الفصل السادس : الطريق نحو الخطر

100 3 4
                                    

ينظر فهمي إلى نفسه في المرآة متذكراً كل ما عاشه حتى هذه اللحظة إلا أن تحولت المرآة إلى شاشة عرض لذكرياته بدلاً من وجهه لتذكره بذكرى اخرى مؤلمة وهي رسم الرمز الوراثي على رقبة ذلك الفتى وذكريات آخرى لكنها مشوشة نوعاً مما جعلته يمسك برأسه كأنه يريد أن ينتزعها بالقوة فقال بغضب :

- أريد الخروج من ذكريات هذه الجزيرة اللعينة

....فجأة صوت كسر قوي ، قطع المرآة تتخللها قطرات دم خرجت من يد فهمي الذي يبدو أنه نزف كثيراً.

ًمهما هربت فأنت محاصر ومُعرض لرجوعك مرة أخرى إلى الجزيرة.

وضع فهمي إحدى ملفاته الخاصة على منضدة مكتبه ، يحاول الاستعداد لمواجهة لحظة إعادة فتح الملف وقراءة محتواه . وعندما فتح الملف قرأ تقريراً عن التجربة التي تم تهريبها من الجزيرة . لكن كيف تكون التجربة عبارة عن........ إنسان ؟!

أمعقول أن يعامل الإنسان مجرد تجربة قابلة للنجاح أو للفشل في أي لحظة ؟!

لا يمكن إلا إذا. . . . . . إلا إذا كان من يتعامل مع الانسان هو عبارة عن كائن سادي لا قلب له ولا عقل أو أنهم مسوخ بشرية تتعامل مع الناس كأنهم أنعام بل أسوأ من ذلك.

هل فعلاً يمكن أن يتحول الإنسان إلى تجربة تتم عليها بعض المعاملات وتفشل التجربة... أي بمعنى آخر بموت الشخص ؟!

ما سر استهداف فهمي بالتحديد و ما علاقة هيلانة بالمنظمة و ما سبب إنفصالها عن تلك المنظمة وما هو نوع تلك المعلومات التي جعلتها في عداد الأموات ؟!

لقد اختلطت الأوراق وأصبح كل شيء منتهي

إني الآن بين نبضة وآخرى لا أعلم هل ستكون نهايتي أم لا؟!

- اعذرني يا أخي لن أقدر أن أهرب معك وأنا بهذه الحالة . . لا يمكنني التحرك أكثر من ذلك.

صوت ألم صادر من فهمي و هو يحاول تهريب مروان إلى الشاطئ الجنوبي من الجزيرة.

أجاب مروان بعد أن توقفا عند نهاية فتحة الكهف المؤدية للشاطئ و هو في قمة حزنه قائلاً :

- لا ، أرجوك اصمد ! لم يتبقَ إلا القليل حتى نخرج من هذه الجزيرة.

ابتسم فهمي قائلاً :

- لقد حان الوقت الآن لتكمل أنت طريقك للإنتقام من هؤلاء الذين جعلوني اكره العيش في وطني والبحث عن العمل في مكان آخر واضطراري للعمل في هذه المنظمة اللعينة تلك "

بدأ الألم يشتد إليه فكاد أن يقع لولا أن أمسك ذاك المراهق الصغير مروان به ليسنده وأردف بأسى :

- لم اضُطررت إلى أخذ هذه الكمية الكبيرة من السم؟!

أصبح جسد فهمي كتلة من الصقيع بين يدي مروان لكنه أجابه بصوت خافت محتضراً :

وجه القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن