خريفُ عامِ ألفين وأربعة /بلْدة ميون الغربية في رِيف إنجِلترا.
" ابْقوا في صُفوفٍ خَلفي يا أَطْفال ".
" صِبيةُ الصفِ الثالِث لا تُضايِقوا فتياتِ الصفِ الأوّل ، وچيريمي لا تبتلِع العِلكة ! ".
قالَت السيّدة فلاوندر بصوّتِها الطنان وهى تتفقدُ الاوراق الخاصّة بالطُلاب ." سأُنادي بالأسماء الحاضِرة ، من يسمعُ اسمه فليُردد أنا ".
" چولي نيكلبيرغ ، مِيلاني رِذربلاك ".
استمرت بمُناداةِ أسماءِ أطفالِ الصفِ الأول لِتصل الى الصف الثاني ثم الصفِ الثالِث ." تشانول بارك ! ".
" آهٍ ، سيدة فلاوندر إنها بارك تشانيول ".
تذمر صبيٌ صغير وهو يشعُرُ بالإحراج من سُخرية زُملائِه .نظرت له السيدة فلاوندر من أسفلِ نظاراتِها لتُجيب بلكنةٍ إنجليزية مُتعالية .
" تشانيول ، نحنُ لسّنا في كُوريا لتُقدم اسم عائلتك ، انت هُنا تشانيول بارك ، كم مرةٍ يجبُ علىّ إخبارُك بذلك ! ".
هو فضّل عدم الإجابة ولكم صديقه في معدته لأنه لم يتوقف عن القهقهة .
التفتت السيدة فلاوندر لبقيةِ التلاميذ.
" حسناً اذاً ، جميعكم هُنا ، هل هُناك شخصٌ لم يسمع اسمه ؟ "." سيدة فلاوندر هل هذه احدى فتياتِك ؟ ".
جاء السيد ماكس سائقُ الحافلة بملابِسه الرثة ورائحة السجائِر والجوارب التي تفوح منه ليُمسك الطُلاب أُنوفهم في تقزز .
انتقلت أنظار السيدة فلاوندر للطِفلة في يديه .
" داميونتري كيرين ، أين كُنتِ ؟! ".
هى سريعاً ركضت نحوها لتُمسكها من ذراعها المُكتنز بالملابس الثقيلة مُوبِخةً اياها ." لا تبتعدي عن رفاقِك مُجدداً ! ".
جعلتها تقف في الصف مع بقية فتيات الصف الاول ليتذمرن وتنطق احداهُن .
" أنستي ، لا نُريد داميونتري ان تقف برفقتنا .. انها غريبة ".
" صمتاً ميلاني ، لا تقولِي ذلك عن صديقتك ! ".
" انها ليست صديقتي ".
امتعضت ميلاني وادارت مقلتيها بضجرٍ لتُقهقه بقية الفتيات ساخراتٍ .داميونتري الصغيرة لم تُبدِ ردة فِعل مُنذ ان الفتاة لا تتحدثُ كثيراً في الواقع .
لا يعلم احدهم كيف يبدو صوتها حتى هى كانت نوعاً فريداً من الاطفال
قصيرة للغاية وهى حقاً كانت بـبُنيةٍ صغيرة وقدمين قصيرتين ، وجنتين مُنتفختين مُمتلئتين بالدُهن وشفاهٍ مُكتنزة وحدقتين واسِعتين بعدساتٍ زرقاء داكنة ، خُصلٍ طويلة كستنائيةُ اللون مُجعدة قليلاً .كانت ترتدي آلاف الاقمشة الثقيلة بألوانٍ داكنة لحماية جسدها من البرد مما جعلها تبدو ككُرةٍ صوفية ، مع حقيبةً ضخمة قديمة بالنسبة لجسدها .
كانت محطّ سُخرية من قبل الجميع ، بمن فيهم صبية الصف الثالِث والذين كانوا يهوون مُضايقتها وإثارة حنقها .
***
عندما تجمّع الاطفال حول السيدة فلاوندر ليسيروا برفقتها نحو البُحيرة كان المكان مُزدحماً برجال الاطفاء وجمعيات الحفاظ على البيئة و مدرسةُ ويسترن ميون الابتدائية كانت تُقيم رحلةً ميدانية لبُحيرة الضباب .
حذرت الانسة فلاوندر اطفالها من الاقتراب كثيراً من سورِ البحيرة الخشبي .
***
" أيتها القصيرة هل تريدين مساعدة ؟ ".
قال احدهم لينفجر صبية الصف الثالِث في الضحك ." اراهن انها مضيعة لوقتك أيتها النبتة ، أنتِ حتى لا تستطيعين رؤية البُحيرة ".
قال تشانيول بارك لتعبس ملامحها .***
تسللت اقدام داميونتري الصغيرة فوق صخرةٍ كبيرة تتمسكُ بيدٍ واحدة في السور كى تستطيع الوقوف والرؤية جيداً ، يدها الاخرى احاطت بالقط الكعكة ، قطها الاسكتلندي بُني اللون ، حريصةً الا تُمسك بها السيدة فلاوندر بسبب قانون " ممنوع احضار الحيوانات الاليفة ".
***
" أمسكي بيده داميونتري ! ".
" ايتها الفتاة الصغيرة ، اعطني يدكِ الاُخرى ".
هى رفضت كى لا تسقط القط الكعكة من بين يدها الاخرى ، وظنت ان والدها قد يعاقبها بسبب احضاره للرحلة .
لم يستطع الرجل الوصول الى يدها الصغيرة ، ولم تستطع هى الوصول للنجاة
و انزلقت .
- خريفُ ألفين وأربعة / داميونتري بينچامين واين كيرين / اُقيمت جنازتُها في كنيسة البلدة دون وجود الجُثة ، لم تتمكن فرق الانقاذ من العثور عليها في مياه البحيرة -
توفيت داميونتري كيرين عن عُمرٍ لا يتعدى السِت سنوات / طفلةٌ وحيدة لرجلِ دينٍ في البلدة .
أنت تقرأ
خطوات القطط
Misteri / Thriller" في الخامس عشر " " أشعر وكأنني متُّ معها ذلك اليوم .. لكنهم نسوا دفني .. ". _ تشانيول بارك . انجلترا - بلدة ميون الغربية . فئة الغموض .