إنها الساعه السابعه جلست ( ليلى ) تنتظر و تمسك قلمها كالمعتاد ولاكنها لا تكتب، هربت منها الكلمات و أصبحت الأفكار هى ما تملئ رأسها، تفكر و تفكر....
تخبر نفسها " أحقا ظننت بأننى نضجت، و أتخذت قرارات غبيه !!
أنا فعلا حمقاء، ماكان يجب أن أحادثه بهذه الطريقه..أنا أخبرته بأننى لا آبه لماضيه و ماضيه هو ما يشتتنى الآن، يا الهى هذا متعب !
ماذا سيخبرنى عن هذا الماضى أنا لا أعلم ولاكنى لست مرتاحه لهذا الماضى أيا كان."قامت وأمسكت بقططها ونامت على أريكه مجاوره لمكتبها لتستريح قليلا، وأغمضت عينيها وأخذت تفكر و تفكر.
أعتادت أن تغوص فى أعماقها وتبحث عن شيئ جديد، شيئ لم تبحث عنه منذ أن وقعت فى حب هذا الثلاثينى، كانت دائما تصادق روحها و يغوصا معا فى أعماق أفكارها السعيده، أفكار تأخذها لمن رحلو و تبهرها بمن سيأتو..أفكار هى من أعطتها تلك القدره إلى الآن للتحمل ما يحدث و ما مضى..و ما سيأتى.أخذت تهمس بصوت بدا لها منخفض و تقول
" سلاما على روحى الصادقه التى نسيتها من أجل رغباتى..
سلاما على روح غمرتنى بالسلام فصحبت لها الأذى..
سلاما على قلب صافيا أتانى بنعيم يسكننى، فأتيته برياح عصفت على أبوابه فلوثته..
سلاما على وجه سكنته البرائه فأتيته بغضب فذهبت..
سلاما على نفسى القديمه التى أذهبت صفائها بحب كاذب.. "فتحت عينيها وظلت تبكى..و لم تقل كلمه أخرى.
فعندما تأتيها هذه الحاله تعلم بأن روحها هى من تحادثها، فهما مقربتان جدا، بكت لأنها علمت أن روحها تعاتبها على ماصدر منها.إنها الساعه التاسعه قد أتى (ياسر) فتحت الباب و لم تنطف كلمه ثم أطفأت الأنوار وأغلقت الباب و ذهبت لتجلس فى تلك الحديقه فى صمت فذهب ورائها و هو مندهش ويخبر نفسه
"أهذه (ليلى) التى كانت دائما تبتسم لرؤيتى وتقفز لتحتضننى، ماذا تغير ياترى !! "ولاكنه توقع أى شيئ بعد مكالمتها أمس فهو فى حاله من الذهول، جلست (ليلى) على الأرجوحه وبدأت تهتز، يتطاير شعرها مع الهواء و تزيده هزاتها للأرجوحه.
جلس بجانبها و ظل ينظر إليها، وهى فقط تنظر للسماء ثم أغمضت عينيها و بدأت تقول
" ما أجمل تلك النجوم تشعرنى كأنى..."ظل ينظر فى دهشه و تذكر كلماتها التى أخافته من قبل
"ما أجمل هذا المكان يشعرنى بأنى عصفوره مقطوع جناحيها وبجانبها ملاك لا تعرفه فى جنه هوائها آتى بنسيم عاصف ذو ريح جميل..منتظره تلك الأمطار لتمسح على جروحى وتنبت جناحى من جديد فأطير مع تلك الريح و ورائى ملاكى."و هى تقول " ما أجمل تلك النجوم تشعرنى كأنى عصفوره بدون أجنحه وملاكى قد أصبح شيطان، فنظرت للنجوم وأخبرتها بأن ملاكها قطع جناحها ، فى جحيم ناره قد أحرقتها فلم تعد تستطيع الطيران، فدعت الله أن ينجدها فأشرقت الشمس وأحرقته وظلت هى بلا أجنحه.."
وقف (ياسر) وأنتفض فى ذعر شديد، فهذا أصبح مخيفا بالنسبه إليه..تخيفه كلماتها و أفعالها فتلك لم تعد طفله بالنسبه إليه، نظرت (ليلى) إليه وابتسمت إبتسامه صفراء و هى تخبره فى إستعجاب " ماذا بك ؟ أرئيت الشيطان ! "
فأجاب برد غير متوقع " نعم..فهو بداخلى."