فتح عينيه بصعوبة شديدة, ظل يرمش كثيرًا حتى تمكن من رؤية الصورة واضحةً أمامه, اعتدل في مجلسه و هو يتأوه بألمٍ حيث أنه ظل نائمًا علي الأض مائلاً برأسه علي الأريكة طوال الليل, فرك عينيه بهدوء ثم نظر الي ساعة يده الي تشير الي الثالثة عصرًا من الوقت ! نام فوق الخمسة عشر ساعة أو إن أدق تشبيه لما حدث له هو أنه غاب عن الوعى أو دخل في غيبوبة مؤقتة .
زفر بقوة ثم سحب علبه السجائر من جيبه و القداحة, اطبق شفتيه علي احدي سجائره وقام باشعالها مغطيًا نيران القداحة بكفيه, اغلقها ثم ألقي بها بعيدًا بلا مبالاة و بدأ في تدخين السيجارة, أبعدها عن فمه باصبعيه وهو ينفث دخانًا مفرطًا من فمه أصابه بسعالٍ شديد وهو يضغط علي رئتيه بقوة بقبضته نظرًا لأنه أرهقهما تمامًا من كثرة النيكوتين الذي استنشقه طوال الأسبوعين الماضيين .
اللعنة .. قال بصعوبةٍ و غضب من بين أنفاسه وهو يعتمد علي الأريكة بيده بقوة لينهض عن الأرض مستمر في سعاله الذي كاد يجرح صدره, توقف علي قدميه كأنه متسمر بالأرض حتى يواز حركته, فـ من قد ينام فوق الاثنتا عشر ساعة و ما ان يستفيق يبدأ يومه بالتدخين ؟
ألقي بالسيجارة بالمطفأة و ضغط عليها بيده ليطفئها ثم دلف الي غرفته بحركة غير ثابتة حتى وصل الي الخزانة, سحب أول ما وقع عليه بصره من ملابس ثم دلف الي دوره المياه, ملأ الحوض بالماء الفاتر ثم ألقي بنفسه ببطء بالداخل حتى يرخي عضلات جسده بينما يعيد رأسه للخلف في شرودٍ مغمضًا عينيه ثم بدأ ينزلق بجسده الي داخل الحوض .
*****
كان الثلاثة - لوي, نايل و رودي - يسيرون في الحديقة سويًا؛ رودي عن يمينه, نايل عن شماله و لوي متأبط ذراعه بينما يمسك بطوق كلبه حتى يساعده علي السير وهو يتحدثون قليلًا و يتعرفون علي لوي أكثر ..
"كم عمركِ, رو .. ؟!" تساءل لوي بخفوت .
"سأتم الثامنة عشرة في السابع عشر من أغسطس القادم" أجابته مبتسمة ليبتسم بخفة بدوره .
"هذا يعنى بعد شهرٍ تمامًا ! حسنًا عيد ميلاد سعيدًا مقدمًا" قال مازحًا لتضحك بخفة و تهمس بنعومة: شكرًا .
"و أنت نايل" قال لوي ليردف نايل: أنا في التاسعة عشرة .
"آها ! ما يعنى أننى أكبركما سنًا اذًا" قال لوي ليبتسموا بهدوء "اذًا هيا, أمسكا بيدي و أرشدانى للطريق فـ أنا عجوز" أكمل مازحًا ليضحكوا سويًا ثم أكملوا مسيرهم حتى وصلوا الي احد المقاعد و جلسوا هناك .
ترك لوي كلبه و قد أحّل السلسلة عن طوقه "هيا اركض يا فتى" قال مداعبًا اياه و ما إن أفلته حتى ركض الكلب سريعًا .
"ألا تخاف أن يضيع منك .. ؟!" تساءل نايل بتعجب .
"إنه معى منذ طفولتى, لا يفارقنى أبدًا الا قليلًا" أجابه لوي "و أكره جعله مقيدًا الي جوار! فـ أنا أعلم تمامصا كيف يكون شعوك حين تكون مقيدًا في مكانك" أكمل .
أنت تقرأ
My Life Began With You ✔ (Completed)
Mistério / Suspenseالجَميعُ يكرهُ الظلامَ، لكَن أليسَ بدونِ الظَلامِ لا نَستطيعُ رؤيةَ النجومِ ؟ - - - All Copyrights Reserved © alyaa_salama