(5)

202 17 46
                                    


07:45 مساءً

ما إن تأكدت يقيناً أن رجلي الشرطة وذلك الشاب الذي كان يتتبعنا قادمين بإتجاهي أنا وخالي ، إلا وبدأت الآلام تنتشر في أنحاء جسدي كله .

كان الحادث قوياً وقد تحاملت على نفسي لإنقاذ ضحاياي ، ولكني الآن متعب ومأنون ، وزاد من ألمي دخول الشرطيين والشاب الذي كان يرصدنا منذ صفعتي التي هوت على خد أروي غدراً ، تراجعت وجلست فوق كرسي بجوار خالي وكانت حالتي وقتها حالة صعبة ويرثى لها ، لمحني الممرض من بُعد فتقدم مسرعاً فسبق الشرطيين والشاب إليّ.

سألني الممرض : ماذا بك..؟؟

قلت له : أشعر بألم شديد في أنحاء جسدي .. أشعر وكأن عظامي تتكسر.

قال سأحضر لك الدكتور ، والأمر بسيط وربما لا تحتاج أكثر من حقنة تسكين ، وفي هذه اللحظة كان احد الشرطيين يتحدث إلى الممرض ، ويستفسر عن إمكانية مسألتنا فأخبره الممرض أن هناك حالة من بيننا تعاني من ارتجاج بالمخ ولايمكن توجيه السؤال لها إلا بعد أن تستقر .

أما عني وعن خالي فقال أن مسآلتهما الآن تحتاج لإستئذان الطبيب خاصة وأن أحدهما منوم جراء حقنة مهدئة، والآخر يشكو من آلام في أنحاء جسده وربما يحتاج لفحص بالأشعة.

أعلم يقيناً أن الحظ الطيب أحياناً يرافقني في المواقف الصعبة ، ولكن اليوم تبدو الأمور مختلفة تماماً ، نظر إليه الشرطي الآخر غاضباً ، وزعق فيه آمراً إذهب إذن وأحضر الطبيب.

فإنطلق الممرض تلبية للأمر .

نظر إليّ ذلك الشاب وقال متهكماً هل تشعر بآلام جسدية حقاً .

فقلت له عظامي تكاد أن تتهشم.

فقال وبخصوص قلبك وضميرك ما حالهما.

نظرت إليه خجلاً معاتباً نفسي ،ولم تعينني أي قوة على الإجابة.

فقال لي أحد الشرطيين حالتك طيبة ويمكننا أن نسألك دون إذن طبيب ، لا تتمارض يا رجل.

لم انطق مطلقاً ، وقبل ان يستطرد الشرطي في الكلام كان الطبيب فوق رؤسنا.

الطبيب : ما الأمر..؟؟

احد الشرطيين هو الإجراء الطبيعي عندما تكون هناك حادثة.

رد ذلك الشاب متوجهاً بحديثه ناحيتي : وعندما تكون هناك جريمة.

فقال الطبيب : ولكن هذا الإجراء يتطلب إبلاغ للشرطة من قبل المستشفى إن كان هناك ثمة شبهة أو جريمة وهذا لم يحدث.

الشرطي : نعم هذا لم يحدث ولكننا جئنا بعد بلاغ من السيد رستم وأشار تجاه الشاب ، وهو بالمناسبة ابن حكمدار المدينة.

وضعت كفي فوق وجهي لاعناً حظي العثر.

استطرد الشرطي في الكلام فالسيد رستم يقول أنه كان شاهد عيان من لحظة وقوع الجريمة.

ارتبك الطبيب عند سماعه كلمة جريمة ولكنه تمالك نفسه وقال دعونا الآن نفحص المريض مجدداً لنتتحقق من إمكانية مسآلته الآن من عدمها.

وجه أروى (Wattys2016)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن