كانت صفعة قاسية جعلتني أضحك من نفسي ضحكاً هستيرياً أيقظ أمي من سباتها العميق راكضة تجاهي مذعورة ، تتمتم بآيات وأدعية ليحفظني الله من كل شيطان رجيم، ولم تتركني إلا بعد أن ذهبت إلي عالم النوم الجبري العميق .
في التاسعة اقتحم خالي الغرفة ، وأيقظني من نومي مجبراً، اقتادني معه دون أن يخبرني إلي أين ، فكان حدسي أننا نسير تجاه اللقاء والمقابلة التي طلبتها ليلاً ، وفي مكان مفتوح زج بي، وكأنه يقذف بكيس قمامة تجاه صندوقه، وأشار إلي إحداهن مردداً.. إنها هي ، اذهبا معاً إلي الجحيم ..
كانت هي الأروي، وكنت أنا أدور حولها كنيزك ثائر يدور حول الأرض، وعما قليل ستجذبه رغماً عنه ليشتعل ويهلك، ويذهب إلي عالم اللاوجود والفناء ، لم تبالغ أمي ولم تصف بدقة ، كاد القلب يتوقف مني ، نظرت إليها منبهراً ، تفصدت خلايا ضعفي بأنهار من عرق لا يتوقف ، استباحت عيناها كل كوامن ذاتي الرابضة خلف الهدوء المصطنع والوقار .. قلت أهلاً، وبعدها صمت ، دار الزمن وعيناى مثبتتان نحوها، وكأنني البوذي الذي استدرك اليقين في عيني الحجر الصامت، وأخيراً همستْ ..
ـ أتبقي علي هذه الحالة كثيراً ؟
ـ أية حالة ؟
ضحكت متهربة من سذاجة استفهامي..
ـ حمداً لله علي سلامتك ..
ـ أشكرك ..
نما الحديث ، وخرج من مهده الأول ، كبر وتطور، طالالماضي ، خاض الحاضر، واستشرف أبواب المستقبل ، وبعد قليل نبتت في ذهني فكرةطفولية تحركها القوي الشيطانية التي طالما حرضتني عليها وعلي كل الأقران فيطفولتنا ، توجست من همجية نفسي، نضجت الفكرة في أعماقي صارت هماً ، أشعل النار فيجسدي ، أثقل يمناي، تقدمت كمجنون مجرد من اليقين، تقدمت أكثر وأكثر، وارتفعت يديإلي الفضاء ، حجبت نور الشمس عن بصري، وهوت فوق خدها الرقيق بعنف أو برقة لا أدري ولكنها يقينا هبطت ، كصفعة لها صدى ..
أنت تقرأ
وجه أروى (Wattys2016)
Romansaعاد من السفر فرشحوا له زوجة ودارت الأحداث حتى وصلت ل .... تابعوها ...