part 9

1.4K 53 11
                                    

-| حســن ..* | -

قد ذهبت فعلاً إلى لندن من أجل رؤية الجثة لم أذهب وحدي أصرت أية على القدوم معي .. دعيت كثيراً و تمنيت كثيراً بأن تكون تلك المعلومة خاطئة .. كان لدي بصيص ، فقط بصيص أمل بأن يكول كل شيء كذب .. تمنيت لو يتصل بي ليخبرني بانه بخير وان كل ذلك كذب ولم يحدث له شيء .. كيف لي الاكمال بدونه .. لا استطيع تخيل الشعور حتى !
حين وصلت إلى المشفى الذي أخذت عنوانه بعد أن وصلت .. وحين دخلت إلى تلك المشفى ليرشدونني إلى تلك الغرفة .. المشرحة أو " ثلاجة الاموات " وددت الدخول بمفردي قادتني قدماي إلى الداخل بخطوات متثاقلة متباطئة و خائفة .. توقفت أمام ذلك السرير لآشعر بصدري يعلو و يهبط بينما قلبي تتضارب دقاته بسرعة .. مددت يدي بأرتجاف لسحب ذلك الغطاء الابيض .. أغمضت عيناي بقوة و قلبي يعتصر .. ألتفتت للجهة الاخرى لم أود رؤية الباقي
كان وجهة مشوه بالكامل .. لكن الشيء الذي كان يميزه هو ذلك السلسال الذي أهديته اياه قبل عده سنين .. خرجت من المكان مسرعاً قواي قد بدأت تخونني أشعر بأنني سأسقط في أي لحظة إلى أن خرجت من تلك الغرفة .. قد خانتني قواي حينها لأجلس على أقرب كرسي أمامي لم أكن لآصدق لولا وجود ذلك السلسال .. لقد ذهب بعيداً ولن يعود ، لن أراه من جديد ، لن أسمع صوته ولن أغضب حين يفعل شيء يزعجني قد أنقلب كل شيء بين ليلة وضحاها ليصبح أحد الاموات .. لم يتبقى لي أحد فكل من أحببتهم يذهبون واحداً تلو الاخر .. أي حكمة هذه ! و أي عداله حين نخسر من نحب بأسم القدر ؟ اي اختبار نختبر بهِ الان ! .. لماذا يحدث كل ذلك .. عجباً لحياة تسلب ارواح من نحب يوماً بعد يوم لنتجرع كأس الالم في كل يوم .. وفي كل ثانية ..
أنتشلني من تفكيري صوتها ..
اية: حسن !!
قلت و أنا أنظر للفراغ .. لم أكن أشعر بشيء ربما بسبب الصدمة
حسن: هـو .. ولازم هسة نكمل الاجراءات علمود مراسم الدفن ..
نهضت من مكاني دون أن أتكلم أتجهت لآتمام الاجراءات .. بينما أخبرت علاء أن يقوم بالتجهيز هناك من أجل مراسم الدفن .. كنت سأعود لآهم بأخذه والذهاب إلى أن رأيتها مُنهاره هناك .. لم أستطيع التكلم حتى فهكذا شيء لا يمكنها تصديقة ربما قبل أن يخرج قد أتصل بها .. وربما في مساء الامس او ربما قبل أن ينام .. وقد تكون جميع تلك الاحتمالات التي راودتني .. ان كنت أنا لا استطيع تصديق ذلك فكيف هي تقدمت حتى أصبحت على قرابه منهم كانت اية تحاول تهدأتها لكن دون جدوى ..
رفعت رأسها لتنظر إلي .. قالت وسط بكائها
حوراء: حسن كول هالشي مو صحيح
صمتت قليلاً ثم قلت ..
حسن: هالشي صحيح ماكو شي غلط
مرت أيام العزاء بتثاقل شديد .. لم أستطيع حينها التفكير بشيء .. حتى الشعور بت افتقر أليه لربما بسبب الصدمة .. كنت أنعزل عن كل شيء لم أود الاختلاط بأحد حتى أقرب الناس إلي
وها قد مر سته أشهر على خبر وفاتة ومازال ذلك الالم متواجد في صدري لم أستطيع أحتماله لأكثر من ذلك .. في احد الايام جلست ليلاً .. ألتفتت لآجدها تنام بعمق كان وجهها شاحب ومتعب تنهدت لآقوم بتغير ثيابي وأخرج من المنزل كنت أود الخروج للذهاب إلى مكان بعيد
لآجلس بمفردي .. كنت أنظر للأشجار من حولي بفراغ شعرت بالدموع تتساقط رويداً رويداً .. تلك التي كانت تخنقني يومياً .. وهل للبكاء عُمر ! ام جنس محدد .. كلا و كلا .. البكاء لا يقتصر على شخص معين ولا على جنس ، بل قد تعداه ليشمل الجميع دون أستثناء .. نحن نبكي لنرتاح لنفرغ ما في القلب من هموم و أوجاع لا أكثر لآننا نشعر بشيء من الراحة .. ففي كثير من الاحيان لا نستطيع التعبير ولا الكلام فقط " البكاء " هو الحل .. كما يحدث في كثير و كثير من الاوقات
سمعت أصوات تقترب .. ألتفتت لآراها تقف على مسافة جيده كانت ستقترب لكنني أستوقفتها لآقول
حسن: مو هسة أية .. احتاج ابقه وحدي شوية ..
وهي بدورها ذهبت خائبة أيضاً .. بقيت لفترة طويلة بمفردي ، كانت من أصعب الايام التي قد مرت علي في أحد الايام طلبت مني الذهاب إلى مكان ما .. ذهبت إلى هناك لم أود رؤية الانكسار في عينيها ككل يوم حتى وصلت إلى هناك جلست بجوارها
اية: لشوكت تظل هيج ؟
لم أتكلم .. أعدت رأسي للوراء أكملت كلامها
اية: بنظرك ما جاي تعذب أخوك بقبرة ؟ .. و تعذبني وياك !
حسن: هالشي مو بيدي .. اية الي صار مو شوية ما اكدر انساه بيوم وليله
تجمعت الدموع بعينيها لتقول بنبرة بكاء ..
اية: ست أشهر عندك يوم وليلة ؟ حسن تره جاي اتعذب وياك
نظرت لها بهدوء .. مرت لحظات إلى أن قلت بعجز
حسن: ما ادري شسوي ؟
كانت دموعها تتساقط بصمت أقتربت لتضع رأسها على كتفي قالت ببحة
اية: اذا مو علمودي علمود ألي ببطني
صوبت نظري إليها بدهشة .. قلت بعدم تصديق
حسن: حــ ــامل ..!
هزت رأسها بالايجاب و استرسلت قائلة
اية: قبل أسبوع استلمت نتيجة التحليل بس ما لكيت فرصة احجيلك ..
قبلتها بهدوء .. كانت الشيء الوحيد الذي تبقى لي .. في تلك الفترة كنت قد تصرفت بحماقة كبيرة أبتعدت عنها كثيراً رغم انني أخشى فقدانها ربما يكون هو السبب فكل شخص احبه يرحل بسرعة
حسن: احبج ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 29, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الملاك الحارس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن