الجزء التاسع

16.8K 364 3
                                    

الجزء التاسع

في اليوم التالي اتفقت نور مع شوشو أن تحضرا الغداء خارجا و كم فرحت نارا عندما تناولوا الطعام في حديقة الفيلا و بعدها لعب الكل مع نارا حتى جدتها نوال اشتركت في اللعب و عند العصر دخل الكل للفيلا و صعدت نور لتساعد نارا في ارتداء ملابسها كما أنها عرضت المساعدة على نوال التي فرحت بذلك كثيرا، بعد أن جهزت الثلاثة_نور و نارا و نوال_جلسوا في شرفة غرفة نور يراقبون توافد الناس،بدأت الباحة الأمامية للفيلا تمتلئ بالسيارات قالت نوال و قد تذكرت شيئا:لقد كدت أنسى شئ مهم،سألتها نور: أي شئ؟، قالت: شوشو، سألتها نور: ما بها؟،قالت نوال: ألم يعد كل؟ و حضر السقاه اللذين سيشرفون على تقديم الطعام؟ لماذا لا تزال هي بالمطبخ؟....اذهبي يا عزيزتي و احضريها لأجملها فيجب أن تكون في أبهى صورة عندما تظهر أمام الضيوف، ابتسمت نور بحب لهذه السيدة ((انها رائعة )) عندما دخلت نور و معها شوشو للغرفة كانت نوال تمسك بيدها ثوب أسود كانت قد أحضرته من غرفتها و قالت: شوشو أيتها المرأة العجوز....لما اختبأت في المطبخ كل هذه المدة؟ لقد وصل الضيوف، ضحكت شوشو: لأهرب منك....أتظنين أنني سأرتدي هذا، و أشارت للثوب فقالت نوال: أنا لا أظن بل أنا متأكدة أنك ستردتينه هيا يا امرأة، بعد نصف ساعة طرق رائد باب الغرفة و دخل و هو يقول: بحثت عنكم في كل مكان في الفيلا و رجحت أن تكونوا هنا عند نور.....سكت عندما رآهم و أطلق صفيرا: يا إلاهي ما كل هذا؟ أربعة ملائكة في منزلي ما أروعكن....حتما سيحسدني توفيق عليكن، ضحكت نوال و تقدمت من ابنها و قبلته:نعم معك حق، التفت لشوشو و غمزها: ما كل هذا الجمال؟، احمرت شوشو خجلا: توقف أيها الولد الشقي، ضحك الكل على شوشو فقال لها:حقا لم أرك بهذا الجمال منذ توقف فتحي عن مغازلتك و الغناء لك في الفناء الخلفي، لكزته بكوعها و الكل يضحك، قال لهم: لقد وصل الكل يا عزيزاتي سوف أنزل الآن و الحقوا بي سوف انتظركم أسفل الدرج، عندما خرج و أغلق الباب خلفه قالت نوال مازحة لتخفف التوتر الذي لاحظته على نور و شوشو: هيا أيتها الجميلات لنبهر الحضور و لا تنسوا فنحن النساء الوحيدين في حياة رائد و يجب أن نثبت أننا الأفضل، ظلت جملة نوال ترن في رأس نور و هي تنزل الدرج "النساء في حياة رائد" هل يمكن لها أن تفكر أنها في حياته حقا أو أن تصف نفسها أنها "امرأه في حياته" أعقب ظهورهم جلبة كبيرة و استولوا على انتباه الجميع و محبتهم، اقترب توفيق من رائد و قال له من فوق كتفه:أرفع عينيك من عليها قليلا فلو استمريت بهذه الوضعية ستعرف والدتك قبل نهاية السهرة كم أنت مدله في الهوى، قاطعته رائد بنفاذ صبر: توفيق هل لك أن تتوقف عن مضايقتي و لو لليلة واحدة، ضحك توفيق في جذل:كم أحب أن أراك و أنت غاضب...صمت قليلا ثم قال:أتعلم أن كنت تشبه أحد أبطال ألف ليلة و ليلة و أنت تدخل الغرفة محاط بهذا الجمال... و أشار إلى حيث تقف نور و نارا و شوشو،فاجأتهما نوال من الخلف و هي تقول بمرح:و هل يشملني هذا الجمال يا ابن اختي؟، التفت توفيق و قال:خالتي، ضمها و هو يضحك:بل أنت الجزء الكبير منه، لكزته: لطالما كنت بائعا للكلام، التفتت لرائد و سألته: هل لي أن آخذ فكرة عن سبب انشغالك عن ضيوفك؟، ضحك توفيق:و هل لي أنا أن أعطيك فكرة عن السبب؟ إنه....، شده رائد من يده و مشى بعد أن ابتسم لوالدته : عن إذنك يا أمي، لكم توفيق في كتفه:أغلق فمك، قال توفيق: آآآآآه....لقد آلمتني ...أنت تعلم أنها تعلم، قال رائد: لا أنا أعلم فقط أنك يجب أن تغلق فمك قليلا و تصمت و هيا بنا لنجلس مع محمود و فهمي، استمتع الكل بالسهرة و أشادوا بالعشاء الرائع ....حيت نوال شوشو و وصفت يديها بالساحرتين كما هنأت نور على حست ترتيبها لكل شئ و في نهاية السهرة ودع رائد معظم أصدقائه بينما أرشدت نور الباقيين إلى غرفهم ، بعدما آوى الكل إلى فراشه بدلت نور ملابسها و نزلت لترفع الأطباق من غرفة الطعام فشوشو أحست بالتعب و نامت، و هي تمر من أمام غرفة المكتب وجدتها مضاءة فعرفت أن رائد لم ينم فأسرعت الخطى لغرفة الطعام ، و هي تحمل الأطباق للمطبخ رأت رائد الذي بدلا من أن يصعد لغرفته توجه إليها و حمل عنها الأطباق: ماذا تفعلين؟، قالت: أقوم بترتيب المكان، قال: لماذا لا تتركين ذلك لشوشو ستقوم به غدا و بامكانك مساعدتها أيضا، قالت: لم أستطع النوم و فكرت أن أوفر على شوشو بعض الأعمال ليتاح لها أن تقضي مزيدا من الوقت مع والدتك فمن الواضح أنها تحبها كثيرا فأردت أن يكون يقضيا وقت اطول معا، ابتسم: حسنا سوف أساعدك، ذهب للمطبخ و وضع الأطباق على الحوض لحقت به فوجدته قد فك ربطة عنقه و رفع أكمام قميصه، سألته: ماذا تفعل يا سيدي؟، قال لها: بلا نقاش....سوف أساعدك، قال: لك ما شئت....هيا ورائي لتحمل باقي الأطباق، ضحك: حسنا يا سيدتي، بعدما انتهوا من التنظيف قالت له: عليَّ أن أعترف...أنت ماهر في الأعمال المنزلية ....لقد كنت أنوي ترتيب غرفة الطعام فقط لكن بمساعدتك أنهينا ترتيب المكان كله، قال لها: على الرحب والسعة، قالت: لو عرفت والدتك أنني تركتك تغسل الصحون ستقول أنني موظفة سيئة،ابتسم: بل ستحييكي كثيرا، حضرت نور كوبين من الشاي و جلسا في غرفة الجلوس سألته: لما لم تتزوج مرة أخرى؟، لم تدري نور كيف خرج منها هذا السؤال و تمنت لو ان باستطاعتها أن تسحبه ، نظر لها بدهشة و ما لبث أن قال لها: حياتي جميلة و لا ينقصني شئ، قالت: رجل مثلك تتمناه المئآت بالإضافة إلى مهارتك في عالم التجارة تبين لي أن باستطاعتك أن تكون ملكا أيضا في أعمال البيت، سألها: هل ترشحين لي عروس؟، احمرت خجلا و قالت:لا أنا لم أقصد...قاطعها مبتسما: لو وجدتي لي عروس أخبريني و أعدك أن أفكر بالموضوع ، رغم أنها تعرف أنه يمزح إلا أنها لم تعرف بما ترد عليه فوقفت و حملت الفنجانين الفارغين: أستأذنك يا سيدي سأذهب لأنام فغدا يجب أن أستيقظ مبكرا لآخذ نارا للمدرسة، قال لها: طابت ليلتك، قالت: طابت ليلتك يا سيدي.
أوصلت نور نارا إلى المدرسة و عادت إلى الفيلا فوجدت شوشو و نوال تجلسان إلى طاولة المطبخ تحتسيان قهوة الصباح قبلتهما: صباح الخير،أجاباها: صباح النور، ابتسمت لها شوشو بحب:لم أتصور أن أستيقظ و لا أجد ما أفعله خاصة بعد سهرة كسهرة أمس....لم نظفتي كل هذا وحدك؟،أضافت نوال:كنت سأساعدكما أنا أيضا لا تظني أنني سيدة متعالية لا ترجى منها فائدة، ابتسمت نور: أبدا يا سيدتي أيستطيع أحد أن يفكر بذلك حتى، قالت:نوال....ناديني نوال، ابتسمت نور بحرج:حسنا....ثم إنني أعرف تمام المعرفة أن كل فرد من أفراد هذه العائلة له القدرة على أن يفعل أي شئ متى شاء و الدليل عندي، نظرتا لها باستفهام فقالت: تخيلوا من ساعدني بالأمس في غسل الصحون؟؟!!، تبادلت شوشو و نوال النظرات ثم نظرا لنور و قالتا في وقت واحد:غير معقووول، فضحكت نور: بل معقول لكن احفظوا هذا سرا، دخل رائد المطبخ: ما المعقول؟ وما هذا السر؟، قالت له والدته: لو أخبرناك فلن يكون سرا، قالت شوشو بمكر:لقد رتبت نور كل المكان وحدها و ها أنا متفرغة اليوم...لا أدري لما فعلت هذا، قال رائد بتلقائية و قد وقع في الفخ: لقد أرادت أن تريحك و أيضا لتوفر لك وقت لتمضيه مع أمي، نظرت السيدتين لبعضهما ففهم رائد:نعم...أعلم بما قامت به فقلد كنت مستيقظا، همس في أذن نور مازحا:إذن فقد أخبرتهم إنني ساعدتك أيتها الخائنة، همست: من المفيد من وقت لآخر أن تعطي والدتك و من حولك انطباعا أنك آدمي يمكنك التعامل مع الأمور ببساطة كبقية الناس، ابتسم و قال: آدمي؟!! و هل أبدو لك كوحش في قلعته العالية، احمرت نور و لم تعرف بما ترد على رائد فقالت والدته: كفى همسا و أترك الفتاة بحالها، أخذت نور و شوشو من يديهما و صعدت لغرفتها و ذهب رائد للشركة بعد أن تناول الفطور.

يتبعـــــــــــــ............

 رواية بريئة ..... * مميزة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن