| 11 | كابوس ..

1.3K 118 48
                                    

ظل لوي يستند علي الجدران بضعفٍ شديد حتى يسند جسده عن السقوط, فوق عدم قدرته علي الابصار كان المكان مظلمًا وهاديء تمامًا, يلتفت حوله في كل مكانٍ باحثًا و كأنه سيخترق جدار العتمة ليري بوضوح حتى بدأ صوتها في التخلل الي مسامعه مناديةً بإسمه و لكنه في تلك اللحظة سقط أرضًا و عجز عن الحركة و مازال صوتها يناديه باستغاثة, سمع خطوات أقدام تقترب و تقف أمامه فارتفع ببصره حتى وصل الي وجهه, اجل هو أسوأ كوابيسه - كما كان يصفه دومًا ..

تـ تروي .. قال بغضبٍ امتزج بصدمة بينما تروي ينظر له باحتقار ثم ابتسم بخبثٍ و عقب بهدوء ليخالط صوته نبرات صوتها المستغيثة: لقد قضيت عليها

"لا !!" صرخ بفزعٍ وهو ينهض من نومه جالسًا علي السرير و جسده يرتجف بينما يتصبب عرقًا و دموعه انهمرت من عينيه المتسعتان بينما اندفعت رودي اليه فورًا و ضمته سريعًا ليلقي بجسده الهزيل بين ذراعيها ليحتمي بها سريعًا مسندًا رأسه علي صدرها و محيطًا خصرها ذراعيه بقوة وقد انفجر باكيًا بينما هي تحرك يدها علي ظهره صعودًا و هبوطًا لتهدأه ممررةً أصابعها بين خصلات شعره الريشية الناعمة كأنه طفل استيقظ من كابوس مفزع و يختبئ بين ذراعيّ والدته .

"ما الخطب لوي .. ؟!" تساءلت رودي بعدم فهمٍ بينما ضمها اليه أكثر أو لأقرب تشبيه كان يعتصرها بين ذراعيه .

"هو .. لم .. أنا أعني .. رودينا .. هـ هو .." قال بتلعثم بينما كومت وجهه بين كفيها و رفعته لتقابل عينيه المظلمتين ببصرها بينما بدأت تجفف دموعه بأناملها برفق .

"ششش, اهدأ لوي أرجوك" قالت بخفوتٍ "كان مجرد كابوس مجددًا! هو لم يقترب منى أقسم" أكملت لتطمأنه بينما بدأ هو يهدأ لكن جسده مستمر في الارتجاف بقوة وعاد للارتماء في حضنها من جديد .

صمت تام حال بينهما حتى هدأ جسده عن الارتجاف وهي شاردة تمامًا و تضمه اليها بينما هو خفف عناقه عن خصرها بعض الشيء حتى لا يؤلمها "مر شهرين منذ مكوثي هنا .." قال بخفوتٍ شديد بينما التفتت اليه "وكل يوم أحلم الحلم ذاته" أكمل بأسى ثم تنهد بقوة بينما هي طبعت قبلة حانية علي رأسه .

"ولكن لوي, أنا هنا معك لن أذهب إلي أي مكان! لن يعثر عليّ ذاك الحقير" قالت مطمئنةً "تبقي يومين فقط صغيري و ستتمكن من الابصار و عندها ستذهب اليه لتغيظه" قالت مازحةً ليضحك بخفة و ينهض عنها .

هي اعتادت علي مناداته بـ ( صغيري ) لأنه كان كلما تعرض لمشكلة أو أصابه الحزن ارتمي بين ذراعيها ليحتمي بها ولأنها دومًا رأت فيه روح الطفل الطاهرة التي تحدث نايل عنها, مر شهرين وهو يمكث بمنزل رودي و أخيها حتى يعتنيا به بينما يذهبان به الي الطبيب ليباشر حالته للقيام بالجراحة التي ستجعله يبصر و هان نحن اليوم قبل يومين من الجراحة .

"هل أشرق الصباح .. ؟!" تساءل بعفوية .

"أجل و أعددت لنا الفطور" أجابته وهي تنهض عن السرير ثم تأبطت ذراعه بلطفٍ لتساعده علي النهوض حتى استقام الي جوارها, خرجا من الغرفة و اتجها الي المطبخ ثم ساعدته علي الجلوس و جلست الي جواره بينما كانت تناوله طبقه ليأكل .

My Life Began With You ✔ (Completed)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن