السابِع عشر من تشرين الاول .
لم يَعتقِد بأن الفُقدان مؤلمٌ الى تِلك الدرجة
هو و أبداً لم يعتقِد انه قد يُقاسيه يوماً
لم يعتقد انه قد يفقِدها يوماً
لم تنل القدر الكافِ من حُبه بعد .
الرّب يُعطيه درساً ، لقد كان سيئاً نحو ابنته ، لم يرعها جيداً ، كان قاسياً حيث أن ماضيها حمل الكثير من النُدوب بسببه ، روحها الصغيرة تألمت في صمت و وحدة .
" اغفر لي .. ".
" ارجوك ".
لم تتحمل حباله الصوتية ألم الفُقدان فانكسرّ صوته من قوته ، عيناه كانت باهِتة وغائرة الى حدٍ كبير ، وجهه كان شاحباً يتحدث عن الموت وملامحه الذابلة كانت هادئةً وبشكلٍ مُريب .
لم تذرف عيناه دمعةً واحدة تُعبر عن حُزنه ولم يكُّن مُتبلِداً عن الشعور ، لكن الشعور قد قتله الصمت .
تنهيدة صدرت من أعماقه ليختتم بها صلاته قبل أن يُنزِّل يداه اللتان اجتمعتا معاً أمام تمثال السيدة العذراء التي كانت تُحدِّق به بشفقةٍ .
استغرقه الأمر بضعة دقائق قبل أن يفيق من شروده بالتمثال الشمعي أمامه ويُحرّك رأسه مواسياً حاله .
" أيها الابّ بين ، يجدُّر بِك التوجه إلى المنزِل لأخذِ قسطٍ من الراحة ! ".
كانت تساؤلاً اكثر من كونها طلب حاني ، نظرات الشفقة في عيني الأب چوشوا كانت اكثر ألماً بعد .
" لابأس ، يُمكنني المُتابعة حتى الصباح ".
ابتسامته اليائسة أصمتت الاب چوشوا عن اعتراضه ليتركه برغبته ويسير مُبتعداً ، لقد كانت ساعةُ الفجرِ ولكن الأب بين أبى المُغادرة ، بالأحرى هو كانت ينتظر ،
ينتظر الامل ." الأب بين ؟ ".
- هل كان هذا صوت الأمل ؟
الأب بينجامين استدار في عجلة ليُحدق في أمله الذي حضر أخيراً .
" سيد چيمس ، ماذا حدث ؟ ، هل هُناك أى مُستجد ؟ ، هل وجدتُم جُثمان ابنتي ؟ ".
لم يستطع منع تدفق أسئلته من إغراق السيد جيمس الذي نظر له بتوتر وازدرد ريقه بمرارة .هما تبادلا النظرات لفترة واستطاع السيد جيمس رؤية شرارة الأمل في عيني الأب بين تنطفئ جراء صمته ، وضبابٌ غريب قد ابتلع عينيه .
أنت تقرأ
خطوات القطط
Misterio / Suspenso" في الخامس عشر " " أشعر وكأنني متُّ معها ذلك اليوم .. لكنهم نسوا دفني .. ". _ تشانيول بارك . انجلترا - بلدة ميون الغربية . فئة الغموض .