غلب النعاس سيف وهو لايزال بقرب الحائط وشعر بجسده المنهك وقد همد كلياً وغط بسبات عميق.. فقد كان مفعول المخدر بجسده لا يزال يسري بقوة ، نظر مراد نحو سيف وعلم انه قد استغرق بالنوم فزفر بصوت هادئ ثم وقف منتصبا واعاد كرسيه الملقى بعيدا لمكانه وجلس عليه وهو عاقد كفيه امام وجهه ثم ما لبث حتى فتح احد ادراج مكتبه واخرج لاسلكي آخر وضغط احد أزراره وهو يقول: أدهم ! . رد عليه صوت من اللاسلكي قائلاً: نعم سيدي. فأجابه مراد: ارسل لي عنصرين نحو مكتبي حالا . فأجابه ادهم: حاضر سيدي.. وبعد خمس دقائق دخل العنصرين مكتب مراد فنظر مراد نحوهما وهو يشير الى سيف قائلاً: احملاه وضعاه على الأريكة الكبيرة هناك. وبانقياد اجاباها: حاضر سيدي ونفذا ما طلبه، شعر سيف بيدين تحمله ولكن جسده كان مخدرًا تماما ولم يستطع ان يفتح عينيه حتى او يبدي أي حركة . وضع العناصر سيف على الأريكة . ونظر احدهما نحو مراد قائلاً: اية أوامر اخرى سيدي؟ فقال مراد وهو يتململ في مقعده: احضرا لي كوب قهوة ثم يمكنكما ان تنصرفا. نفذ العنصرين أوامر مراد بسرعه ثم خرجا من مكتبة ..
.........................................................................
كان أمجد يغط بسبات عميق وهو ممدد على الأريكة وكان فؤاد يجلس على الأريكة المجاورة له وقد غلبه النعاس....
ونهى كانت نائمة بغرفتها واحدى دموعها لا تزال تنهمر على وجنتها .... وسالم الطفل المسكين الذي نام مرغماً عنه بعد ان انتظر سيف مطولاً بغرفته........ وسيف الذي انهك جسده وأثر به مفعول المخدر القوي وقد غرق بالنوم وهو ممد على أريكة مكتب مراد....... ومراد الذي خانته قوة جسده وقد عقد ساعديه على المكتب واسند راسه عليهما و استغرق بالنوم........ صمت كل شيء ولم يعد هناك أي صوت....... نام الجميع بهدوء وكلٌ منهم غط بأحلامه الخاصة..
..............................................................................
أخذ قلب مراد بالخفقان في قوة وعنف وهو يجري بسرعه شديده وهو يطلق العنان لقدميه متجهاً نحو الامكان ، كان يجري كالمجنون نحو المجهول ، كان عاجزاً تماماً أمام من يجري خلفه وكأنهم صناع الموت وكأنهم قدره الأخير على أيديهم ولكن مع ذلك ضل يجري ، ويجري، يلهث ،ويلهث يقع على الأرض ثم ينهض، ولم يتوقف اقتربت أصواتهم شيئاً فشيئاَ من خلفه فالتفت بسرعه ولكنه لم يرى شيئاً فأزداد وجيب قلبه ، واصل الجري ولكن اصواتهم القريبة وخوفه كادا يلقيانه على الأرض يائساً فترك قدماه تقودانه، كان يجري بسرعه ولكن أصواتهم اقتربت وكأنها خلفه تماماً فتعثر وسقط على الأرض بعنف فأمسكت به أيدهم فأخذ يهز برأسه نافياً وهو يصرخ: لا أتركوني.. لا ثم أطلق صرخة مرتعبة انطلقت من أعماق أعماقه .
انتفض جسد مراد في عنف وهو يفتح عينيه بارتياع ويحدق بجدار مكتبه ، كان وجهه يتصبب عرقاً في غزاره وهو جالسٌ خلف مكتبه فرفع رأسه وهو يشعر بثقله وأسند ظهره على الكرسي وهو يمسح وجهه بكفيه ثم التفت نحو نافذة المكتب التي كانت اشعة الشمس تتسلل عبر زجاجها الى انحاء الغرفة ، وقف مراد وهو يشعر بكل عظمةٍ من جسده تصرخ الماُ، وتوجه نحو النافذة وقام بفتحها، ضربت أشعة الشمس الدافئة وجه مراد وهو يشعر بدفئها ، اغمض مراد عينيه وأخذ نفساً عميقاً وملأ رئتيه بالهواء العليل ثم زفر بقوه. أخذ مراد يتطلع نحو السماء المتلبدة بالغيوم، ثم نظر نحو ساعة معصمه وكانت تشير للتاسعة والنصف ، فالتفت نحو سيف الذي كان لا يزال مستغرقاً بالنوم زفر مراد وهو ينظر نحو سيف قائلاً: ماذا الآن إذاً؟ ثم مشى متجهاً نحو باب الغرفة ففتحه وخرج سمع سيف صوت اغلاق باب الغرفة ففتح عينيه ولكن وبدون ان يأتي بأي حركة نظر نحو سقف الغرفة وهو يقول بنفسة: هل يعقل... انني بغرفتي؟؟ هل.. كنت أحلم؟ ، فاغمض عينيه بقوه وهو يقول: نعم انهى غرفتي... نعم..، كان سيف يريد أقناع نفسه بأنه كان يحلم وحسب وأن كل ما حدث كان مجرد حلم ولم يكن واقعياً ولكنه علم بقرارة نفسة انه لم يكن حلماً وان كل شيء كان حقيقياً ففتح عينيه وأخذ بالنظر حوله .. ولكنه لم يكن بغرفته.. شعر سيف بخيبة امل لفترة قصيرة ولكن سرعان ما تبدد هذا الشعور وهو يتذكر حوادث الأمس فاعتدل بجلسته وأخذت عينيه بالبحث بأنحاء الغرفة ولكنه لم يجد احداً....
أنت تقرأ
طريق الأصدقاء
Teen Fictionالصداقة.. حروف قليلة بمعانِ كثيرة .. كم من صديق خائن وكم من صديق لا يخون بين هؤلاء تتأرجح كفوف ميزان الصداقة .. قصة صداقة بدأت بالصدفه .. كيف سيكون ختامها .. وقصة صداقة بدأت لتشابه المحن والصعاب وقصة صداقة انتهت لسوء الفهم وقصة انتقام يحاك في الخفاء...