الجزء الثاني عشر

14.4K 328 7
                                    

الجزء الثاني عشر

بعد العشاء صدمت نور الكل عندما قالت و بدون سابق إنذار سوف أرحل غدا، في البداية لم يستوعب أحد ما قالت و بعدها ظنوا أنها تمزح ماعدا رائد الذي كان يراقب ما يحدث في صمت....بعد أن ركضت نارا باكية إلى غرفتها و تبعتها شوشو و من بعدهم فتحي التفت رائد لها و قال: ما سر هذا القرار المفاجئ يا نور، قالت: لا شئ، قال: معاك حق أنني أرى أن هناك أشياء وليش شئ واحد، قالت: سيدي إنني أرغب في الذهاب دون سبب و أظن أن أسبابي تهمني أنا، قال: و هل لهذه علاقة برغبتك في الرحيل؟، و أشار إلى الكدمة برأسها قالت: لا لا أبدا، سألها: يا ترى ما الذي حدث اليوم في المدينهة و تسبب في رغبك بالرحيل، وقفت فجأة و صاحت به: لا شئ....قلت لك لا شئ لقد قررت الرحيل فجأة و بدون سبب يمكنك أن تقو أنني متسرعة فلطالما قلت لي هذا....تركت الغرفة و صعدت لغرفتها تبكي حتى نامت، استيقظت على صوت طرق رهيب على باب غرفتها و سمعت رائد و هي يصرخ: نووور افتحي الباب، خرجت من السرير مسرعة قبل أن يخلع الباب من مفصلاته و أرتدت روبها....عندما فتحت الباب بدا لها أن رائد سوف ينفث نار من أنفه من كثرة الغضب سألها: أين كنت ليلا؟، قالت: وأين عساي ظاكون؟ في غرفتي، قال بسخرية لسعتها: حقا؟؟....هيا إرتدي ملابسك بسرعة سوف أنتظرك خارجا، دفعها للغرفة و شد الباب بشدة، ارتدت ملابسها بسرعة فائقة و هي مذعورة ( ترى ما الذي حدث؟) عندما انتهت خرجت و وجدت رائد ينتظرها فعلا في الردهة أمام بابا غرفتها جرها جرا حتى غرفة المكتب....لم تدري نور كيف استطاعت قدميها أن تحملها طوال الثلاث ساعات التي تلت دخولها غرفة المكتب فلقد أخبرها رائد أن مجوهرات والدته التي تحتفظ بها في خزنته سرقت و جاء بعدها ضابط عرفت فيما بعد أنه صديق لرائد و طرح عليها بعض الأسئلة أجابتها بآلية و قام رجل برفع البصمات و بعدها رحل الكل بعد أن أمرها الضابط بعدم مغادرة المكان قبل أن ينتهي التحقيق التفتت نور إلى رائد: هل تظن أنني... قاطعها: أنا لا أظن أنا أسألك لقد اختفت هذه المجوهرات من الخزنة التي لا يعرف رقمها غيري و هذه سابقة لم تحدث قبل ذلك فالفيلا لم تتعرض للسرقة قبلا و لا تنسي أنك أخبرتيني برغبتك في الرحيل، صاحت: أنا لم أكن يوما سارقة، قال لها بسخرية: حقا؟ و هل سجنت لانك ذهبت لتتنزهي في وقت متأخر من الليل؟،نظرت له و قالت: سيدي...قاطعها: لقد أخطأت منذ البداية عندما وظفتك، سألته بضراعة : ماذا لو عرفت تفاصيل ما حدث يوم تم اعتقالي؟...كان سؤالها اختبارا لإحساس العدل عنده فقال لها: نور...هل لك أن تنظري لي و تقولي أنه لا علاقة لك بهذه السرقة، اخفضت نور عينيها في ألم فهي كانت تعرف أن نبيل سيفعلها لكي يضمن عدم رحيلها ليستفيد منها بعد ذلك و لكن لو أخبرت رائد بذلك هل سيصدقها؟؟ لا أظن...عندما رآها رائد و قد أطرقت برأسها زفر في غضب: هذا ما كنت أعتقده، عندما رفعت عينيها وجدته و قد اتسعت عيناه غضبا: كل ما فعلتيه كان تمثيلية لتكسبي ثقة الكل و بعدها تقومين بفعلتك و للأسف لفترة خدعني مظهر البراءة الذي بديتي عليه و نسيت يوما أنك كنت مجرمة....سارقة دوى في الغرفة صوت يدها عندما ارتطمت بخده في صفعة قوية....وقف رائد مذهولا للحظة و ترقرقت الدموع في عينيها و كان على وشك أن تركض هاربة من الغرفة إلا أنه أمسك يدها: سوف تدفعين ثمن فعلتك هذه أيتها الحمقاء، حاولت أن تنتزع ذراعها من يده و صرخت: لم أعد أخاف منك و من نظرتك النارية، اقترب منها: حقا؟... و هل كنت مخيف قبلا يا آنسة نور؟، تراجعت للوراء لا شعوريا قال لها: لم تري مني قبلا إلا ما هو لطيف لكنني سأريك معنى الغضب و سأجعلك تعرفين معنى أن تخافي شخصا... لقد إنتهى عهد رائد الودود المسالم ستعاملين المعاملة التي تستحقينها، بدى صوته من الغضب كما لم تسمعه من قبل و عندما افلتها ركضت إلى غرفتها و قد اهتز جسدها بالبكاء....كما قال لقد انتهى عهد رائد الودود أي أنه سيعاملها كما عاملها بقية الناس ولكن ذلك سيكون أكثر إيلاما لأن رائد ليس كبقية الناس بالنسبة لها....صحيح أنها لم تكن تحلم حتى أن يحبها لكنها لم تتصور أن يكرهها أو أن ينظر لها كما فعل منذ قليل، لزمت نور غرفتها طوال اليوم و كانت شوش تأتي لها بالطعام و تلح عليها لكنها رفضت ان تضع أي شئ في جوفها و ذبلت من كثرة البكاء....كانت تتوقع هجمة رائد التالية لكنه عندما لمحها و هو مار بغرفتها أشاح بوجهه و اختفى عن الأنظار و رغم تهديده بأن يريها ما يظن أنها تستحقه إلا أنه لم يحاول حتى أن يريها وجهه.

تتبعــــــــــــــ...........

 رواية بريئة ..... * مميزة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن