(٨)

198 10 103
                                    

كنت اتقافز بين يدي الحراس خارج الغرفة كطفل صغير يتقافز بين يدي أبويه باكياً لرفضهما شراء دمية أو شيىء تعلق به قلبه ، وكنت أزداد تقافزاً وتوسلاً إليهما كلما سمعت صوت أروى وسط كل هذه الجلبة طيباً ندياً وهي تجيب والديها بخير أفضل الحمد لله .

كان الحظ رغم هذه المأساة يصاحبني وكانت أبواب الأمل مُشرَعة ، وما إن أفاقت أروى بحضوري وحضر الشرطيان إلا وبدت الأمور تتبدل وكأنهما أزالا بدخولهما كل الأمل بل وجلبا الإحباط واليأس لا سيما بعد رفضهما القاطع أن أبقى بجوارها بعض الوقت لزيادة الإطمئنان عليها ، وحتى بعد أن أخرجت ما تبقى في جيوبي من دولارات وليرات أيضاً وكأنهما رغبا في التوبة إلى الله من دنس ما اقترفا طوال حياتهما بل ومن الرشوة التي قبضاها في هذه اللحظة ، وعلى كل حال فهي اللحظة غير المناسبة بل الأكثر ألماً لي على الإطلاق.

فمن المؤلم أن يهوي الإنسان من فردوسه بعدما ارتقى وها أنا أهوي للمرة الثانية بعدما هوت يدي على خد اروى.
نزلت بين أياديهما أجرجر ذيول إنكساري ، وأتطلع لحيلة أخرى لعلي أعاود الرقي والصعود .

وبُعيد عودتي لغرفتي بالأسفل كانت الحيرة والإضطراب يسيطران عليّ نظر إليّ خالي وقال مستفسراً : ماذا جرى..؟؟
قلت له خيراً ، ولكنها عندما أفاقت دخل الحرس وجرجروني بقوة ولم تأتي الفرصة لكي أطمئن عليها وأعتذر منها.

فقال خالي: وهل ترى أنها ستقبل إعتذارك .
قلت له : ربما .

قال خالي متحدياً : إن حدث ذلك فسأتكفل بكل نفقات زفافكما ، إن قبلت ذلك ذات يوم ، أو نفقات زفافك على أخرى.

كانت كلمات خالي محبطة بدرجة إحباط لا تقل عما سببه لي الحارسين عندما جرجراني فور افاقتها ، ولكنني رغم ذلك أردت أن أنهي هذا التحدي واحسم موقفي فقلت لخالي الذي كان هادئاً على غير عادته : أريد منها فقط أن تقبل اعتذاري وأما الزواج منها ف ( لا ).

اغتاظ خالي بشدة ولكنه كتم هذا الغيظ بكل ما اوتي من قوة ، رغم الشرر والشرز الذي كان يتناثر من عينيه ، وقال وهو يصطك اسنانه بعضها ببعض لماذا يا ولدي احكي لي .. افتح لي قلبك.. قل الحقيقة .. ماذا جرى بينكما قبل أن تضربها .. هل اهانتك مثلاً..؟؟
فقلت بمنتهى الهدوء أبداً أبداً أنت لا تعرف طبيعة العلاقة بيننا.

فقال خالي : أية علاقة وانت لتوك عائد بعد سنوات طويلة من الإغتراب مع ادعاءك انك لم تراها منذ أن كانت في العاشرة.

فقلت له : هذا موضوع يطول شرحه ولا وقت الآن لذلك.
فقال خالي والغيظ والفضول يتملكان منه معاً : أتظن أنت واهم رغم كلامك الأجوف إذ تعتقد أنها ستتقبل اعتذارك أيها الأبله ، فرتب نفسك للأسوأ .

فقلت له اتركوني معها بعض الدقائق فقط ، ووجدت أنه من المناسب أن أزيد تحفيزه ليساعدني في هذه المسألة التي تبدو عصية فقلت وإن لم تقبل إعتذاري وتسامحني فلك فوق المبلغ الذي سترصده ثمناً لزفافي ساعة رولكس سويسرية.

وجه أروى (Wattys2016)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن