقها على الفور ثم الخروج دون أن يتفقد مكتبه أولاً.

بعد أن دلف إلى بيته ثم الشروع في تكملة روتينه المعتاد ، بدءاً من الذهاب إلى غرفته والاستلقاء على سريره متأملاً ، ثم إدراكه بأنه لا وقت لذلك وأن عليه الذهاب فوراً للاستحمام و هندمة نفسه و بعدها الاستعداد للإتجاه إلى غرفة الذكريات خاصته ثم النوم.

- عذراً على قطع روتينك الممل و الذي يشعرني بالغثيان كلما أراك على هذا المنوال أيها الصغير .

= من أنت ؟! وكيف جئت إلى هنا ؟!

قبل أن تطرف عين كنان إذ يجد شخصاً أمامه ذو هيئة غريبة ، كمثل السحرة الجدد في الأفلام الأمريكية . رغم ذلك طلته كانت غجرية بعض الشيء ، عيون عسلية ، بشرة قمحية قليلاً  و لحيته متوسطة الطول بنية اللون ، تحيطه هالة من الغموض تجعل من يراه يموت خوفاً قبل أن يفكر في معرفة خباياه .

- لا تخف يا صغير . لست لصاً أو قاتلاً ، أنا مجرد قارئ أفكار أو حالياً التسميات المعتادة مثل قارئ الطالع أو منجم ، دجال ربما . ما رأيك بالظل ؟!

= ماذا تريد أيها الظل ؟ وكيف اقتحمت منزلي ؟! . تمتم بنبرة غاضبة.

- لنَقُل أنني لا آتي إلا للأشخاص المميزين وأنت لديك ما يؤهلك لمجيئي . بالمناسبة هل أتتك هديتي ؟!

= هل تقصد ذاك المنديل الأحمر ؟

- فتى ذكي ، ترد على سؤالي بسؤال آخر ؛ ولأن إستنتاجك سريع هكذا ... سأتركك تتأمل هذا المنديل . لكن ، تذكر ! لا تنشغل به .. فربما يكون بداخله سر متخفِ في نعومة الحرير .

نظر كنان إلى المنديل وقبل أن يشيح بنظره عن المنديل ليكمل حديثه مع الظل ، إلا أنه لم يجد هذا الظل .

نظر إلى المنديل ثم أمسك به فوقعت منه صورة و قلادة بها نقش عليه هلال بداخله زهرة الياسمين .

- ما هذه القلادة ؟ ومن هؤلاء ؟!

...

في الصباح ، استيقظت ندى بعد نوم هادئ لم تكن تتوقع أنه سيكون هكذا و بعدها آتت إليها عمتها فاطمة مردفة بابتسامة لطيفة على وجهها

وجه القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن