الجُزء الثاني.

30 4 1
                                    

مرّ اليومُ عاديًا بلا أي مشاكل او خلافات،فكان روتينًا معروفاً بيننا اذ انني عُدت للبيت وتناولت الغداء،كانت أُمي قد أعدّت بعض اللحم وشرائح البطاطا مع الرُز والحساء،تناولناه بهدوء دون أيّ نقاشات خارجيّه سوى بعض الكلمات القليله.

صعدتُ بعد ذلك لغرفتي فقد تعبتُ من قيادة السيّاره كما انني اشعرُ بالنعاس فقررت اخذ قيلولةٍ حتى العصر،امي قد اتصلت بصديقتها تدعوها لتناول الشاي،طبعاً انا لادخل لي بمن تدعوه او يأتِ فلا احب التدخُل او الجلوس مع النساء الراشدات .. حديثهُن يُشعرني بالملل الشديد كما انهن لايكففن عن الحديث عن الناس وحياة الآخرين،لذا ففي كُل مرة تدعوا امي أحداً اخرُج للقاء صديقٍ ما او التسكع خارجاً لبعض الوقت.

حضيتُ بقيلولةٍ جميلةٍ وهانئةٍ فقمت بالاستحمامِ استعداداً للخروج،لا اعلم مالخُطة الآن قد اذهب لمارتن لأعرفه على اصدقائي،او قد اذهب لكاثرين للتحدث قليلاً او اذهب لجيمي في مقهاه اشربُ القهوه واستمتعُ بأحاديثه أو غير ذلك،انا حقاً لم أُقرر بعد ولكن لامشكله في ذلك فهي حقاً ليست مأزقاً لأحله او قضيّةً لأخرج منها.

بعد الاستحمام ارتديتُ بنطال جينز وقميصاً احمر اللون رياضيّ تقريباً وحذائي الرياضيّ وقمتُ بتجفيفِ شعري وربطه لأعلى ووضعتُ المسكرا فقط مع روجٍ بسيط،نزلتُ ابحثُ عن والدتي حتى ارى ان كان هُناك مايؤكل فقد جُعت بعد هذه القيلوله،لم أجد والدتي في الجوار فقررت البحث طبعاً "اوه البحثُ مُمل بربها أمي اين ذهبت؟؟؟" تذمرت بغضب وانا ابحث،كم أكرهُ البحث وأكرهُ أي شخصٍ يآمرني بذلك،كما أنني امّل سريعاً فلا اكمل أي عملٍ كُلفتُ به،أمي تكره هذا الجانب فيّ وتكره تذمري الدائم،أكره أيضاً كتابة شيءٍ وتركه لفتره مهما كان ذلك الشيء فإني اكره ان اتركه واعود لأنني اذا عُدت املُّ منه ولا اكمله،يمكنني تأليف العديدِ من الكلمات ووضعها في صفحاتٍ عديده بوقتٍ واحد ولكن لايمكنني كتابةُ جملة واكمالها بعد فتره،هذه أنا حقيقةً شيءٌ قبيحٌ في شخصيتي وأنا أكرهه ولكن لايتغيّر مهما حاولت!

بعد بحثٍ ليس بطويلٍ فعليّاً ولكنني مللتُ منه،وجدتُ بعض القطع من الدجاج المُجمد يحتاج للقليّ "ياارباااه!لِمَ لا اجدُ شيئاً مُرتباً يحتاجُ للتسخين فقط؟"بقيتُ اشمُت وانا اُخرج القطع المُجمدة والزيت والمقلاه،بدا لي العمُل الآن شاقاً ورائحتي ستمتلئ برائحة القلي فاعدتُ كل شيءٍ مكانه وخرجت باحثةً عن مطعمٍ سريع،لم اشاء ان أعيد الاستحمام أكرهُ الاعمال الطويلة التي تدعي الى الانتظار كالإستحمام والطبخ واشياء أخرى.

اذهبُ الى مطعمٍ يقعُ في آخر الشارع،ابتسمُ وانا أرى اسمه لطالما أحببته وأحببت طعمه،طلبتُ طلبيتي وانتظرتُ ريثما يُنهونه،تتصل بي وقتها أمي "جين أين ذهبتي؟لقد ضننتك نائمه."
اتفاجأ من غضبها ولهجتها المتهيّجه واتحدث بهدوء "لقد استيقظت وبحثتُ عنكِ ولم أجدك،اين كُنتي قبل رُبع ساعه؟."
تهدأ أمي وتجيب "لقد خرجتُ لاقتناء الحاجيات،لم اتوقع ان تستيقظي قبل ان أعود."
"حسنًا لقد استيقظتُ بالفعل قبل مجيئك."
تسأل أمي بينما اشعُر بها تحملُ الأغراض هُنا وهُناك "حسنًا إذن أين أنتِ؟وإلى أين سرتي؟"
"اماه انا لم أعُد صغيره،أنا بإنتظار وجبتي فأنا جائعه لم أجد بالبيت مايُسخن ويؤكل."
غضبت أمي من كلامي فقالت "حسنًا ياكسوله!لِمَ لم تُعدي شيئاً يؤكل،هل هذا صعب؟."
ابتسمتُ من لهجة الغضب لدى والدتي "أماه مامشكلتك؟تعرفين أنني اكرُه الطبخ كما أنني قد استحممت ولا اريد أن تلتصق بي رائحةُ الطبخ."
ضحكت أمي بسخرية "هذا ليس كُل شيء،أنتِ دائماً ماتكرهين العمل ودائمةُ التذمر وليس هُنالك من يقومُ بسماعِ تذمركِ لذا خرجتي."
قلت بهدوء "ليس كُل مايُقال صحيحاً فأنا حقاً اشعر بالجوع والإنتظارُ لن يجعل معدتي سعيدة ابداً."
"لابأس استمتعي بوقتك،لاتُكثري من الوجباتِ السريعه كما لاتتأخري في العوده."
اقفلتُ السماعة واخذتُ وجبتي بدأتُ بالمضغ بهدوء ورويّه بدأت تلك الهموم تعودُ نحوي،كم أكرهُ ان ابقى بِمفردي في مكانٍ ما حتى لو كان غُرفتي سِوا للنوم،ابقى بتفكيرٍ مُستمر وكم أكرهُ التفكير..تراودني فكرةُ ان اتصل بأحدٍ لنخرج سويّاً فلا يخطُر ببالي سِواه.

زهرةٌ في زمن الأشواك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن