( 11 )

104 8 22
                                    

استجبت لنصيحة المحامي مؤخراً وبعد تردد كبير ، ولكن يبدو أن الأمور كانت قد ساءت أكثر وأكثر ، فقد استدعى الضابط قائد المكان عدد من الجنود الأقوياء وأحدهم كان يمسك أغلال وقيود حديدية.

لم أخاف ولم ارتاع بالفعل ، وقررت أن اواجه مصيري ، ولكنني تذكرت حال أروى ووضعها الحرج في المستشفى ، وسألت نفسي ألهذه الدرجة قد يكون الإنسان احمقاً ، وقد يعرض الآخرين من الأنقياء والأبرياء إلى الأخطار ..؟؟

ولهذه الدرجة قد تودي النفس الحمقاء المتهورة بصاحبها إلى الهلاك ..؟؟

كان عليّ أن أتحدث وأقول أي شيء لهم ، قبل أن يدفعوني نحو مصير غامض ولو مؤقتاً ، وكان عليّ أن أجد حيلة أو أخرى للإطمئنان على أروى ، ولكن من يسمع ، ومن يسمح ، ومن يستجيب..؟؟

كان رستم محمر الوجه مروع بالفعل مما جرى ، ويبدو أن ما قمت به جعله يتأكد أنه ليس أمام خصماً سهلاً ، رغم أنه لم ينطق بعد ولم يقوم بأي شيء رغم أنني هاجمته وجذبته من قميصه وضيقت الخناق عليه ، فقد دفعني فقط وجلس على كرسيه من جديد.

قلت للضابط محاولاً استفزازه لما هو أكبر مستفسرا.: الجنود الأقوياء هم جنودكم أم جنود سيدكم الآمر رستم..؟؟

زمجر الضابط وارتفع صوته مجدداً ، ولكنه صمت تماماً ، و ران الجميع بالصمت عندما تحدث رستم

قال رستم : إصمت أيها الشاب أنت تفعل كل ما في وسعك من أفاعيل خائبة محاولاً التنكر و الهرب مما فعلت ، ولكن كن على يقين أن ذلك لن يفيدك مطلقاً ، الضباط والجنود ليسوا لي ، وأنا هنا شاهد على الجريمة ، وعليك ألا تفكر مجدداً بمثل ما قمت به تواً.

كلمات رستم القليلة كانت بمثابة صفعة قوية أكبر من التي حطت على وجه أروى فجعلتها تسقط مغشياً عليها.
وكأنه خبير نفسي قرأ ما يدور بأعماقي وقرر ان يخبرني ، بما تتهرب منه نفسي.

قال الضابط متهكماً : دعك منه سيد رستم فهناك نوعية من معتادي الإجرام يفعلون أكثر من ذلك ، لقد تعودنا عليهم بالفعل ، ونستطيع التعامل معهم بحسم وفق القانون ، ولكننا نفضل التعامل بروح القانون.

تدخل أحد المحامين معترضاً ، وقال سعادة الضابط نقولها مجدداً يبدو انه صراع لأمر ما بين الشابين ،،، وعليك ألا تنحاز لأحد لأننا جميعاً لازلنا لا نعرف ما الذي يجري، ونريد أن نعرف بالفعل.

استفزني هذا الكلام عند سماعه وحرضني على الكلام الحاد مجدداً بعد أن كنت قد عقدت العزم على ألا أتكلم مجدداً إلا بهدوء وروية لكي يمر الأمر بسلام.

قلت لهم جميعاً وبصوت قاطع : ليس بيني وبين الرجل ثمة صراع ولم أعرفه من قبل ، إلا إن كان ينوي منازعتي ومساومتي على خطيبتي ، ووقتها فلن تنفعه سلطات أبيه ولن تنفعني جنسيتي الأمريكية.

قال الضابط مهدداً : كفى تهديداً ووعيداً يا فتى وإلا رأيت منا وجه آخر لا يعجبك .

كان أسلوبي في الكلام بوضوح تام ما جعل رستم ينطق مرغماً فقال : أنا لا أنازعك ولا أنازع أحد على أي شيء ، وإن حدث ذلك ذات يوم فأعدك أنني لا أخسر أبداً ولم يحدث ذلك من قبل .

فقلت له إذن ما الأمر ..؟؟

قال رستم : أنت مجرم قد إعتديت على الفتاة ولطمتها على وجهها بشدة ، فسقطت مغشياً عليه وهذه جريمة تستحق التوقيف والعقوبة..؟؟

فقلت له هذه خطيبتي ولم تشكو لك أو للشرطة وهي بلا شك لن تفعل فبأي حجة الآن أنا هنا ..؟؟

قال رستم : من قال لك هذا راجع قوانين هذه البلد أيها الغريب ، القانون يحمي كل من يستظل تحت سماء هذا الوطن حتى الكلاب الضالة لها نحميها على هذه الأرض ، فما بالك بالبشر..

قلت له : لا تحاول .. لا تحاول لعب هذا الدور ،، أغلب الدخلاء والمتملقين حول العالم يلعبون مثل هذا الدور الرخيص ، المسألة مسألة شخصية لا علاقة لك بها .

قال رستم : كيف ذلك أنت حين لطمتها كنت في مكان عام ، وأنا وغير شاهدت ما جرى.؟؟

قلت وأنا أعض على أسناني من الغيظ : ولماذا إختفى الجميع وجئت وحدك لتبلغ عني وتقبض عليّ أيها الوضيع ..؟؟

نهض رستم مغتاظاً من فوق كرسيه ، ولكنه سقط نعم سقط بالفعل إذ توجهت نحوه وأنا بمنتهى الغيظ والثورة ثم وجهت له ضربة قوية بقبضة يدي تحت عينه اليسرى .

لا تنسوا ذكر الله
قولوا لا إله إلا الله تفلحوا

وجه أروى (Wattys2016)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن