وجه القمر

الفصل السابع : عودة إلى الماضي

نبض قلبي يتهاوى بين الحنين للماضي و الهروب منه ولا أعلم ما الطريق الصحيح الذي سيجعلني أعيش في هدوء دون أن يطاردني ما تبقى من روح الخوف من القادم.

جاءت رسالة غريبة إلى فهمي وجدها عند باب منزله بمجرد أن خرج من المنزل برفقة إبنته ففتح الرسالة وكان محتواها ما يلي .

" اعذرني يا صديقي العزيز ، لم استطع أن أكون معك دائماً ولم تسنح لي فرصة رؤيتك إلا في اليوم الذي ستطئ قدمك فيه إلى الجزيرة من جديد

لكن اعلم أنني اتابعك عن بعد حتى الآن وأعلم ما مررت به من مصائب وكذلك ما حدث لك في الجزيرة ومع الأسف لم يكن بيدي حيلة لإنقاذك ولكن تأكدت من ذكائك ومهارتك عندما عرفت بعدها إنك استطعت الهرب من الجزيرة.

أنت أعز ما أملكه عندي. لذلك يوماً ما سأخبرك بحقيقة اختفائي عنك طول هذه المدة و أرجو منك أن تتفهم عذري ولحين مجيئي إليك وضعت لك هدية خاصة احتفظ بها جيداً لحين عودتي! "

يا ترى ما هذه الرسالة الغامضة؟!.... وما الهدية التي على كنان أن يحتفظ بها؟! ومن مرسلها؟!

فجأة وقعت قلادة كانت بداخل الظرف ، فالتقطها كنان فإذ يجد في نهاية القلادة حجراً صغيراً لونه أسود.

نظر كنان بتأمل شديد لهذا الحجر الصغير في تعجب شديد من سر هذه القلادة و سبب التوصية الشديدة عليها. لذلك قام بالاحتفاظ بالرسالة والقلادة في صندوق خاص به قائلاً :
" حياتي تغيرت إلى لغز كبير بعد غيابك عني "

. . . . . . . . . . . .

في منزل مرتب ونظيف به بعض الرسومات الهندسية البسيطة يسكن فيه كنان وعلى عكس عادة باقي الشباب في معيشتهم حيث الفوضى العارمة فإنه لا يحب ذلك و من عادته أنه يحب جميع الأشياء مرتبة وجميلة حتى يستطيع البحث عن ما يريده وقتما شاء .
وقبل أن يخرج كنان من بيته رن هاتفه المحمول فإذ يجد منصور فأجاب على الفور قائلاً : " صباح الخير يا منصور ، ما الأمر ؟! "