أغلقت الهاتف وهى لا تدرى ماذا تفعل وتسأل نفسها " ما هذا الذى قلته، أيجعلنا الحب فى بعض الأحيان غافلون عن ما يصدر منا أهذا بدافع الحب أم أننى فقط خائفه..خائفه وعقلى مازال يخبرنى بأن أبتعد ولاكنى لا أستمع هذه المره و هذا ما يخيفنى"
كانت تدون هذا فى مذكراتها فقد أعتادت ذلك منذ الصغر، دائما ما ظنت بأنها ستكون تلك النجمه الشهيره التى سيبحث الجميع فى مذكراتها وماكان يدور فى حياتها، فلم ترد أن تضيع تلك اللحظه بعد مماتها..دائما ما تطلعت للمستقبل بشكل إيجابى جميل ينبض بالحياه و يزيد منها إشراقا.
لاكنها لم تعلم أن هذا العالم لا مجال فيه للأمال و الأحلام الورديه، هو فقط بشع بقدر لم يفكر فيه هذا العقل البريئ.انها الرابعه عصرا و هى جالسه لاتفعل شيئ سوى التفكير، أضحت ملامحها جاده للمره الأولى فى حياتها، ملامح هى لن تحببها إذا نظرت للمرآه، ملامح لطالما كرهت أن تراها على أى وجه فى تلك الحياه فكيف إذا كان وجهها !
يرن الهاتف وتجده هو ولاكنها لم تندهش كعادتها، صمتت وبكل هدوء أجابت " أجل "
أخبرها " الليله فى التاسعه سآتى "
ثم أغلقت الهاتف ولم ترد.دائما ما كانا يجلسان فى حديقه منزلها ويتحدثان منذ أن تقابلا..دائما ما كانت تخبره بأن هذا مكانها المفضل فكما تقول " ما أجمل هذا المكان يشعرنى بأنى عصفوره مقطوع جناحيها وبجانبها ملاك لا تعرفه فى جنه هوائها آتى بنسيم عاصف ذو ريح جميل..منتظره تلك الأمطار لتمسح على جروحى وتنبت جناحى من جديد فأطير مع تلك الريح و ورائى ملاكى"
هو لم يفهم أبدا ما كانت تقول و هى لم تفسر، بقدر ما كانت هى بسيطه بقدر ماكانت غامضه..بقدر جمال هذا الكلام بقدر ماكان مخيف لدرجه تشعره بأن معناه ليس بهذا الجمال.
فهو أكثر شخص يعلم بأن كل شيئ جميل يخفى الأقبح...فكابوسه الدائم هو الجمال."اسئلو الله قلبا نقيا و نيه صافيه قلبا يرى كل شيئ بوضوح وإن كان وراء الجبال، وأستجيرو من قلب حمل شوائب الكره و الحقد حتى تكتلت فحجبته عن الدنيا فلم يرى حتى ما أمامه."
وظل يتذكر ماكانت تقوله من كلمات، هو فقط لم يكترث لها و يظل يتسائل
" أحقا سحرنى هذا الجمال ولم تسحرنى هذه الكلمات من عقل فى الثامنه عشر، كم أنا غبى بظنى أنها طفله، إن كان عقلها يطلعها بتلك الكلمات فى ضحكاتها فكيف إذا غضبت !! "