دخل رستم ابن حكمدار العاصمة بعد أن أذن له الضابط بالدخول ، ابتسمت ابتسامة استحقار للموقف .
إحمر وجه الضابط خجلاً ، وظهر على تصرفاته الإرتباك الشديد ، قال لـ (رستم) تفضل بالجلوس قالها مرات عديدة وقد كان رستم قد جلس بالفعل لدرجة أثارت انتباه الجميع .
ابتسم رستم ابتسامة الواثق من نفسه ، وكان خلف الإبتسامة غرور وصلف لا يليقان بمنظره الودود ووسامته الكبيرة ، وقال للضابط جلست شكراً لك قالها مرات متعاقبة خلف الضابط ، ثم صمت ، فيبدو أنه مل من كثرة تكرار الكلمات إلى أن انتبه الضابط ثم توقف.
لم أنتظر كثيراً فقد كانت الفرصة مهيأة أمامي تماماً لكي أعرف ما يدور حولي بالتفصيل ، ولم أتردد بالفعل انتفضت من مكاني واتجهت نحوه ، وقلت له سيد رستم لماذا أنا هنا.. خبرني بالله عليك.. ؟؟
قلتها مرة واحدة ، نظر إليّ رستم نظرة سخرية ، ولم ينطق .
وقتها زعق الضابط بأعلى صوته ، وقال لماذا تتوجه له بالحديث أنت هنا لأنك متهم ، فلا تتحدث دون إذن إن كنت تريد أن تخرج بسلام .
لم أرتاع من الزعيق أو الصوت الصاخب والنبرة التحذيرية التي امتزجت بالجلبة والضوضاء التي أثارها هذا الضابط بزعقاته المتواصلة .
فتوجهت له بالحديث أنا لست متهماً ولست مجرماً .
فقال الضابط أنت متهماً هذه حقيقة ، وأما مجرماً فربما تكون كذلك إذا أدانتك المحكمة .
قلت للضابط غاضباً أنا لست هنا في محاضرة قانون ، ويجب أن أخرج على الفور خطيبتي في المستشفي وتحتاج لرعايتي.
قال الضابط خطيبتك أم ضحيتك..؟؟
فقلت : سيادة الضابط : لا تطيل الأمر فتضيع وقتي ووقتك ووقت السيد رستم وأوقات السادة المحامين ، فلا شك أن البلاد تحتاج جهودكم فيما هو أهم ، إئذن للسيد رستم بالرد عليّ ، فعلى ما يبدو أنه هو من يدير المكان ..
كانت كلمتي هذه بمثابة سبة للضابط ولجهاز الشرطة بالكامل ، فجعلت الضابط أكثر صخباً وغضباً .
لم يكن عندي طاقة وقتئذ للصبر طويلاً أو التحمل أكثر ، فكان الأمر حسب تصوري مدبر ، وكان عليّ أن أفعل أي شيء لأعرف ما يدور حولي .
توجهت نحو رستم وأنا لا أكاد أن أعي وإقتربت منه أكثر ، ووجدت يداي تمتدان نحو ياقة قميصه وتضيقان عليه الخناق ، و أقول له ما الأمر دعك من هذا الغرور ، كل هذا لن يفيدك فأنا أمريكي تركي ولست تركياً عادياَ أو ضعيفاً كما تعتقد أنا أكبر مما تظن وأستطيع أن أحاسبكم جميعاً.
نهض رستم على أثر ما أقوم به ، ودفعني دفعة قوية كادت أن تسقطني أرضاً ولكنني تمالكت نفسي في اللحظة الأخيرة ، وتوجهت نحوه مجدداً ثائراً بشكل أخاف الجميع وكدت أتشابك معه من جديد ، لولا تدخل الحراس فيما بيننا.
نظر إلي الضابط وهو مرتبك مذعور ، وقال لي يبدو أنك مجرم بالفطرة وبحاجة شديدة للتأديب .
هنا تدخل أحد المحامين وقال متودداً لا تعطي الأمور أكبر من حجمها سعادة الضابط ، فيبدو أنهما شابان وبينهما أمر ما ومن الأفضل تلطيف الأجواء لكي نفهم جميعاً حقيقة الأمور ونصلح الأمر ، نحن لا نريد أن يأخذ الأمر أكبر من حجمه .
نظر إليّ المحامي وقال مستفسراً هل تملك بالفعل الجنسية الأمريكية ..؟؟
فقلت بأعلى صوتي : نعم أنا مواطن أمريكي وأستطيع أن أستدعي سفارتي ولكنني أرغب في أن يواجهني هذا المتمترس خلف سطوة أبيه وضباط هذا المكان مواجهة الرجال.
فقال لي المحامي متودداً عليك بالهدوء وهمس لي يجب أن تحترم المكان وتحترمنا ، الموضوع سهل فلا تعرض نفسك لمسئوليات وإتهامات أكبر دعنا نخدمك وننهي هذا الموضوع إذا سمحت.
أولاً : أعتذر للتأخير فسامحوني
ثانياً : أعتذر أيضاً أن هذا الجز قصير
ثالثاً : الجزء الجديد قريباً جداً بعون الله
لا تنسوا ذكر الله
قولوا لا إله إلا الله ، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
![](https://img.wattpad.com/cover/66474404-288-k557042.jpg)
أنت تقرأ
وجه أروى (Wattys2016)
Romanceعاد من السفر فرشحوا له زوجة ودارت الأحداث حتى وصلت ل .... تابعوها ...