خرج فهمي من السيارة بمجرد أن توقفت ، وقبل أن يبدأ بخطوته الأولى عرقلة راجي ناظراً إليه بحدة متمتماً :
- لا تنسى أن تتوخى الحذر ، اجعلني لا أراك هنا أو حتى عند عملية الإبادة...مفهوم ؟!
التفت فهمي ونظر إليه بغضب وأردف بامتعاض :
= لست طفلاً كي تملي علي أوامرك ، أنا من علي أن أحذرك من الاقتراب من ابنتي ومراقبتها و لا تجعلني أراك كما رأيتك من شرفة منزلي ليلة أمس.
ابتسم راجي ساخراً واغلق باب السيارة ولم يهتم لتحذير فهمي ، ثم انطلقت السيارة بهدوء بينما كان بداخل قلب فهمي بركان غضب كاد أن ينفجر لولا أن هاتفه رن ، فأخرجه من جيب معطفه البني و وجد ابنته هي المتصلة.
- من الجيد أنها اتصلت..
هدأ من روعه وقام بالرد على الفور.
- مرحباً ، ندى !
= مرحباً ، أبي . متى ستأتي ؟
- ما الأمر ؟
= لدي أمر مهم أود أن أخبرك به عندما تعود.
تعجب فهمي مردفاً
- حسناً ، ابنتي. لكن لدي عمل سأقوم به وسآتي لكِ حالما أنهيه.
= تمام ، أبي. سأنتظرك... لكن لا تتأخر ... إلى اللقاء.
- إلى اللقاء ، ندى.
اغلق الخط وظل واقفاً لبرهة ثم رحل ليختفي في حضن الضباب ، توجه إلى أحد الشوارع المؤدية إلى عين لندن. وبعد ربع ساعة وصل إلى المكان المنشود ونظر لذلك الدولاب الضخم... ليست نظرة دهشة على الاطلاق بل نظرة انتظار لشيء ما مريب ولا يريد أن يحدث.
...
بدأ كنان في الإعداد والتحضير لهذه الرحلة التي قد ضربت كل ما خطط له. ولكن انتبه لشيء غريب جداً وهو أنه لن يأتي وحده. بل إن منصور أيضاً سيأتي معه إلى هذه الجزيرة الملعونة.
في تلك الأثناء تنتظر ندى والدها و معها مجموعة من أصدقاء منصور في العمل جالسون ينتظر أحدهم طرق الباب لأمر ما يريدونه.
سلمى ، سارة ، و رضوى... ثلاث فتيات ولكن لكل منهن شخصية مختلفة عن الأخرى.
سلمى ، تلك الفتاة العاشقة للريف و من أرض حراس الأقصى... الأردن. كمثل زهرة الريحان ، لديها شخصية جذابة خاصة عندما تكون في المواقف الصعبة و من أول انطباع شعرت ندى بالألفة.. كما لو كانت تعرفها منذ زمن.
سارة ، رقيقة هي تلك المغربية ، و صاحبة ابتسامة تجعل المهموم ينسى ما كان يحزن من أجله ، و معطأة و يبدو أنها لم تنسى عادتها القديمة في إهداء من تتعرف عليهم من أول يوم... لقد أعدت دمية من خيوط التريكو و أهدتها إلى ندى كأول تعارف بينهما..
أنت تقرأ
وجه القمر
Mistério / Suspenseقصة حب ولكن في إطار مختلف و صداقة تحولت إلى عداء من نوع آخر. أشخاص تحولوا لأرقام والسبب . . . . مجهول ! يا ترى هل يمكن التوقف عن تلك الأرقام اللانهائية كتعداد للموت؟! جزيرة ولكن ورائها ماضي أليم ... و خمسة أشخاص تفرقوا للأبد ! ...