" أنتى حقا غبيه!!"
كانت تلك الكلمه دائما ما تتردد فى أذناها كلما أتت درس الباليه، تعشقه منذ الصغر و هى رائعه ذو قوام رشيق و خطوات ساحره، خفيفه هى كالفراشه المبهجه تقفز فتخطف الأنظار، ولاكن دائما ما كانت مشتته، هى ترقص بعقل سارح فى وهم آخر، لا تتبع تلك الخطوات بل تشعر بأحدهم يرقص معها و تؤدى على هذا النحو ثم تسقط على الأرض ولا تجد سوى هؤلاء الناس بنظراتهم الضاحكه و صديقتها بنظرتها الحزينه، ولاكنها أحبت ذلك الإحساس الذى لم يعلمه أحد.لم تكن تعلم من هو ذلك الغريب الذى يراقصها كلما أغمضت عينيها ثم تفيق لتجد نفسها وحيده.
" إذا ها أنتى مجددا هل تظنين أن هناك شبح أمامك ! عزيزتى هذه المره المليون منذ عشر سنوات التى أخبركى فيها بأنكى تؤدين تلك الرقصه بمفردكى، لقد تحدثت إلى والدكى أنتى لن تكملى بهذه الطريقه أبدا فأنتى لم يتم قبولك بأى مسابقه مع العلم أنى أراكى رائعه ولاكن بتلك الطريقه تجلبين العار للمدرسه و لنفسك."
كانت هذه المدربه ( لينا ) هى لم تكن بتلك القسوه من قبل ولاكن أعلم بأن اليأس قد ملئها تجاهى." أبتسمت وذهبت بدون كلمه واحده كنت أنهار بصمت، فهذا ليس ذنبى أنا فقط لا أعلم ماذا يحدث لى."
جلست خارج القاعه ترى كل تلك السنوات التى لم تنجز فيها أى شيئ، هى فقط رأت أنها تتحسن بداخلها تتحسن بطريقه رائعه لم يلحظها الجميع.فإذا بصوت أحدهم بجانبها
" لقد ذهبو جميعا لماذا لم تلحقيهم؟"
نظرت فى هدوء لترى شابا فى منتصف العشرينات من عمره شعره بنى مع بشره بيضاء و عينان ترى بداخلهما حديقه خضراء واسعه و هو يبتسم لها بلطف.
" أووه أنتى تبكين ماذا حدث ! أنا آسف لتطفلى ظننت أنكى لم تذهبى فحسب."
" لا عليك أنا بخير، طردت للتو ليس إلا."
" مهلا رأيتكى من قبل قدمتى أدائا بارعا ولاكن تسقطين فى النهايه، لاحظت هذا."
" أجل لاحظ الصف بأكمله."
" أنا آسف لذلك ولاكنى أراكى بارعه هل هناك خطب ما، ربما القليل من التدريب سيحسن الأمر"
" لا تهتم إنها فقط النهايه."تنهد بصوت مرتفع و بهدوء بصوت يملئه الحنان
"عزيزتى أتعلمين، أنا أرقص الباليه منذ الصغر كنت بارعا جدا ولاكنى الآن أدرسه."نظرت له بإستعجاب " ولماذا توقفت أنت ؟!"
أسند رأسه للوراء و أغمض عينيه و بدأ يخبرها
" الأشياء الغريبه دائما غير مرحب بها، منذ الصغر شعرت بأشياء غريبه كأن هناك طيف غير مرئى لفتاه جميله تأتى لتراقصنى.."ثم أكملت هى معه فى صوت واحد " يأثرنى هذا الإحساس فأنحرف عن خطواتى وأشعر بأن الطيف صار جسدا حافظا للخطوات و نرقص معا، ثم أنتهى و أفتح عينيى لأجد نفسى وحيده فأسقط على الأرض و يضحك الجميع...!!"
نظر لها فى صمت وكأن أحدهم صعقه للتو و هى لم تدرى ماذا تقول و فجأه أبتسما إبتسامه أتت ليولد أمل جديد، فدائما ماكانا غريبان و الغريب يحتاج صديق ليزرع بداخله ذلك الأمل مجددا.
نظر فى عينيها لوقت طويل و هى أيضا تنظر إليها، نظر و نظر حتى وصل إلى تلك النقطه بداخلها، تلك النقطه حيث يتلامس قلب أحدهم مع روح الآخر.
" أنا سامر"
فإذا بفتاه تخرج و تصيح بصوت عال " ينتظرك والدك أسرعى."قامت و أمسكت بحقيبتها لتذهب و بإبتسامه هادئه " وأنا كاميليا."