الثاني مِن تشِرينِ الثاني / ألفين وستة عشر.رؤيتي كانت تتضح شيئاً فشيئاً ، لم يكُن سونغجاى الوحيد من ظهر في نطاق بصري .
الجميع كان يظهر واحداً تلو الآخر .
صوت الاصطدام المدوي كان كفيلاً بإخراج جميع الجيران من منازلهم .
بمن فيهم السيّد بينجامين الذي خرج هلِعاً من باب منزله .
و والِدتي .
" يا اللهي تشانيول !! ".
هى صاحت حيثما تقف بالقرب من باب المنزل لتُهرول بإتجاهي وعينيها تفيضان قلقاً .سونغجاى انزاح قليلاً عن جسدي يسمح لها بالاقتراب حيث كنت ممدداً فوق العشب في حديقتنا الأمامية .
" ما الذي حدث ؟ ".
جثت على ركبتيها أمامي بينما تتفقد وجهي لتتأكد من سلامتي .لكنني شعرتُ بالسقم يلفحني .
صفعت يدها بعيداً عني دون تفكير وخيمت غيمةً رمادية فوق رأسي .
عينيها كانتا متوسعتين بصدمة ، هى نظرت لي وكأنني شخصٌ غريب .
في المُقابل أنا لم أكن أنظر إليها فعلياً .
لسببٍ ما بصري لم يكُن مُنجذباً لمحيطي .
لقد كان مُوجهاً نحو نافذة العِلية في منزل السيد بينجامين .
تِلك النافِذة حيث تسلقتها قطةٌ صغيرة رمادية قبل أن تندفع بمرونة للداخل وتُغلق خلفها .
وتلك كانت اللحظة الأكثر هزلية في حياتي ..
حاولت الاستقامة بعدها لكنني بالكاد فعلت ، ألمٌ مُباغت سرى في أوردة قدمي اليُسرى .
كان من الصعب على تحريك كاحلي ، لقد سقطت فوقه حتى التوت عظامه
تمسكتُ في صندوق البريد القصير لأزن جسدي طويل القامة حيث أقف بساقٍ واحدة
" ما الذي يحدث بحقِ الجحيم ؟ ".
السيد بينجامين صاح في نوبةٍ من السخط العارِم يرمق السيارة داخل حديقته بحقد .هو بالتأكيد علّم لمن تنتمي ، حين انطلقت من عينيه سهامٌ موصبة نحوي عندما لمحنّي أقف أمامه .
" بارك ".
مؤكداً هو هسهس أسفل أنفاسه .الجيران كانوا مُلتمين يُشاهدون في صمتٍ مدقع ، والِدتي كانت تقف في مكانها جامدةً بينما شعرت بعيني سونغجاى تراقبانني من مسافة جيدة .
أنت تقرأ
خطوات القطط
غموض / إثارة" في الخامس عشر " " أشعر وكأنني متُّ معها ذلك اليوم .. لكنهم نسوا دفني .. ". _ تشانيول بارك . انجلترا - بلدة ميون الغربية . فئة الغموض .