ترددت كثيراً قبل أن ألجأ لخالي مجدداً لا سيما أنه إلى جواري في الغرفة قيد سريره الطبي يعاني من ردود وآلام متفرقة في أنحاء جسده ، ولكنني تجرأت بعد وقت قصير واقتربت منه.
خالي : أريد أن ارى أروى فقد وافق أبويها وسمحوا لي بزيارتها.
نظر إليّ خالي غاضباً وقال بغيظ حقاً.
فقلت له حقاً
فقال : لعنة الله على السفهاء وعليك.
فقلت له : دعك من هذا لابد أن اراها الآن ويمنعني الوحوش الكواسر الواقفين عند الباب ولابد أن تتصرف.
ثار خالي ضدي وارتفع صياحه لدرجة جلبت الحرس من الخارج ، وعندما دخل الحرس قال لهم بعفوية "لماذا منعتموه من زيارة خطيبته ..؟؟
رد الحارس بعجرفة ليس لدينا أوامر بذلك ولا اريد أن أسمع أصواتكم هذه مجدداً .
وهي الكلمات التي حملت في طياتها أحداثاً كثيرة.
قال لهم خالي : يجب أن يصعد لخطيبته الآن وبأي ثمن ، وإلا جئتكم بالقرار من الوزير رأساً مع عقوبة مناسبة لكليكما.
نظر الحارس مشدوهاً إلى خالى ذلك الجريء الذي كان يتحدث بجدية ممزوجة بالحنق ، وقال له :افعل ما شئت ، ثم دار للخلف وخطى خطوتين نحو الباب ، ولكنه استدار مبتسماً ، ويبدو أنه فكر في كلمة أي ثمن تلك التي نطق بها خالي قبل الوعيد والتهديد ، وقال كم ستدفع لنتصرف وأتحمل أنا وزميلي عواقب افتئاتنا وتجاوزنا للقرارات .
وهنا فقط قارب الأمل أن يصير حقيقة ، وصارت روحي أقرب إلى السكينة والإستقرار بعد زمن من التشرد والشتات .
وقبل أن ينبس خالي ببنت شفاه كانت حافظة نقودي في يد وألف دولار كاملة في اليد الأخرى .
تقدمت نحو الحارس وقلت له تفضل ،ولكن اسمح لي الآن أن أصعد لرؤية خطيبتي.
نظر اليّ خالي ممتعضاً وهو يخبط كفاً بكف ويقول أحمق ستعيش أحمق وتموت أحمق.
نظرت له لا مبالياً ثم عدت للتحديق في وجه الحارس وقلت له هيا بنا.
فقال الحارس ليس قبل أن استأذن زميلي ثم خرج لمدة قصيرة وتركني مع خالي الذي لم يتوقف عن صب اللعنات عليّ وعلى أبوي أروى وعلى العالمين، ثم عاد وقال هيا بنا وانطلقنا.
كنت أسير وأحد الحارسين أمامي والآخر خلفي ، وكان وقتها قلبي يدق بسرعة ولكنه كان متماوج المشاعر( محبة ، وأسى وإعتذار ورهبة )، ولكن وصلت الدرج كنت أصعد وكأنني أرتقي في فردوس حياتي وجنتها التي طالما حلمت بالإستقرار فيها إلى أن وصلت غرفة أروى .
دخلت وأنا أكاد أتوارى من سوء ما قدمت ولبشاعة ما جنيت .
كانت أروى نائمة أو منومة كملاك وديع وكان شعرها منسدل على وسادتها كأسلاك الحرير ، وكنت أحدق فيها آسفاً معتذراً وكان الحرس إلى جواري فأثارت غيرتي نظرات الترقب من كليهما تجاهنا همست في أذن أحدهما :" رجاء ابقوا في الخارج ولم يتردد فأشار لزميله وهما في الخروج .
إقتربت من ملاكي النائم وقبضت على إحدى يديها بكلتا يدي وقبلتها واعتذرت لها كثيراً ولكنها لم تسمع .
كانا أبويها جالسان بالقرب منها ولولا وجودهما لحملتها وذوبتها في أعماقى حتى نرتقي فوق مجرات الكون وانصهر أحدنا في الآخر إلى حد الإمتزاج والتلاشي والتحول إلى أطياف نورانية تلهم التائهون والمشردون الضائعون و العشاق والمحبين .
حاولت أن أبدو قوياً متحكماً في قلبي الملتاع ولكن رغماً عني طفرت من عيني دمعة حارة ، وأنا أقبل يدها وسقطت بجوار وسادتها .
لم أعد أعي بالزمن ولا بالمكان وأنا في هذه الحضرة الملائكية عاشق متيم ومذنب ذليل يرتجي الصفح والغفران ،حتى تفاجأت بأحد الشرطيين يحط كفه فوق كتفي ويقول لي طال الوقت فلا تعرضنا للخطر .
فقلت له متوسلاً اتركني دقيقتين ولك كل ما تطلب ، فتردد الرجل كثيراً قبل أن يخرج ، ومضى وقت آخر وأنا على نفس حالتي السابقة إلى أن عاد الشرطي من جديد ، وهو يقول مر أكثر من ساعة منذ صعدنا فهيا بنا وجذب ذراعي ، ولكني تشبثت يدي الأخرى بيد أروى ، جذبني الشرطى بقوة ومن قوة الجذبة وقوة تشبثي بيد أروى جذبتها فسقطت رأسها من فوق الوسادة ، فاستيقظت وفتحت عينيها وقالت : أين أنا ..؟؟؟ ماذا حدث ..؟؟
وأخيراً سمعت صوتها ندياً هامساً ينبض بالحياة من جديد ، في هذه اللحظة كان أبويها عند رأسها وأنا بين أيادي الخراس الغليظة خارج الغرفة أضرب يدي في جيبي من جديد وأخرج محفظتي وأتوسل إليهم أن يتركوني أعود للداخل حتى لدقيقة واحدة.
قولوا : لا إله إلا الله
الأحداث القادمة أكثر إثارة فإنتظروا..
هذه القصة لا تدور أحداثها في مصر فتوقعوا المكان وسأنتظر توقعاتكم في التعليقات.
أنت تقرأ
وجه أروى (Wattys2016)
Romantikعاد من السفر فرشحوا له زوجة ودارت الأحداث حتى وصلت ل .... تابعوها ...