(9)

180 11 92
                                    

كان ذلك الـ ( رستم ) ثائراً بشدة ، ضد الحارسين وضد إدارة المستشفى وكأنه هو حكمدار العاصة نفسه غاضب ضد موظفين وخدم يعملون عنده ، وليس ولده الذي لا يملك أية سلطات ، ولا محل له من مسألتنا هذه.

 وفي الحقيقة لقد كان الجميع في حالة إرتباك إذ أن صعودي لزيارة أروى ومن ثم هبوطي ، كان يجري بالمخالفة للخطة القانونية التي رسمها رستم ورجلي الشرطة نهار أن جئنا للمستشفى .

 فكانت أكبر أحلامهما أو بالأحرى ما كان يتمنون عدم حدوثه هو توقيفي ومنعي  من الإطمئنان على أروى والإعتذارمنها وإصلاح ما بيننا ، قبيل بدء التحقيق ،  ورغم ذلك فإن السبب الذي جعل رستم يقوم بكل هذا لا يزال غامضاً جداً بالنسبة لي.

ولكن ما أثارني بصدق هو كيف لدولة ك ( تركيا ) التي صارت محط إعجاب العالم في إرساء مباديء القانون والعدالة مؤخراً أن تكون مرتعاً لذوي النفوذ وأبنائهم بهذا الشكل البغيض.

بعد قدوم رستم وإكتشافه ما أقوم به بمعاونة الحراس المحسوبين عليه كان من الطبيعي أن تتبدل أحوالهم في التعامل معي لتكون أكثر صلف وخشونة  وشدة وإن كانت مصطنعة ، كما أن الحركة في المستشفى صارت أكثر سرعة ، ولها وقع منضبط.

لم يكن إقتحام رستم غرفة أروى بهذا الشكل بالأمر الهين على أروى نفسها ، فقد تبدلت ملامحها المتعبة أصلاً من العتب واللوم لي لملامح غاضبة ، ومذعورة مما يجري ، ولم أشأ أن أتحقق مما دار فقد اقتادانني الشرطيان للأسفل بقوة.

لقد كان صوت رستم صاخباً ، مما جعل الأطباء يهرولون تجاه غرفة أروى وهم يظنون أن هناك خطأ طبي أو مشكلة صحية تعاني منها نتيجة إهمال.

كنت أهبط وأنا مستاء جداً مما يجري ، وكنت أتمنى لو يهبط خلفي ذلك الرستم لأفتك به.

كان الحارسان في قمة الإستياء يلعنان حظهما العسر ، وعندما دخل ثلاثتنا عند خالي بالأسفل بأحوال متغيرة ، وأمزجة ليست على ما يرام ، ضحك خالي ضحكة بلهاء وقال متهكماً : ألم أقل لك أنها سترد لك الصفعة صفعات ، وأنها لن تقبل إعتذارك ، عليك أن تفكر في خطة إبداعية جديدة.

أشرت لخالي إشمئزازاً وقلت له في سري أن أصمت فأنت لا تعي ما دار ، كما أن خيالك المتربص بي يجعلك واهم ولكني لم أجرؤ على النطق بها.

قال أحد الحارسين : لقد وقعنا في ورطة سيد عدنان فقلد جاء السيد رستم ابن حكمدار العاصمة  ، وثار ضدنا ، وسيتم عقابنا لا شك . 

وقال الآخر : هذا جزاء من يفعل خيراً في هذه الدنيا.

حملقت في الحارس الذي كان يتحدث وهو في قمة التصديق والشعور بالذات وقلت صارخاً إعتراضاً على كل هذا المن : أنت لم تفعل خيراً مجرداً سيادة الشرطي ، بل قمت بعمل نظير أجر ، فقلد تسلمتما مني ألف دولار كاملة .

وجه أروى (Wattys2016)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن