الفصل الثالث عشر

2.5K 338 206
                                    


الثاني مِن تشِرينِ الثاني / ألفين وستة عشر.

رؤيتي كانت تتضح شيئاً فشيئاً ، لم يكُن سونغجاى الوحيد من ظهر في نطاق بصري .

الجميع كان يظهر واحداً تلو الآخر .

صوت الاصطدام المدوي كان كفيلاً بإخراج جميع الجيران من منازلهم .

بمن فيهم السيّد بينجامين الذي خرج هلِعاً من باب منزله .

و والِدتي .

" يا اللهي تشانيول !! ".
هى صاحت حيثما تقف بالقرب من باب المنزل لتُهرول بإتجاهي وعينيها تفيضان قلقاً .

سونغجاى انزاح قليلاً عن جسدي يسمح لها بالاقتراب حيث كنت ممدداً فوق العشب في حديقتنا الأمامية .

" ما الذي حدث ؟ ".
جثت على ركبتيها أمامي بينما تتفقد وجهي لتتأكد من سلامتي .

لكنني شعرتُ بالسقم يلفحني .

صفعت يدها بعيداً عني دون تفكير وخيمت غيمةً رمادية فوق رأسي .

عينيها كانتا متوسعتين بصدمة ، هى نظرت لي وكأنني شخصٌ غريب .

في المُقابل أنا لم أكن أنظر إليها فعلياً .

لسببٍ ما بصري لم يكُن مُنجذباً لمحيطي .

لقد كان مُوجهاً نحو نافذة العِلية في منزل السيد بينجامين .

تِلك النافِذة حيث تسلقتها قطةٌ صغيرة رمادية قبل أن تندفع بمرونة للداخل وتُغلق خلفها .

وتلك كانت اللحظة الأكثر هزلية في حياتي ..

حاولت الاستقامة بعدها لكنني بالكاد فعلت ، ألمٌ مُباغت سرى في أوردة قدمي اليُسرى .

كان من الصعب على تحريك كاحلي ، لقد سقطت فوقه حتى التوت عظامه

تمسكتُ في صندوق البريد القصير لأزن جسدي طويل القامة حيث أقف بساقٍ واحدة

" ما الذي يحدث بحقِ الجحيم ؟ ".
السيد بينجامين صاح في نوبةٍ من السخط العارِم يرمق السيارة داخل حديقته بحقد .

هو بالتأكيد علّم لمن تنتمي ، حين انطلقت من عينيه سهامٌ موصبة نحوي عندما لمحنّي أقف أمامه .

" بارك ".
مؤكداً هو هسهس أسفل أنفاسه .

الجيران كانوا مُلتمين يُشاهدون في صمتٍ مدقع ، والِدتي كانت تقف في مكانها جامدةً بينما شعرت بعيني سونغجاى تراقبانني من مسافة جيدة .

خطوات القططحيث تعيش القصص. اكتشف الآن