قررنا، بأن أحدنا سيشكلُ للآخر جذوراً يضربها في أرضِ الواقع، وطناً ينتمي إليه، و ذاكرةً.
« أهديكِ، لنفسي الغارقةِ بكِ، قصيدةً »
- أحد عشر : الكتاب الثاني
تلاشت الابتسامةُ من على شفتيها، تجمد الدم في عروقها، استفسرت عما قاله بكلمةٍ تنقصها أحرفٌ لم تخرج.
- هل تتزوجينني؟
أعاد السؤال و لازالت الابتسامةُ الدافئةُ تعتلي شفتيه.
أسندت رأسها إلى رأسه مغمضةَ العينين، تلاحمت الجباه، هل كانت تبكي؟ هل كانت تضحك؟ هو لا يدري فعلاً.
- نعم..
أومأت مكممةً فمها بيدها، التي خضبتها الدموع.
احتضن دموعها، و جسدها.
لمَ استغرقَ كل هذا الوقت ليسألها؟
كانت تنتظره، هذا واضح. ألا تتظر كلُ فتاةٍ هذه اللحظةَ؟هذا السؤال؟ و هذه الدموع الخاصة؟ الرجفةُ في أصابعها و صوتها، و هذا العناق الطويل؟
- توقفي عن البكاء..
ابتعدت، مغطيةً وجهها بيديها، منخرطةً في نشيجٍ محتدم.
- مباركٌ لكما!!
كان هذا ما لحقَ صوتَ فتحِ البابِ و اندفاعهم إلى الداخل، جميعاً.
- ما هذا بحق السماء؟
قطب جيمين حاجبيه متراجعاً يراقب جويو التي لا تنفك تصرخ، معانقةً جيمين، و محاولةً إبعاد يديها عن وجهها. و من خلفها ليلي تحاول إبعادها عن جيمين، خشيةَ أن تختنق من طيش هذه الطفلة. رفع نظره لأعلى حيث كان تايهيونغ واقفاً يربت على كتفه.
عند الباب وقفا، جنباً إلى جنب، سام و جيروم.
أبعدت يديها، حدّقت في كل الموجودين حولها، و حينها، شعرت بأن تلكَ اللحظةَ كانت الأكثر ألماً على الإطلاق، ألمٌ بطعم السعادة.
