نظرتْ إليّ أروى مذعورة ، لم تصدق، طفرت الدموع من مقلتين مغدور بهما ، ركضت منهارة، دارت الدنيا من حولي ، وانغمست أقدامي في وحل المآساة ، فكانت إحداها بثقل الجبل العظيم ، وأخيراً تحطمت الصخور القاسية من ساقيّ، واندفعت خلفها كالريح العقيمة ، قبضت رداءها ، احتويتها وأنا كلي أمل أن تسامحني وتعفو عني ولو بعشرات اللطمات ،ولكنها سقطت بين يديّ مغشياً عليها ، إلتف الناس من حولي ومن حول ضحيتي ، ثار بعضهم ضدي لاعناً همجيتي ورجعيتي ، وحاول بعضهم الفتك بي ، وأهان أغلبهم بقايا رجولتي ، وأنا لا أعرف كيف أواري سوأتي ومآساتي ففقدت القدرة على النطق والقدرة على التفكير والتبرير ، وفي لمح البصر كان خالي في المكان ، يُجهز بكلماته على ما تبقى من كرامتي ، ولأول مرة تطيش يده بخدي .
- كنت أعرف أنك مجنون ومن عائلة مجانين ، كنت متردد في هذا الموضوع فأنا أدرى الناس بك، ولكنني آثرت أن أفعل الخير في أمك، ولكنك أحمق ومستمر في حماقاتك ، ولاشك أنك أوقعتنا في مصيبة لا حل لها إلا أن تطير فيها رقبتك .
- تطلعت إلى خالي لا مبالاياً وضعت كفي على خدي من أثر لطمته ، كانت لطمة مهينة وموجعة ، ولكنها مبررة وفي موضعها ، لم أجروء على أن أعتاتبه ، ومع ذلك فإن قلبي لم يعد ينبض تجاهه خالي بالمودة والإحترام والإجلال كما قبل ، رغم ورطة هذا الصباح .
حملت أروى بمساعدة خالي لكرسي قريب ، وحاولت بعض الفتايات التدخل للمساعدة ، ومع ذلك كن ينظرن إليّ بإمتعاض ، وكن يهمسن وهن ينظرن بذلك الإمتعاض بكلام قاسي تجاهي ، حاولت أن أساعدهن وهن يضعن بالقرب من أنفها أنواع متعددة من الروائح لعلها تفيق ، فبدا الأمر مستحيلاً مع كل المحاولات.
صرخ خالي مذعوراً : قتلتها أيها الأحمق ولن يكفي أهلها رؤوسنا جميعاً وانطلق يركض كالمجنون نحو سيارته ليحملها إلى المستشفى ، وفي هنيهةٍ أحضر السيارة ، ورفعها معي إلي الكرسي الأخير وجلست إلى جوارها وهي شبه ميتة لا أجروء على لمسها أو الإقتراب منها ، كان خالي في قمة الغضب والذعر يركض بسيارته بسرعتها القصوى لعله يستطيع أن يجد حلاً لما أوقعته فيه ،كانت السيارة تهتز بشدة مع السرعة ووعورة الطريق فازلقت رأس أروى على كتفي ثم إلى صدري وبالقرب من قلبي الذي كان يدق بأعلى أصدائه رغم أنها يعتصرألماً عليها ، ومحبة فيها ، متوسلاً إليها أن تفيق وأن تنبس ولو بكلمة "اللعنة" ، ودون أن أدري كانت يدي القاسية حانية ورقيقة وهي تلمس خدودها وشعرها المنساب بين ذراعي وأنا أقبله إعتذاراً، نظر خالي في المرآة ، ولاحظ ما أقوم بها ، فصرخ بعلو صوته من جديد وهو يضغط مكبح السيارة ليوقفها ، ثم فتح الباب وهو يلعنني مرة أخرى ، ويصب عليّ جام غضبه ،وراح يجرجرني إلى الخارج وهو يصرخ بعلو صوته: إبتعد عنها أيها الأحمق المتحرش دعنا في مصيبة واحدة لا تمطرنا بمصائب الدنيا كلها مرة واحدة ، وراح يدفعني نحو كرسي القيادة ، بينما جلس هو في الخلف إلى جوار آرواي ليتولى هو تطبيبها لعلها تفيق .
كان أمر القيادة وأنا في مثل هذه الحالة أشبه بإلقائي إلى التهلكة ، ومع ذلك فقد رحت أرركض وأسرع بالسيارة كما كان خالي يفعل ، وكنت بين الفينة والأخرى أختلس النظر إلى أروى وإلى خالي الذي كان مذهولاً متوتراً عبر المرآة ، ومن جديد راح خالي يصرخ : إنتبه إنتبه ستقتلنا أيها الأحمق
mFO0Eq?Kq
أنت تقرأ
وجه أروى (Wattys2016)
Roman d'amourعاد من السفر فرشحوا له زوجة ودارت الأحداث حتى وصلت ل .... تابعوها ...