الفصل الثامن : جزيرة الياسمين

77 4 7
                                    

• ألا ترى طفلنا ؟! إنه يشبهك حقاً.

ابتسم فهمي بحب ملاطفاً لطفله الصغير بين يديها قائلاً :

- لا أظن ذلك يا عزيزتي هيلانة ، أنت فقط ترين ذلك لأنك تحبيني كثيراً.

قطبت هيلانة حاجبيها و أردفت :

• ماذا ؟! إنه بالفعل يشبهك كثيراً حتى أن لون عينيه خضراء مثل عينيك ، كل تفاصيل وجهه تشبه ملامحك عندما كنت صغيراً . هلا تعطني هذه الزهرة "

ضحك وقلبه قد طار من السعادة عند سماع صوت ضحكات الطفل ثم أعطاها زهرة الياسمين مردفاً

- أما زلت تذكرين تلك الصورة التي كنت فيها صغيراً . أنتِ حقاً ذاكرتك قوية جداً ، ليت ذاكرتي في مثل هذه القوة.

أخذت هيلانة في الاستمتاع برائحة زهرة الياسمين و لكن لم يجعلها تنسى أهم سؤال أرادت أن تسأل زوجها عنه قائلة :

- عزيزي فهمي ، هل يمكنني أن أسألك سؤالاً ؟!

- تفضلي ، زوجتي الفضولية.

صمتت لبرهة ناظرة إليه في حزن و بعدها سألته :

• لمَ أخفيت حقيقتك يا فهمي ؟!

- كيف عرفتي ذلك ؟

يتحول المشهد إلى ظلام و صوتها بدأ يعلو قائلة :

• لمَ أخفيت حقيقتك عني يا . . . فهمي ؟! . . . لمَ تركتني حتى . . . أموت أمام عينيك على يد المنظمة ؟! لماذا تأخرت عني طيلة هذه المدة لدرجة أنك لم ترَ إبنك ولم تعرف عنه شيئاً ؟!

يجيب فهمي بفزع وسط الظلمة يحاول البحث عنها

- لا يا عزيزتي . . . لم أترككِ لحظة واحدة . ليتني جئت إليك في الوقت المناسب.

يبدأ صوت هيلانة في الارتفاع حد الصراخ ولكن يبدو أن السؤال ظل يتكرر ويتكرر

• لمَ أخفيت حقيقتك عني يا فهمي ؟!

يصرخ بشدة كلما تكرر ذلك السؤال إلى أن استيقظ من نومه فزعاً ليجد نفسه نائماً على الاريكة والتلفاز ما زال مضاءاً.

ينهض من مكانه و يغلق التلفاز ، متجهاً نحو السرير يحاول النوم مرة آخرى متمنياً ألا يتكرر هذا الكابوس مرة أخرى ، ليتمتم مغلقاً جفونه استعداداً للنوم

- هيلانة.. أخيراً وجدته حياً.

. . . .

١٤ يوليو ٢٠xx

قبل حادثة حفل عيد الميلاد بإسبوع واحد

الساعة الحادية عشرة صباحاً

وجه القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن