"آسف للغاية بشأن ما حدث, هل أنتم بخير .. ؟!" تساءل ياسر وهو يتجه اليهم - ليام, رودي و هاري - فـ أومئوا له بالايجاب .
"لا عليك" قال ليام بخفوت .
"من هو ذاك الرجل؟ أرى أنك عاهدت مجيئه الي هنا" قال هاري فأومأ له ياسر .
"يُدعى تروي أوستن علي حد علمي! انه يتسول في النهار لجمع بعض الأموال حتى ينفقها علي المشروب و النساء ليلًا" أجابه ثم سحب منشفته و بدأ في تجفيف الطاولة من القهوة التى سكبها تروي "انه عميل في حانتى" أكمل .
"تمتلك حانة .. ؟!" تساءل ليام بفضول .
"انها خُمارة أو نُزُل بأدق تشبيه" أجابه ياسر وهو يرتفع و يعتدل في وقفته أمامهم "لأجل المشروبات و المكوث بها لأجل الأجانب أو المسافرين! كذلك نمتلك هذا المطعم أنا و أسرتى, تفضلوا بالجلوس سأحضر لكم القهوة" أكمل ثم أشار لهم بالجلوس مبتسمًا .
"لا بأس, كنا سنذهب علي أية حال" قال هاري ثم سحب بعض النقود من جيبه الخلفي, قام بعدها و سحب منها احدي الأوراق ثم ناولها الي ياسر "شكرًا لك" قال مبتسمًا بعد أن سدد ثمن القهوة بينما رد له الثانى الابتسامة و رحلوا سويًا .
*****
فتح الشرفة بقوة ليندفع الضوء فورًا الي الداخل و ينتشر في جميع أرجاء الغرفة و كأنه كان أسير الخارج‚ كذلك تحرك الغبار في الأنحاء اثر عدم فتحه للشرفة منذ اكثر من ثمانية عشر يومًا‚ قطب حاجبيه بقوة بسبب ضوء الشمس المسلط بعينيه و بدأ بتحريك يديه في الهواء امام وجهه ليبعد الغبار عن مجري تنفسه, خرج من الغرفة و دلف الي الشرفة, استند بيديه علي السور وهو ينظر حوله الي حديقة المنزل و ما يحوطها من الطريق الرئيسي و أولئك الناس و كذلك السيارات العابرة, صوت زقزقة العصافير علي الأشجار صباحًا بل و كذلك استنشاق هواء الصباح الباكر في ذلك النهار المشرق رسموا بسمة عابرة علي شفتيه النحيلتان, استنشق الهواء الي رئتيه براحة قليلًا ثم زفره بهدوء وهو يقلب بصره في الأرجاء .
مخطيء من ظنه قد تحسن! ولكن ليس عنده ما هو أفضل من رؤية خاطفة قلبه مساءً و زيارتها له في احلامه, لأول مرة يحلم بأنها تعود اليه مما أصاب قلبه بالسعادة و الطمأنينة, خرج سريعًا من الشرفة ثم اتجه الي المطبخ ليعد بعض الطعام و القهوة فـ شهيته مفتوحة ولا يريد من أي شيء أن يعكر صفو مزاجه هذا اليوم .
حمل طعامه ثم جلس ليأكله لكن مزاجه بدأ في التعكر رويدًا رويدًا ..
كيف لك أن تكون بهذه السعادة و أنت كاسر قلبها .. سؤال تخلل الي مسامعه هروبًا من ضميره ليضرب قلبه بكل قسوة .
تحول كل شيء الي ظلام من جديد، شعور بالذنب يمزق فؤاده مليون جزء, ازاح ما أمامه بيده عارضًا عن تناول أي شيء, لقد أحبها .. أحبها بكل ما يمتلك من مشاعر, لم يبخل أن يعطيها من حبه و عشقه ما يكفي لغمرها, هي كانت الي جواره حين لم يفعل أحد, من يحب بهذه الطريقة هو في عداد الموتى .
أنت تقرأ
My Life Began With You ✔ (Completed)
Mystery / Thrillerالجَميعُ يكرهُ الظلامَ، لكَن أليسَ بدونِ الظَلامِ لا نَستطيعُ رؤيةَ النجومِ ؟ - - - All Copyrights Reserved © alyaa_salama