الجزء الرابع عشر

15.2K 341 15
                                    

الجزء الرابع عشر

في اليوم الرابع من رحيل نور ورد رائد اتصال من المستشفى ابلغوه فيه أن هناك شخص اسمه نبيل يطلب لقاءه على وجه السرعة و طلب من رائد طلب غريب لكنه أوضح أن الأمر بالغ الأهمية، ذهب رائد إلى المستشفى و اصطحب رؤوف معه فقد طلب نبيل أن يحضر رائد معه أحد المسؤولين عن التحقيق في سرقة الفيلا و رغم دهشة رائد لمعرفة نبيل بهذه السرقة إلا أنه صبر فمن المؤكد أنه سيعرف منه الكثير....قبل أن يدخلا إلى غرفته قال لهم الطبيب:إن حالته خطيرة جدا فلقد كان حادث رهيب و نجى منه بأعجوبة لكنه أصر على رؤيتكما لكن لا تجهدوه فوضعه حرج ، فهم رائد و رؤوف سبب تشديدات الطبيب عندما خلا الغرفة فلقد كان نبيل مستلقي و قد شحب لونه و وصل بكثير من الأجهزة و كانت يده مجبرة كما أن رقبته موضوعة في دعامة و كان وجهه منتفخا...في البداية تصوروا أنه غائب عن الوعي لكنه همس:تقدموا و اجلسوا، قص عليهم كل ما حدث ابتداءا من حياته التي قضاها في المشاكل و الديون و ملاحقة نور له لتسديد ديونه و سرقته لرواد فندقها انتهاءا إلى لقاءهما في المدينة و سرقته للفيلا ثم دل رائد على مكان المجوهرت....فكر رائد بحقد لو كان في هذا الشخص ذرة سلينة لكنت أوسعته ضربا و بدا ذلك واضحا على وجهه لذلك ظل رؤوف ممسكا بيده يشد عليها بينما قال نبيل:أعلم أن ما فعلته لا يوصف....أعلم أن هذه نهايتي فرغبت أن أريح ضميري....ضميري الذي لم يحس بما فعلت إلا الآن....لقد رعتني و اهتمت بي لكنني كنت جاحدا و ناكرا للجميل و لا أحلم بأن تسامحني لأنها لن تفعل لكن.... قاطعه رائد بغضب:أمازلت لا تعرف اختك أيها الغبي؟ فهي ستسامحك و من كل قلبها،عاد رائد للفيلا و حالته سيئة جدا....لقد سألته نور يوما "و ماذا لو عرفت تفاصيل ما حدث يوم تم اعتقالي؟" لكنه لم يترك لها فرصة.... لقد تعرضت للضرب من اخيها و فكرت بالرحيل مذعورة فضلا عن مساعدة أخيها في سرقة الفيلا أو أن تخبره بما جرى فهي لم تكن تثق به أو بأنه سيصدقها فهو لم يبين لها في أي وقت أنها موضع ثقة.
ظل رائد على هذه الحال حتى ظن أنه سينتهي به الحال مجنونا، سمع رائد جرس الهاتف و كانت ممرضة من المستشفى أبلغته أن نبيل توفى و ما أن وضع السماعة حتى رن جرس الهاتف مرة أخرى زفر في احباط: ترو أي مصيبة أخرى في طريقها إلي؟هل احترقت الشركة، رفع السماعة و سمع صوت توفيق فرحا: لقد رأيتها...لقد وجدتها...وجدتها يا رجل، صاح رائد: أين؟ومتى؟ و كيف؟...انتظرني حيث أنت و سوف آتي لك حالا.
عندما وصل رائد إلى حيث يركن توفيق سيارته و يجلس فيها قفز من السيارة و لم ينتبه إلى أنه ركن السيارة في وضع مخالف فناداه الشرطي و بعد خمس دقائق من المشاحنة تركه رائد يصيح و يكلم الهواء و توجه إلى توفيق الذي كان قد نزل من سيارته و قابله في منتصف الطريق سأله رائد بسرعة: أين وجدتها؟ و أين هي الآن؟، قال له توفيق و هو يشير إلى جانب الطريق: لقد ذهبت منذ قليل من هـــ....قاطعه رائد صارخا: ماذا؟ ذهبت إلى أين؟، قال له: لقد رأيتها و هي تدخل هذا المبني و عرفت من صاحبته أن نور ستأجرت حجرة لديها....كنت انتظر أسفل المبنى لكنها خرجت منذ الآن عندما كنت تقف مع الشرطي، صرخ به رائد مرة أخرى:و لماذا تركتها تذهب؟ ماذا سنفعل الآن؟....استمر رائد بالصراخ في وجه توفيق الذي ربع يديه أمام صدره وظل صامتا حتى توقف رائد عن صياحه و بعدنا تنحنح و قال له: اهدأ يا رجل إنها تسكن هنا...قلت لك تسكن هنا و لن تطير بالإضافة إلى أنني خشيت أن ألحقها فتخاف و تذهب بلا رجعة ولم أجد داعي لذلك بعد أن وجدت مكانها بشق الأنفس، تنهد رائد و مرر يده في شعره باحباط: أعتذر منك يا توفيق....لقد ثرت عليك بكل غباء و بدون وعي ، ابتسم توفيق و ربت على كتفه: لا عليك يا بطل سوف أسامحك شرط أن أكون أحد الشهود، نظر له رائد باستفهام: شهود؟،قال توفيق: الشهودعلى عقد زواجك، ابتسم رائد: ادعو لي فقط و يومها لن أرضى عنك بديلا، جلسا في سيارة توفيق بعد أن عاد رائد و ركن سيارته في المكان الصحيح و أخذ المخالفة... طال انتظارهما ساعتين أحسهما رائد كأنهما الدهر كله و فجأة لمح رائد جسدها الصغير و هي تأتي من على ناصية الشارع...كانت تمشى منكسة راسها في الأرض و يبدوو كأن أحمال الدنيا كلها على كتفيها الرقيقتين و قد انخفضا في تخاذل انقبضت يدا رائد و تشنج و فكر أنا السبب و كأن توفيق قرأ أفكاره: هيا يا رجل اذهب و أصلح الأمور.... فخرج رائد من السيارة.
كانت نور تمشي و هي تحس أن قلبها مثقل بالهموم لقد ذهبت و حجزت لها مقعدا في طائرة الليلة سوف ترحل و إلى الأبد... سوف تفارق هذه المكان الذي عرفت فيه حب حياتها...طوال الثلاثة أيام التي تلت رحيلها من الفيلا كان الشئ الوحيد الذي يعزيها أن في هذه المدينة يعيش رائد...يذهب للعمل....كانت تحس بالسلوى لأنها تتنفس الهواء الذي يتنفسه و تمشى على الطريق الذي يسلكه و هو ذاهب لشركته لكن كل هذا انتهى و عليها أن تودع كل هذا و كل ما تبقى لها من رائد...أخذت تتذكره و تتذكر طريقته عندما يخاطبها و هو غاضب:إلى أين أنت ذاهبة أيتها الهاربة الضغيرة؟ في البداية كانت نور تظن أن هذا الصوت من أفكارها و بعدها فكرت هلى بدأت أهلوس لدرجة أنني أسمع صوته في أذني....أجفلت عندما أحست بيد على كتفها فاستدارت منتفضة فاصطدمت به...ها هو أمامها بعد أن كانت تحلم برؤيته طوال ثلاثة أيام و لو للحظة....لتحتفظ بصورته في ذاكرتها قبل أن ترحل...ابتسم لها و كرر سؤاله ارتبكت و تلعثمت و عندما استعصى عليها الكلام صمتت فأمسكها من ذراعها و قادها إلى سيارته فقالت و هي تحاول الإفلات: دعني يا سيدي...إلى أين تأخذني، أجابها باختصار: إلى البيت، قالت:موعد طائرتي بعد ثلاث ساعات، قال: لا طائرة فهناك الكثير من الأمور يجب أن نتباحثها معا، و هما في الطريق إلى سيارته مرا على سيارة توفيق فقال له: توفيق سوف تجد حقائب نور في غرفتها فيبدو أنها كانت على وشك السفر....خد مفتاحها و اجلب الحقائب للفيلا، قال توفيق مبتسما: على الرحب و السعة أنا في الخدمة، فانتشل رائد المفتاح من يد نور التي كان يبدو عليها أنها لا تستوعب ما يجري و ناوله لتوفيق ثم أكملا طريقهما للسيارة، فتح رائد الباب لكنهل رفضت أن تركب فصاح بها:اركبي و توقفي عن التصرف كالأطفال فهناك ما أود أن أقوله و عندما أفرغ منه لو وجدت عندك الرغبة في الرحيل بعدها فلن أمنعك....كانت نور على وشك أن تتكلم فقال: و قبل أن تسأليني لا...ما سأقوله لا يقال هنا هيا اركبي بحق الله فلن آكلك.
يتبعـــــــــــــــــــ.................

 رواية بريئة ..... * مميزة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن