انتهت حرب العصابات التي استمرت لأكثر من سنتين ونصف، وراح ضحيتها آلاف الناس الأبرياء ، شُردت عائلات ،وقتل أطفال، واشتعلت النيران في كل مكان، فقد الكثير احبائهم ، وفقد الكثير ارواحهم ، كانت حرباً هوجاء لم يكن لها دوافع واضحة ،او أي اهداف!
..............................................................
كان ذلك اليوم يوماً مشمساً وصافياً جوهُ ،وصوت الطيور بالمدينة كأنهُ لحن أحبهُ الجميع دون استثناء فقد كان ذلك اليوم، اليوم المثالي لبداية قصة جديدة قصه سوف تكون من الصعب نسيانها وتكون فيها لنا فائدة وعبرة:............
كان فؤاد يسير وحيداً. بعد أن تركهُ ذلك الرجل في مكانٍ لا يعرفهُ فأخذ يغمغم بتذمر: يا الهي ماذا سأفعل الآن وانأ بلا مال أو ملجأ أو أي شيء؟ كان فؤاد يمشي وهو لا يعلم إلى أين و لكن وبينما هو يمشي مرَ بجانب أحد بائعي التفاح ولم يشعر إلا وقد دفعهُ احد الفتيه وهو يركض حاملاً كثيراً من التفاح فسقط فؤاد أرضاً وسقطت حقيبته التي كان يحملها على ظهره. وبجانبهِ الكثير من التفاح الذي كان يحملهُ الفتى. هرب ذلك الفتى بسرعة بينما حاول فؤاد الوقوف وهو يتألم . جاء البائع لمكان سقوط فؤاد فوقف فؤاد وهو يمسك مؤخرة رأسهِ بألم وهو يغمغم قائلاً: أحمق. لقد أوقعني أرضاً أمسك البائع معطف فؤاد قائلاً بعصبية: أيها الوغد أمسكت بك فقال فؤاد بوجهٍ مستغرب: ماذا؟ أمسكت بي؟؟؟ فقبض البائع على معطف فؤاد بشدة أكثر وهو يقول: لقد وقعت بين يدي أخيرا أيها السارق فعقد فؤاد حاجبيه ثم ضرب يد البائع مبعدها عن معطفهِ قائلاً: لست سارقاً هلا توقفت عن أتهامي فصرخ البائع مجدداً في وجهِ فؤاد قائلاً: إذاً ما هذا التفاح الذي كان منتثراً حولك وأنت ملقاً أرضاً لولا انك سقطت لكنت قد سرقت تفاحي وهربت مثل المعتاد فنظر فؤاد خلفهُ ولم يكن ليفعل أي شيء سوى أنهُ وقف كالمصعوق فأخذ يفكر ماذا سيحل بهِ إن دخل السجن وماذا سيكون موقفهُ أمام ذلك الرجل فسحب البائع فؤاد من أفكاره كأنهُ يوقظهُ وهو يمسكُ بمعصمه قائلاً بحدة: و الآن سوف تأتي معي وبدون أي مقاومة فنظر لهُ فؤاد قائلاً بتوتر: ماذا؟. مهلاً !.لا. لستُ من كان يحمل ذلك التفاح لقد كان فتىً صغيراً... لقد أوقعني........ و ذلك التفاح كان معهُ ....لكنه... فصرخ البائع بوجه فؤاد مقاطعا: توقف عن المراوغة فليس لدي وقتُ لأمثالك ثم.. ولم يكمل البائع كلامهُ فقد سمع صوتًا لاهثاً من خلفهِ قائلاً: اتركه فلتفت البائع لصاحب الصوت فرآهُ شاباً يلهث وهو يمسكُ فتىً صغيراً يبدو على ملامحهِ الذكاء والنباهة وجيوب معطفه منتفخةٌ جداً فقال البائع بدهشة: من...من هذا فابتسم ذلك الشاب وهو يقول لاهثاً : من سرق تفاحك فترك البائع فؤاد وذهب لذلك الشاب وأخذ يفرغ جيوب الفتى الصغير وكانتا مليئةُ بالتفاح ترك الشاب الفتى الصغير للبائع و ذهب لفؤاد فقال له: هل أنت بخير كان فؤاد ينظر للبائع وذلك الفتى بدهشةٍ عظيمة وعندما سمع صوت الشاب قال وهو ينظر لهُ بتعجب وذهول: م...ماذا أ...أجل ب. بخير ثم قال بعد أن تمالك نفسهُ واختفت دهشته: من...من أنت فقال الشاب بابتسامةٍ على وجهه: أدعى سيف وأنا بخدمتك فقال فؤاد بتوتر : أشكرك لإنقاذي من هذا الموقف! فقال سيف بابتسامة مرحة: على الرحب والسعة .....ولكن هل لي أن أتعرف بك ؟ فقال فؤاد وهو يمد يده مصافحا: آه أعتذر أدعى فؤاد فقال سيف وهو يصافحه: أنت جديدٌ في المدينة أليس كذلك غمغم فؤاد بتذمر وهو يلتقط حقيبته : بلى. ترك سيف وفؤاد البائع وانصرفا وهما يتحدثان معاً عن كلٍ منهما فقد طلب سيف معرفة قصة فؤاد وبعد معرفة كل ما جرى لهُ بحياته توقف سيف قليلاً ثم قال بحماس: وجدتها فقال فؤاد بتعجب: وجدت ماذا؟ فقال سيف بلهفه : ما رأيكَ بأن تسكن معي . (معك) قالها فؤاد بكل ذهولٍ وتعجب .فقال سيف: نعم . لدي منزل أسكن فيه مع احد اصدقائي وشقيقتي ما رأيك فقال فؤاد بتردد: هل سيكون أصدقائك موافقون بإقامتي معكم فقال سيف بلهفه: بكل تأكيد. هيا ومضيا إلى منزل سيف وفي الطريق قال فؤاد بابتسامة: لقد أخبرتك قصتي أريد أن أعلم قصتك وقصص أصدقائك فقال سيف: حسناً وتعجب فؤاد بالحي الذي يدخلان به، وعلى بعد عدة أمتار وبعيداً عن الأماكن المكتظة بالعمارات وأمام منزل ٍصغير وقد كانت بجانبهِ شجرة دراقٍ كبيرة قد أزهرت بأوراقٍ وردية متساقطة بمنظر جميل فتح سيف باب ذلك المنزل قائلاً لفؤاد: أهلاً وسهلاً بك وعندما دخلا وجد فؤاد المنزل من أجمل المنازل ورغم انهُ لم يكن من المنازل ذات المظهر الثري إلى أنه كان جميلا جداً و بطابقين .مشى فؤاد خلف سيف حتى وصلا لغرفة الجلوس ، كان جميع من في المنزل مجتمعون معاً في غرفة الجلوس فقد كان هنالك شابٌ يجلس على أريكةٍ يشاهد التلفاز وكان بجانبهِ فتىً صغير يلاعب قطتهُ وعلى أحد الكراسي قريباً من الأريكة كانت تجلس فتاةٌ جميلة جداً وكانت تقوم بقراءة كتاب كان بيدها فوقف سيف بعد دخوله جانب الباب واخذ يعرف فؤاد بمن في المنزل قائلاً وهو يشير لشاب الجالس على الأريكة: هذا أمجد فنظر امجد لسيف بتعجب فلم يكن منتبهاً لوجود أحدٍ معهُ فقال سيف مشيرا للفتاة الجميلة: وهذهِ أختي نهى فبقيت نهى ساكنه بمكانها بتعجب وهي تنظر نحو لشقيقها تارة ونحو فؤاد تارة اخرى فأكمل سيف مشيراً للفتى الصغير: وهذا سالم. فوقف سالم عن اللعب مع قطتهِ وهو يمسكها وينظر نحو فؤاد. ثم أشار سيف نحو فؤاد وقال: أعرفكم هذا فؤاد سوف يسكن معنا. دخل سيف وهو يقول لفؤاد: تعال معي فمشى فؤاد خلف سيف وهو يشعر بالأحراج الشديد من نظرات الموجودين بالغرفة المتفحصة له . توجه سيف نحو السلالم متجها نحو الطابق الثاني وعند وصوله إلى أحدى غرف المنزل اشار نحوها قائلاً: هذهِ غرفتي ومشا إلى الغرفة التي تليها وهو يقول مشيراً لها قائلاً: وهذه غرفة أختي نهى ومشا قليلا للغرفة التي تليها قائلاً: غرفة أمجد . وأخيراً غرفة سالم وعلى بعد عدة خطوات فتح سيف غرفة وقال : هذه ستكون غرفتك إن رغبت فدخل فؤاد إلى الغرفة فوجدها قد امتلأت بالأثاث القديم وقد امتلأت بالغبار و الأغطية البيضاء تغطي معظم ما فيها فقال سيف بإحراج: في الواقع لقد كانت هذه الغرفة لصديق لنا و لكنه أنتقل من المدينة فبقيت الغرفة مستودعاً للأثاث القديم لكن لا تقلق سوف ننظفها ولم يكد سيف يكمل جملته حتى جاءت نهى من خلفه قائلةً بهدوء: سيف أمجد يريدك فقال سيف لفؤاد :أعتذر سوف أتركك قليلاً تتأمل بالمكان فخرج وهو يغلق الباب خلفه وعند نزوله السلالم واجهه أمجد وهو يقول بحدة و عصبية: فسر فقال سيف بهدوء: أفسر ماذا؟ فصرخ أمجد بوجهه بانفعال قائلاً: فسر لماذا أحظرت هذا الشاب معك؟ لماذا لم تذهب به الى منزل يزن يستطيع يزن ان يؤمن مكان لإقامة هذا الأحمق فقال سيف بكل هدوء وهو يعلم أن كلمته ستسكت أمجد: أن قصته مثلنا فرفع أمجد حاجبيه وغمغم : م.. مثلنا فابتسم سيف قائلاً: نعم مثلنا. فهم حينها أمجد ما عناه سيف فلم ينطق بكلمة واحدة أنما أتجه نجو غرفة الجلوس وجلس وهو يعود بذاكرته للماضي وهو يرى والدته عندما توفيت بين ذراعيه وهي تمسح على وجهه بيدها المرتجفة قائله: اعتني بنفسك يا امجد . ووالده الذي قال له وهو ذاهب للخدمة وابتسامته تملا وجه : كن صالحاً يا أمجد كن صالحاً وانتزعه سيف من كل هذا قائلاً: علينا مساعدة فؤاد بتنظيف وترتيب الغرفة كان سالم يداعب قطته أما نهى فقد كانت تقف دون أي كلمه وكأنها موافقة على كل ما يقوله شقيقها فقال سيف بحده :أمجد . فنزل أمجد من فوق الأريكة قائلاً بتذمر: حسنا. لا تصرخ. وأكمل بعصبيه: و لكن..... فقال سيف مقاطعا : أمجد أرجوك . بدون لكن . أرجوك. فلم ينطق أمجد بكلمه فترك سالم قطته وهو يقول مقاطعاً :أنا سوف أساعدكم فقال سيف وهو مبتسم :حسناً أذهب أنت ونهى لإحضار مواد التنظيف وأنا وأمجد وفؤاد سنرتب الغرفة وذهب إلى غرفة فؤاد ففتح سيف الباب وخلفه أمجد فكان فؤاد يقف امام نافذة الغرفة وهو ينظر نحو الخارج فقال له سيف بابتسامه على شفتيه : وقت العمل يا صديقي . سوف تنظف معنا. فنظر فؤاد نحوه قائلا : حسناً. هيا .
أنت تقرأ
طريق الأصدقاء
Novela Juvenilالصداقة.. حروف قليلة بمعانِ كثيرة .. كم من صديق خائن وكم من صديق لا يخون بين هؤلاء تتأرجح كفوف ميزان الصداقة .. قصة صداقة بدأت بالصدفه .. كيف سيكون ختامها .. وقصة صداقة بدأت لتشابه المحن والصعاب وقصة صداقة انتهت لسوء الفهم وقصة انتقام يحاك في الخفاء...